كتاب سبر

إدفع جواباً تنقذ مسلماً !!

بعض الأسئلة ثقيلة طينة لا ترضى (بجزة) جواب تقدم لها بل ترضى بجزة وخروف جواب مشوي على نار تنير ما حولها من علامات الاستفهام . 
هذه الأسئلة ينطبق عليها مثل (دخل الدخيل وسلم ) تدخل إلى مجلس بيت شعورك وتشرب فنجالها ولا تخرج منه إلا وهى مدسمة شواربها من(حروف) جوابك !! .
احد هذه الأسئلة (الغثيثة) التي أرقت قسوة ليلاي هي لماذا نهتم جداً ونفرح للمظاهر الاحتفالية بينما نحزن وتقتلنا الهموم من المظاهرات السلمية المعبرة عن الرأي !!
بالرغم من أن كلاً من المظهرين يتشابهان في الكيفية فهما يضمان حشداً من الجماهير وحشوداً من القوات الأمنية ويحصل فيهما إعاقة لحركة السير لمدة محدودة وإغلاق للطرق (هذا على فرض ان الطرق لدينا محرومة من نعمة الزحمة وحركة السير تسير وفق قوانين نيوتن وليس قوانين دق له هرن !!) .
والسؤال (المغثة) هنا هو لم يتفق المظهران في شكل الفعل ويختلفان في إشكالية ردة الفعل؟! وما الذي يجعل دموع الحشود في المظاهر الاحتفالية تسيل فرحاً بينما الحشود في مظاهرات الرأي دموعها تسيل فراراً من القنابل المسيلة للدموع ؟!

وما الذي يجعل قوات الأمن تنظم المظاهر الاحتفالية وهى تبتسم و(حتعيط من كثر الإيمان ) بينما أنيابها بارزة وتعبس وتتولى اقتحام وتهديد مظاهرات الرأي وتجعل المشاركين فيها حيعيطوا من كثر الدخان ؟!.

ألا يدل هذا على اننا ورغم مرور خمسين عاما على زواجنا الديمقراطي الميمون و(المجنون) أيضاً في قول آخر مازلنا ننام نحن ودستورنا في غرف منفصلة وهو في واد ونحن في واد آخر وفيما بين الواديين يتردد عبر جبال الواقع صدى صوت أغنية ديمقراطيتنا المفضلة : اشكيك لمين !! ..أشكيك لمين يشعر بقلبي اللي أتظلم وياك سنين !! .
قد أتظاهر (أتظاهر هنا طبعاً هي كلمة مجازية لا أكثر ….ومنا لوزارة الداخلية ) أمام السؤال الغثيث بمعرفتي للجواب وافتح علبة من علب أجوبتنا المعلبة الجاهزة واسرد امامه ديباجة :
أما بعد فاننا والدستور سمن على عسل وقد قبلناه ورشـفـنا خمرة ريـقـه فـوجـدنا نــارَ صــبــابةٍ فـي كـوثــــــــــر واننا نضع مواده بين رموش أعيننا مقسماً أمامه انه لولا ان العين ما تعلى على الحاجب لوضعنا مواد الدستور على جراح جبهتنا الداخلية والخارجية وان نصوصه المصونة تنام فى (مخابينا ) على ريش النعام ولكنها طبعاً في الحروب اسود تزأر فتهتز غابات الغايات والوسائل التنموية من حولها لتطير الغربان والفيلة (؟؟؟؟) إلى حيث ألقت رحلها الحاجة أم قشعم قاتلها الله التي تحبك أجنداتها الخارجية مع المندسين من إخوان الصفا وخلان الوفا وولاد ابو اسماعيل !! …هذا والله لا يغير علينا وكفانا الله غيرة الحساد ويا عواذل فلفلوا !!…وقوموا إلى احتفالاتكم يرحمنا ويرحمكم الله .
لا أظن أن (المظاهرة المعلبة ) أعلاه سوف تقنع سؤالاً كالسؤال إياه وهو من هو سؤال مخضرم ومفتح بلبنات جدر الديمقراطيات العريقة ولا يرضى إلا بالدفع بجواب مصدق من بنك المنطق أو بالحبس المؤبد داخل جمجمتى حتى يشفى غليل علامات استفهامه وتعجبه !! ..فهل من متصدق بجواب مقنع يسد به حنك السؤال أعلاه وينقذ مسلماً يعانى ارق على ارق و(دستوره) يـأرق وجوى مواده يزيد وعبرة نصوصه تترقرق !! .
سبريات 
على عكس الكثيرين فرحت كثيراً بخبر صرف أربعة ملايين دينار على الألعاب النارية المستخدمة في مهرجان الدستور فلأول مرة تعترف الحكومة بأنها صرفت أموال الشعب على (ألعاب) …وهذا أمر تستحق عليه الشكر فعلاً .