آراؤهم

الخيار والفقوس في زمن المجوس

منذ الأزل كنت أسمع عبارة  خيار وفقوس  ورغم أني وقتها كنت أعرف الخيار وأجهل ماهية الفقوس فقد كنت أفهم المعنى العام للعبارة كاملة ولذلك لم أسأل عن معناها شأن الأطفال في حبهم للسؤال. كنت أظن الفقوس هو الخيار الصغير غير الناضج، أو أي طرح لم يكتمل نضجه. 
ولكن الآن عرفت وتفهمت وجود مبدأ الخيار والفقوس في الحياة العامة وأتفهم أيضا دوافع من يطبق هذا المبدأ  والذي اتضح لي  أن  أكثر ما يزعجه هو عمل الخير للآخرين ومساعدة الناس ورؤية أي من  البشر سعيداً الا بالطبع بطانته…… والمقربون منه …..ومن يلعقون أحذيته.
 وحقيقة نجد  أن هذا النموذج يتفنن في جعل الآخرين يعانون من المشاكل وهوايته الحبيبة الى نفسه هو وضع العقبات في طريقهم ولسوء الطالع في الحياة العامة أن  يتسلم هذا النموذج التافه  أرفع المناصب فتصير الحياة كلها خيار وفاقوس والاستثناءات فيها خيار وفقّوس بل أكثر من ذلك ….تصبح القوانين…… قوانين خيار وفقّوس……. والناس…… خيار وفقّوس والسيارات…… خيار وفقّوس… وكل  ماحوله أو ساقه حظه العاثر اليه…….خيار وفقّوس.
والآن نتساءل متى  يختفي ها النموذج من مجتمعاتنا العربية ومتى نستطيع القول بأنه لا يوجد خيار وفقوس……. ألا ننظر الى ديننا الحنيف وبماذا نادى…..  إن من أعظم صفات الإنسانية وحقوق الإنسان التي نادى بها وعمل لأجلها محمد رسول الله هي حق المساواة بين البشر فكان لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى , والناس كلهم سواسية كأسنان المشط قال تعالى : ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” سورة الحجرات 13 فساوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الغني والفقير ، وبين السيد والعبد في المسجد وفي الجلوس معه ، وكانوا أمامه متكافئين في الدماء والأموال والحقوق . 
)) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يد المسلمين على من سواهم تتكافأ دماؤهم وأموالهم ويجير على المسلمين أدناهم ويرد على المسلمين أقصاهم))وهو صلى الله عليه وسلم أول من ألغى التمييز العرقي وخاصة مع الزنوج أكثر المستضعفين في الأرض  ))عن ابن عون قال : كلموا محمداً في رجل يعني يحدثه فقال لو كان رجلاً من الزنج لكان عندي وعبد الله بن محمد في هذا سواء )) وبين  للناس أنهم متساوون أمام الله بأشكالهم وأموالهم فلا يميز الإنسان الجميل عن القبيح لأنه هو الذي خلقهم جميعاً بصورهم المختلفة ولا يميز الغني عن الفقير لأن الملك بيده كله يهب منه لمن يشاء وهو مالك الملك ولكن ينظر الله إلى القلوب البشرية وما تحتوي من حب وخير أو كره وشر لأن لكل إنسان نفس تعرف الفجور والتقوى وبيده تزكيتها أو الوضع من شأنها وكذلك ينظر الله إلى عمل كل إنسان حيث ترك له حرية اختيار ما يحب من أعمال لإعمار الكون وعبادة الله سبحانه وتعالى وفي ذلك قال رسول الله   صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم , ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم……ان هذا النموذج السيء لا يليق بالمجتمعات الاسلامية ولكن ربما  يصلح  لزمن المجوس ونحن بالطبع  لسنا منهم….ولن نكون منهم بحول الله .