مجتمع

50 عاما زادتها تألقا وازدهارا
جمعية كيفان مهد الحركة التعاونية.. احتفت بيوبيلها الذهبي

·  الأذينة: سنعيد طرح ودراسة تشكيل هيئة للتعاون للنظر في جدواها. 
·  السمحان: القطاع التعاوني بحاجة إلى مساحة اكبر من الحرية والهيئة تضمن التطوير. 
·  الكندري: سنطالب بزيادة نسبة البناء لفروع الجمعيات ومن الممكن إعادة النظر بتوزيع الأنشطة. 
·  التنيب: كيفان اللبنة الأولى في بناء الصرح التعاوني الشامخ ونعد بالمزيد من الخدمات والمشاريع المختلفة. 
  
في مشهد مهيب احتضنه مسرح التحرير في منطقة كيفان التقت فيه الذكريات بانطلاقة باكورة العمل التعاوني قبل 50 عاما، احتفلت جمعية كيفان التعاونية باليوبيل الذهبي لتأسيسها، وسط اجواء من الحميمية لاول لحظة تمت فيها الانطلاقة والتطلع نحو الرقي بالحركة التعاونية وازدهارها، واستشراف المستقبل المشرق لشمس التعاون المضيئة. 
ومما زاد الحفل تألقا رعاية وحضور وزير الشؤون الاجتماعية والعمل المهندس سالم الأذينة، ووكيل وزارة الشؤون محمد الكندري، ورئيس اتحاد الجمعيات التعاونية عبد العزيز السمحان، ونائبه راشد مساعد بورسلي، وعدد من المسؤولين في وزارات الدولة المختلفة، وجمع غفير من مؤسسي جمعية كيفان التعاونية والمديرين العامين السابقين وعدد من الشخصيات، إلى جانب الحضور الإعلامي الحاشد.
وقد تم عرض فيلم وثائقي عن تاريخ جمعية كيفان، وانتقال التجربة الرائدة منذ عهد التأسيس إلى أرجاء الكويت، حيث انتقلت ليبلغ العدد اليوم 56 جمعية تعاونية بفروعها المختلفة، تقدم أرقى الخدمات المميزة لعموم المستهلكين، وتقود مسيرة تنموية تعاونية خلاقة تثمر خيرا لجميع ابناء الوطن.
وقد عبر وزير الشؤون الاجتماعية والعمل المهندس سالم الأذينة في حديث للصحافيين عن سروره لما شاهده من براعة الحفل والتحضير المميز، مؤكدا أن المسيرة التي استمرت منذ 50 عاما وحتى يومنا هذا حققت الكثير من الفوائد للكويت والكويتيين، وقد غابت العديد من الدول عن الاستفادة من هذه التجربة الرائدة.
وذكر أن اتساع الرقعة الإسكانية وبناء المدن وارتفاع عدد السكان يتطلب تطوير العمل المؤسسي ليتناسب مع ازدياد عدد الجمعيات التعاونية الذي يواكب هذه التطورات، مشيرا إلى أنه ستتم إعادة طرح فكرة إنشاء هيئة للتعاون للنظر في جدواها والفائدة المحصلة منها خلال المرحلة الحالية.
وبدوره، قال رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية عبد العزيز السمحان إن الحركة التعاونية سمة من سمات الكويت المعطاءة، وهي من العلامات البارزة التي تحكي مسيرة التطور والنماء، وقد بدأت الحركة التعاونية بانطلاق جمعية واحدة هي جمعية كيفان التعاونية تلتها الشامية والشويخ وتوالت العطاءات والإنجازات ونجحت التجربة فعم الخير أرجاء الكويت كلها.
وأوضح أن الاتحاد يسعى بكل الوسائل والسبل لتوفير كل ما من شأنه رفد الجمعيات التعاونية بالآليات التي تضبط أعمالها وتزويدها بما يطور أداءها، وإذا كنا نجد بعض العراقيل فهذا الأمر يرتبط ارتباطا وثيقا بحجم الأعمال التي تحتاج إلى إنجاز من قبل قطاع التعاون في وزارة الشؤون التي زادت عليها الأعباء وكثرت عليها الأحمال.
وجدد السمحان دعوته إلى ضرورة الإسراع في إنشاء هيئة عامة ومستقلة للاعمال الخاصة بالحركة التعاونية وعدم التسويف في هذا الامر، فالحاجة اليوم باتت أكثر إلحاحا من السابق في ظل الأعداد المتزايدة للجمعيات التعاونية والتوقعات بارتفاعها في المستقبل، وعدم قدرة قطاع التعاون في الشؤون على تلبية احتياجاتها على أكمل وجه. 
وبين أن القطاع التعاوني يعتبر القطاع الثالث في البلاد بعد القطاعين الحكومي والخاص، فالحركة المالية للقطاع تقدر بحوالي 3 مليارات دولار سنويا، ولذلك فإن الحكومة مطالبة بإعادة النظر في الاهتمام بهذا القطاع ومنحه مساحات كبيرة لتوفير الخدمات بصورة أرقى وتوسيع دائرة أعماله لتشمل العديد من المجالات.
وأكد أن الجمعيات التعاونية تعاني من الروتين القاتل والبيروقراطية المدمرة، وهذا الأمر ليس خاصا بالشؤون بل هو عام في كل وزارات وقطاعات وإدارات الدولة المختلفة، ولذا نادينا في السابق وما زلنا ننادي بمنح هذا القطاع حرية اكبر وإنشاء هيئة التعاون لتقوم بتسيير أموره وتزويده بالخطط القادرة على تطوير أعماله وتثميرها.
وعودة إلى الاحتفال باليوبيل الذهبي لجمعية كيفان، فقد اشاد السمحان بما رآه من براعة واهتمام وتألق، موضحا أن مسيرة الحفل بدأت من كيفان وبعدها الشامية، وستتكلل بحفل يليق بالمناسبة يقيمه الاتحاد، تحضره شخصيات من دول مختلفة، إلى جانب الحلف التعاوني.
وذكر أن احتفال الاتحاد باليوبيل الذهبي للحركة التعاونية فرصة طيبة وحقيقية للمِّ شمل التعاونيين، وقد شاءت الأقدار أن تمر الذكرى ونحن في رئاسة هذا الصرح التعاوني، الذي نعده عنوان شرف وفخر لنا، ومن الواجب علينا ألا ننسى المؤسسين الذين قدموا الكثير، وكانت لهم مواقف لا ينساها التاريخ خلال الأزمات وخصوصا أزمة الغزو الغاشم على كويتنا الحبيبة.
وردا على سؤال حول رصد الاتحاد لوجود ارتفاع مصطنع في أسعار بعض السلع قال إننا وقعنا على بعض السلع التي تم رفع أسعارها ولكنها ليست خاضعة للاتحاد، وقد قامت قلة من الجمعيات بإدخال سلع لا تحمل تعميما من الاتحاد، وليست لدينا أي معلومة عنها، ولذا فنحن نحث الجمعيات على تزويدنا باسماء الشركات لدراسة أوضاعها ومنحها تعميما من قبلنا؛ وهذا الأمر ينعكس إيجابا لضمان مراقبة الاداء وسيرورة العمل.
وفيما يتعلق بسلع الاتحاد ذكر السمحان أن الاتحاد يدعم 160 صنفا من السلع الأكثر طلبا، وهناك دراسات تجري حاليا للنظر في زيادة العدد بعد التعرف على السلع الأكثر دورانا وما يحتاج إليه السوق وما يطلبه المستهلكون، مؤكدا في الوقت ذاته أن المسيرة مستمرة وهي تنتقل من نجاح إلى آخر بفضل تكاتف التعاونيين وعملهم بروح الفريق الواحد.
ومن جهته، قال عضو المجلس البلدي عبد الله الكندري لقد رأينا اهتماما كبيرا من قبل مجلس الإدارة في إظهار اليوبيل الذهبي بأبهى حلة، ونحن نشكر جميع القائمين على جمعية كيفان على الاداء المميز والحفل الرائع.
وذكر أن هناك حاجة ماسة لتعديل القرارات الخاصة بنسبة البناء، فالكثافة السكانية في ازدياد والجمعيات بحاجة إلى قرارات تدعم عملها لتؤدي دورها على أكمل وجه، فليس من المعقول أن يقوم فرع بمساحة 400 أو 500 متر مربع بتلبية احتياجات قطعة سكنية تضم 10 آلاف نسمة.
وطمأن الكندري التجار إلى أن الطرح لن يكون بمساحات كبيرة جدا، وإنما بما يلبي احتياجات السكان، ويكون إضافة نوعية لعمل الجمعيات التعاونية التي تحتاج منا إلى الدعم والاهتمام، موضحا أنه تقدم باقتراح في المجلس البلدي لمنح الجمعيات التعاونية دورا أوسع وحرية أكبر في موضوع الأضاحي وذلك لتسهيل العمل وسرعة الإنجاز.
وردا على سؤال حول مطالبة الاتحاد والتعاونيين بإعادة النظر في قرار توزيع الأنشطة، قال عضو المجلس البلدي هذا الأمر ممكن والاتحاد والتعاونيون هم اهل الاختصاص وإذا كان هناك أي تعديل مطلوب فنحن لا نمانع في هذا فجميعنا نلتقي على هدف واحد وهو توفير الخدمات الراقية والمميزة للمستهلك، مشيرا إلى أننا سنضع أيدينا في ايدي رئيس الاتحاد عبد العزيز السمحان الشاب النشط صاحب الأفكار المبدعة، وسنستمع إلى جميع الآراء لخدمة العمل التعاوني.
وخلال الحفل ألقى رئيس مجلس إدارة جمعية كيفان التعاونية منصور التنيب كلمة قال فيها إن هذا اليوم يحمل في طياته ذكرى بدأت بفكرة كانت بداية نشأتها منذ خمسين عاما في منطقة كيفان، وكان جمع من أبناء منطقتنا المخلصين الكرام قد اجتمعوا لتنفيذها فأسسوا الجمعية وعملوا بجد على تنميتها حتى أصبحت مشروعا عظيما كبيرا على أرض الواقع، وكانت بذرة إنشاء أول جمعية تعاونية في الكويت.
وتابع بأن المشروع عمل وما زال يعمل من أجل خدمة المنطقة وأهليها الكرام، وقد أخذ المشروع بالتطور والازدهار بفضل الله تعالى ثم بجهود مجالس الإدارات المتعاقبة عليها، والتي تخطت الكثير من الظروف والصعاب كالغزو العراقي الغاشم على بلدنا الحبيب، حيث ظلت جمعية كيفان التعاونية تقدم ما تستطيعه من جهد لخدمة أبنائها من سكان المنطقة.
واستذكر التنيب ما قامت به الجمعية من جهود لاحتواء موجات ارتفاع الأسعار وغيرها من التقلبات الاقتصادية، مؤكدا أنها ستظل صرحا شامخا تعمل بكل طاقاتها من أجل تحقيق الهدف المنشود من إنشائها، ويكفينا فخرا أن تكون جمعية كيفان التعاونية هي الأولى في دولة الكويت واللبنة الأولى في بناء الصرح التعاوني الشامخ.
وذكر أن قيمة الاحتفالات تتجسد بقدر ما تحمله من مشاريع بناء وأهداف سامية تخدم المنطقة، ومن هنا جاءت قيمة احتفالينا اليوم باليوبيل الذهبي لمرور خمسين عاما على تأسيس جمعية كيفان التعاونية، مشيرا إلى أن من الواجب علينا أن نذكر كفاح من سبقونا من مؤسسي الجمعية، وما قدمه مجالس الإدارات المتعاقبون من تطور للجمعية والنهوض لتقديم أفضل الخدمات، وإنشاء المشاريع المختلفة والتي تدفع عجلة الإنتاج وأسهمت في توسيع نطاق عمل الجمعية.
واختتم بتقديم الشكر والتقدير لمؤسسي الجمعية الذين حملوا على أكتافهم أمانة هذا المشروع الضخم، بالإضافة إلى أعضاء مجالس الإدارة المتعاقبين الذين أدوا الأمانة بصدق إلى من بعدهم حتى وصلت إلينا بهذا الشكل الباهر الذي نفخر به جميعا، واعدا بالمزيد من الخدمات والمشاريع المختلفة التي ستجعل جمعية كيفان التعاونية في صدارة الموكب التعاوني الزاهر.
وفي الختام قام راعي الحفل وزير الشؤون المهندس سالم الأذينة وأعضاء مجلس إدارة جمعية كيفان بتكريم المؤسسين وأعضاء مجالس الإدارات السابقين، ورئيس الاتحاد عبد العزيز السمحان ونائبه راشد بورسلي، وبعدها قام وكيل وزارة الشؤون وأعضاء المجلس بتكريم عدد من شخصيات منطقة كيفان والمديرين العامين السابقين للجمعية.