فن وثقافة

البابطين يفتتح في روما “المعهد العربي الأوروبي لحوار الثقافات”

افتتح رئيس مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري الشاعر عبدالعزيز البابطين “المعهد العربي الأوروبي لحوار الثقافات” في مقر جامعة (روما الثالثة) وسط حضور دولي واوروبي وايطالي وعربي بارز.
واوضح البابطين في كلمة خلال حفل الاحتفال الذي اقيم الليلة الماضية دور المعهد ومهامه في ترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمعات الأوروبية والعربية وبين مختلف الثقافات والحضارات والأديان كمنهج للتعامل مع مختلف القضايا ونشر ثقافة الحوار والتسامح والوسطية.
واعرب عن سعادته البالغة بحضوره “من الكويت بلاد العرب الى روما سليلة حضارة انسانية عظيمة” للاحتفال بافتتاح “المعهد العربي الأوروبي لحوار الثقافات” كما اعرب عن أمله في ان يكون المعهد “جسرا للتفاهم والتواصل بين عالمين مختلفين ومتقاربين ثقافيا في آن واحد”.
ورأى البابطين ان تأسيس هذا المعهد يعد “مثالا بارزا على تبني قضية الحوار الثقافي باعتبارها ضرورة قصوى تقتضي تركيز الجهود المشتركة على تغيير البنية الثقافية في الشرق والغرب”.
وانشأت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري “المعهد العربي الأوروبي لحوار الثقافات” بالتعاون مع مركز (التييرو سبينلي) بايطاليا ومؤسسة (ميتزورو) ببلجيكا في مبادرة ثقافية وعلمية مشتركة مع هذين المركزين الاوروبيين المرموقيين لتعميق التلاقي وترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمعات الأوروبية والعربية.
من جانبه اشاد رئيس جامعة (روما الثالثة) البروفسور فابيانو غويدي في كلمته بمكانة البابطين ودوره الواسع والملموس في اذكاء ثقافة التلاقي الانساني.
واكد فابيانو اهمية هذه المبادرة بالنسبة لمستقبل أوروبا والعالم العربي سيما وانهما متربطان بقوة بآفاق تطلعاتهما المشتركة للسلام والرخاء والعدل والتضامن في ظل مركزية الانسان منوها بمكانة الشاعر والمفكر العربي عبد العزيز البابطين ودوره الواسع والملموس في اذكاء ثقافة التلاقي الانساني.
وتطرق الى الاسهامات الحضارة العربية في نهضة أوروبا في مجالات الفنون والعمارة العلوم والفلسفة التي تشكل حافزا مشتركا مؤكدا الحاجة لاحياء روح الحوار ليكون أرضية خصبة للتعاون بين الشعوب والذي يمثل حاجة ملحة اليوم أمام التحديات الكبيرة التي تفرضها العولمة ومخاطر اندلاع الصراعات.
وعبر عن تطلعه أن يصبح المعهد الذي تستضيفه جامعته “جسرا للفهم والاتصال بين عالمين مختلفين ومتشابهين في الوقت ذاته.
من جانبه اعرب النائب الأول لرئيس البرلمان الاوروبي جاني بيتللا عن شكره للشاعر البابطين الذي “أراد بقوة اقامة هذا المعهد لكونه يحمل رسالة سلام وحوار وثقافة في كافة أرجاء العالم” مشيدا بدور بدور رئيس “مركز (التييرو سبينيللي) البرفيسور لويجي وموتشا الرئيس الأوروبي للمعهد والوزير المفوض بالعلاقات الاوروبية التونسي تهامي عبدولي ومشاركتهما في تجسيد فكرته وتحقيقها.
واشار بيتللا الى ان النهوض بالتعاون المتوسطي والأوروبي العربي لا يمكن أن يقع فقط على كاهل الحكومات والبرلمانات رغم دورهما الطبيعي بل تمر بالضرورة عن طريق المجتمع المدني بمؤسساته ومثقفيه وجامعاته ومبادراته.
وشدد على دور الثقافة والجامعات والبحث العلمي والتعليم والتأهيل الجهوري في بناء الحوار التعاون الأوروبي العربي وهو ما يجعل “للمعهد العربي الأوروبي لحوار الثقافات” الوليد دورا بالغ الأهمية.
من جهته نوه رئيس المجلس الوطني التأسيسي التونسي مصطفى بن جعفر بجهود البابطين التي “ما انفك يبذلها للنهوض بالتفاهم والحوار بين شعوب المنطقتين العربية الأوروبية”.
وقال بن جعفر ان مسألة الحوار بين الحضارات ليست قضية الدول فحسب بل تعني كذلك المجتمع المدني والشباب والنخب وأهل الثقافة والاعلام وان بالامكان وبحركية الشباب وطاقاته.
واردف “نتخلص من الواقع الحالي المؤسف الذي تؤججه المقولات الداعية لصراع الحضارات ونساهم في ترجيح كفة الحوار بين الثقافات والتعايش بين الأديان”.
واعتبر افتتاح المعهد العربي الاوروبي لحوار الثقافات والحضور القوي والفاعل لهذا الجمع المتميز “يجسد الوعي المتزايد لدى رجال الفكر والثقافة والسياسة وسائر النخب في العالم بأن التحديات القائمة في وجه البشرية قاطبة تقتضي المراهنة على الحوار بين الثقافات سبيلا الى تحقيق التضامن الدولي”.
واكد بن جعفر ضرورة أن يتبنى هذا المشروع الحضاري الانساني الكبير الاحترام المتبادل بين الثقافات والاعتراف بتنوعها وبأن الحضارة الكونية ما هي الا محصلة تأليفية بديعة لمختلف الثقافات والحضارات.
 وحضر الاحتفال سفراء الدول العربية المعتمدين في روما يتقدمهم سفير دولة الكويت الشيخ جابر دعيج الابراهيم الصباح ولفيف من الشخصيات السياسية الأوروبية والايطالية والأكاديمية من أساتذة الجامعات والباحثين بالاضافة الى طلبة الجامعات وسط اهتمام اعلامي ايطالي وعربي بهذه الخطوة التي تسعي لبناء ملتقى ثقافي وعلمي مفتوح بين الشباب والدارسين على طرفي الحوار.