آراؤهم

طبيب الاسنان كذاب

لو جئنا بالتخصصات الطبية تجد طبيب الأسنان من الأطباء المحبوبين, ولم يتحقق هذا الحب خبط عشواء أو محض صدفة وإنما إحقاقًا للحق بكل جدارة, أجده -كما يجد نفسه- من أخف الأطباء ضغطًا, خصوصًا أن طبيب التقويم لا يستخدم الإبرة المخيفة وهذا يجعله منسجما أثناء عمله, ولأثبت لكم بالدليل القاطع أن 99% من الحالات التي تمر عليه لا تعيش بين أرضية الموت وسقف الحياة, ليس كطبيب المخ والأعصاب أو كطبيب نساء وولادة.

أطفال اليوم لم يعد الخوف يدب في أعماقهم عندما يعلمون  بالذهاب إلى عيادة الأسنان, بل ذلك الخبر يطرحهم في ساحة من الفرح والسرور لأنهم يعلمون بأنهم لن يذهبوا إلى عيادة فحسبهم, سيذهبون إلى محل هدايا مجانية وروح خفيفة وابتسامة تبدد كل وجع متمسك بهم ولأن عيادته محتضنة لبراءة طفولتهم وما تتطلبه المرحلة.

لماذا أتهم طبيب الأسنان بالكذب؟

كل أطباء الأسنان يعشقون الكذب -حد الثمالة- يجمّلون الواقع رغم قبحه ويحلوّنه رغم مرارته, ولأنه فعلاً يكذب والأدهى والأمرّ يخفي تلك الإبرة لمن يراه يخشاها وهي حقيقة مرعبة الشكل والإحساس فيها, أعتقد لمن يرمقها للمرة الأولى لن يخاف لأنها ليست بضيفة على عينيه, يقول الطبيب للمريض لن تتألم وهو سيلاقي الألم من هذه الأداة تحديدًا, وقد سبق أن كتب فاروق جويدة عن هذا وأشار بيد التهمة بالكذب لطبيب الأسنان, وحدهم كذباتهم حسنات إنهم أطباء الأسنان ومن لا يعرفهم.

جميعنا نطالب بأن تكذب كثيرًا يا طبيب الأسنان فنحن بحاجة إلى كذباتك التي لا نرى أنها محرمة بل حلال ممتعة وتمنحنا شعور جديد بالحيوية والتغيير, لا تحمل همًا ولا تقلق كن على سجيتك وخذ راحتك بالكذب علينا وللعلم كذبك أصلاً لا يضرّنا وإذا انقلبت الآية في هذه الحالة يضرنا من دون شك, نريد أن تخلق لنا حياة أجمل من حياتنا السابقة ومختلفة بكل تأكيد, لا تقلق فسيئات كذبك مستعدين لحملها فوق ظهورنا لكن المهم أن تستمر بالعطاء والحب والابتسامة والتجميل, وألف شكر من أعماق الفؤاد لأطباء الأسنان ولمن قرأ هذا المقال.