آراؤهم

سجينٌ حُر و حرٌ سجين

إلى سجن الحياة كُلنا سائرون..!
بإستثناء أسماء التُهم.. كُلنا مُقيدون.
ومن يستثنى من هذه القاعده هم جماعه صامتون..!
لم يستنشقوا هواء الحريه ولم يستنشقوا سموم الإذلال.!
لم يتفوهوا بكلمه وحسبوا أنفسهم أحراراً
وهم بشرٌ كان جُل إهتمامهم أنهم يأكلون ويشربون..!
في سجن الحياة هنالك رجلان “سجينٌ حُرٌ حالم .. وحُرٌ سجين واهم”
إلتقوا على قارعة الطريق المؤدي للزنزانه
دار بينهمُ حوار نقلت لكم منه شطراً:
الحُر السجين: أهذا هو حالك؟ بعد أن أرهقك غباء السياسه و ضاعت أحلامك تلحق أوهام همّ الوطن!
لقد إبتعد عنك الصواب وأنت تلهث وراء المشاكسات والشجب والإستنكار!
أهذا حالك!
أهذا حالك!!!
إني أُشفق على حالك.. كيف لك أن تناطح صخره وأنت بلا حول ولا قوه.
كيف لك أن تملى على سُلطه مطالبك وأنت وحيداً.. كيف؟
ألا تشتاق لأولادك؟ ألا تفتقد دفىء فِراشك؟
أتحسب أنك المُصلح!! أتحسب نفسك كاملاً!!
سئمت أكاذيب الحريه..!
فأجاب السجين الحُر:
من قال إنني عشقت القيود في يدي؟
قيودي في يدي هي أهون علي من أن يُكبّل لساني.
ومن قال أنني أستمتع في عالم السياسه؟
فالسياسه هي البوابه لتحقيق مطالبي.
ومن قال أنني لم أشتاق لأولادي وفراشي؟
فأنا أتجرع المُر هنا ليعيشوا أولادي عيشةً أفضل مني قبل أن يُسرق فراشي الذي أملك.
وأستطيع أيضاً أن أنظر  في عيون أولادي بفخر من خلال قضبانٍ ضيقة في زيارة قصيرة وأحمل رسائلهم إلى السماء.
أما أنت فلا تلتقي عيناك بعيون أولادك، وربما تُعلّمهم أن سيّدَك أقرب إليهم من كل أنبياء الدنيا ومصلحيها.
ومن قال أني وحيداً؟
فأنا الشعب الذي لايضام.
وتابع..
أنا سُجين “رأي” وأنت سُجين “رياء”
أنا أزرع “الأمل” وأنت تحصد “الألم”
إني أكتب قصة “الحياة” وأنت تروي قصص “الموت”
لكلامي “صفعه” ولكلامك “صفقه”
لماذا تظن دائما أنها بلدي أنا فقط، وحمايتها تقع على عاتقي أنا فقط، وأن ( لائي )ضد البغي والظلم والفساد تنقلب إلى ( نعمك ) عند مواجهة السلطة؟
نحن مختلفان.. وإن وددت بأن نتحد..!
خوفك لايشابه شجاعتي
عبوديتك لاتشابه حريتي
إنصياعك لايشابه إرادتي
لكن تبقى المشكلة الأكثر صعوبة هي أن السُلطة تُعَبّد بك الطريق للوصول إلى رقبتي.
لا أعتب عليك يا صديقي فأنت لاترى الأغلال التي حول عُنقك!!
وكيف لي أن أحزن وأنا الشعب الذي ينتصر دائماً (وإن لم يكتب الله) أن أنتزع الحرية بيدي، فستمتد يدُ أبنائي لتواصل إمتداد يدي.
فـ لهذا “الحلم” سنعيش…