آراؤهم

إلى لقاء “غريب”

ها انا ذا مجدداً …أكتب عن رائحة الموت التي تنبعث من بين منازلنا فنختنق بها!،عن امهاتنا اللاتي يضفن الحزن نكهة بطعامنا.
ها أنا ذا مجددا… أسرق! ولكن هذه المرة  النظر إليها وهي تضع الدموع بدلاً من الملابس في شنطة ابنها كي يلبسها في غربته!، بينما أخوته الباقين يحسدونه على (افراجه) القريب، اما هو فراح يخبئ غطاء رأس والدته بين حاجياته:”احتاجه هناك يا أمي كي أشمه… كلما حنيت الى الكويت!”، يجمع بقايا ذكرياته من على جدران مباني  حارته… هنا كتب (العربي عزّ) بعد ان اخذ فريقه المفضل البطولة، وهناك كتب تهنئة لها بذكرى مولدها!، ثم انطلق وحيداً نحو المطار باحثا عن وطن بالقرعة ،فحيثما حلت الطائرة كان هذا الوطن الجديد!.
يا وطناً حررك الآباء فاستعبدت انت الابناء!، على قارعة قلبك!، نجلس وننتظر ان تمنحنا حياة!، ونحن الذين ننام على البؤس لنحلم بك!، لك ان تعرف حجم خطيئتك عندما تنظر الى قيودنا عن الامل، والى ايامنا المبعثرة وهي تبحث عن وظيفة بثمن حليب اطفالنا!، الى قرعة ابائنا قبل بدء العام الدراسي وهي تختار واحداً فقط من بين 7 كي يكمل تعليمه!،  الى حبل انتحارنا الذي اصبح جاهزاً للاستخدام  الادمي!.
الى لقاءٍ (غريب)…قالها (مشعل) لجدته، وهي التي ظلت تدعو له بالتوفيق ، الى لقاءٍ (غريب) قالها (مشعل) ايضا لوالدته وهي التي ملأت دموعها شنطته فأصبح قلقاً من الوزن الزائد!، الى لقاءٍ (غريب) قالها (مشعل) لوطنه وهو يعلم تماماً انه سيعود اليه بعد سنوات (غريباً) وليس ابناً!.
وطني العزيز، اكتب إليك مجددا…وانت الذي تركت في كل بيت منا نائحة على روح طفلةً زهقت،  أو فراق احبةً هاجرت، وما زلنا نصيح :(خذ حتى ترضى يا وطن)!!.