نشر الممنوع

نم واهنأ يا شيخ!!

وكأن المرحوم المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله السالم أبوالدستور أمير الكويت الراحل والذي رسخ للديمقراطية في البلاد وأعطى كل ذي حق حقه وقتها كان يعلم ما الذي سوف يحدث في الكويت.. وكأننا نشتم رائحة الشيخ عبدالله السالم الزكية في أنوفنا ونحن نسير في طرقات هذا البلد هذه الايام تحديدا.. فالشيخ الراحل وضع الدستور واجتهد فيه من أجل أن يرسخ لدولة القانون في نموذج فريد لوثيقة محترمة بين الحاكم والمحكوم. 
ما يحدث هذه الايام من تجاوزات وقفز على الدستور ومحاولات تأويله لاشك أنها لا تريح “أبوالدستورط وهو في مثواه الاخير.. فسموه كان يريد أن لا تقفز الحكومة على سلطات واختصاصات مجلس الأمة وألا تقفز سلطات مجلس الأمة على القضاء وألا تقفز سلطة على سلطة ولكن ما يحدث الآن وكأنما هو ما كان يتخوف منه أبوالدستور، لذلك عمل وشق على نفسه حتى يخرج لنا بهذا الدستور الذي أصبح بكل أسف أداة للتأويل والتفسير الخاطيء والادعاءات الباطلة. 
ولأننا شعب عاش وظل يعيش في أجواء ديمقراطية يحسدنا عليها الجميع فإننا سنظل نتنفس الحرية لأن رئة هذا الشعب اعتادت على الحرية ولن تقبل بغيرها شاء من شاء وأبى من أبى.. فمن ذاق طعم الحرية لا يمكن أن يرضى عنها بديلا وإن كلفه الأمر كل ما يملك.
روح الشيخ عبدالله السالم الطيبة ستظل تحلق في كل مكان في الكويت ولن تهدأ أبدا لأنه رسخ للعدل والمساواة.. رسخ للولاء وللطاعة لولي الأمر.. رسخ للحب بين الكبير والصغير.. رسخ للتفاهم والتعايش بين جميع الطوائف في جو تسوده المودة والمحبة.
الدستور لن يموت.. ولن يقبل التأويل.. قد يمر بوعكة أو يتعرض لأزمة أو محاولات اغتيال.. ولكن الشموخ والإرادة لن يسمحا للعبث طويلا.. ولن يكون للعبث طريقا.. الظلام وإن ساد ليلا فلابد للشمس أن تشرق وأن يأتي الصباح ويعم النور.. فالنور أقوى ألف مرة من  الظلام.. ولايمكن لكائن أن يمحو نور الشمس وإن امتلك كل الأرض ومن عليها.
ياشيخ عبدالله.. ستظل أبا الدستور.. وسنظل أبناء هذا الدستور.. فلا يؤرقك عبث حكومة.. ولا تخاذل نواب.. ولا هبوط همم وعزائم بعض البشر الذين يبيعون أنفسهم من أجل الوصول للقاعة التي تخلد تاريخك.. لأن التاريخ لا يمكن أن يزيفه بعض المرتزقة والمفلسين.. نم واهنأ بما فعلته من أجل هذا البلد ولا تخشى على الدستور لأن الله الحامي والحافظ وهو خير الحافظين.. وتحية لك ولكل المخلصين في هذه الأيام التي نحتفل فيها بمرور 50 عاما على الدستور.
almesfer@hotmail.com