عربي وعالمي

131 قتيلاً .. والجيش السوري الحر يقترب من مطار دمشق
ائتلاف المعارضة السورية الجديد يبحث تشكيل حكومة انتقالية

(تحديث) يخوض ائتلاف المعارضة السورية الجديد اجتماعه الكامل الأول يوم الأربعاء لبحث تشكيل حكومة انتقالية وهي خطوة ضرورية لكسب التأييد العربي والغربي لثورتهم على نظام الرئيس بشار الأسد.


ويجتمع الائتلاف المكون من 60 مندوبا أو نحو ذلك في القاهرة قبل مؤتمر لأصدقاء سوريا الذي يضم عشرات من الدول التي تعهدت بتقديم دعم غير عسكري في معظمه للثورة لكنها تشعر بالقلق من ازدياد نفوذ الإسلاميين في صفوف المعارضة. وقد اختير أعضاء الائتلاف في محادثات أجريت في قطر هذا الشهر.

وقالت سهير الأتاسي احد نائبي رئيس الائتلاف “الهدف هو تسمية رئيس الوزراء في حكومة انتقالية أو على الأقل إعداد قائمة بأسماء المرشحين لهذا المنصب قبل اجتماع أصدقاء سوريا.”

وسهير الأتاسي واحدة من ثلاثة فحسب من النساء الأعضاء في الائتلاف الذي يشكل فيه الإخوان المسلمون وحلفاؤهم نسبة 40 إلى 45 في المائة.

وينتخب الاجتماع الذي يستمر يومين أيضا لجانا لإدارة المساعدات والاتصالات وهي عملية تنطوي على صراع على السلطة بين الاخوان المسلمين والأعضاء العلمانيين.

وقد اشتدت المنافسات ايضا بين المعارضة في المنفى والمعارضين على الأرض حيث ارتفع عدد القتلى إلى 40 ألفا بعد 20 شهرا من العنف.

غير ان الائتلاف الجديد بعث الآمال في أن يتمكن أعداء الأسد من تنحية خلافاتهم جانبا والتركيز على السعي للفوز بالتأييد الدولي للإطاحة به.

وقال ابو نضال مصطفى من انصار الإسلام وهي جماعة للمعارضين الإسلاميين في دمشق “لدينا خلافات عقائدية مع الائتلاف لكنه سيحقق رسالته إذا جلب لنا مساعدات عسكرية من الخارج.”

وقالت مصادر الائتلاف ان مهام الاتصال بين الائتلاف والمعارضين أنيط بها رئيس الوزراء السابق رياض حجاب وهو أرفع مسؤول ينشق على النظام وينضم إلى صفوف الثورة.

وكشف ناشطون في صفوف المعارضة السورية، بأن مقاتلي الجيش السوري الحر أصبحوا على بعد كيلومترات قليلة من مطار دمشق الدولي بعد السيطرة على عدة نقاط حراسة قريبة منه، في وقت سقط 131 قتيلا بأعمال العنف المتفرقة في البلاد. 
حيث كان مقاتلو المعارضة المسلحة في سوريا سيطروا الثلاثاء على كتيبة للدفاع الجوي في السيدة زينب بريف دمشق وكتيبة صواريخ في بلدة السفيرة بحلب.  
وأضافت شبكة شام أن معارك عنيفة اندلعت بين الجيشين الحر والحكومي في بساتين حي كفرسوسة وعلى أطرف مدينة داريا حيث “تمكن مقاتلو المعارضة من تدمير 10 دبابات لجيش النظام”. 
من جانب آخر، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بمقتل 20 شخصا وإصابة العشرات بجروح في قصف لطيران الجيش استهدف، الثلاثاء، معصرة زيتون في إدلب، في حين لم يصدر أي تعليق عن الحكومة السورية.  
وفي دمشق، زادت الاشتباكات عنفا في أحياء العاصمة، بالتزامن مع قصف على ريف العاصمة حيث أعلن الجيش الحر أنه تمكن بعد معارك عنيفة من السيطرة على كتيبة دفاع جوي بالقرب من حي علي الوحش في حي السيدة زينب. 
واستقدمت القوات الحكومية تعزيزات من الدبابات إلى بساتين حي كفرسوسة وسط انتشار أمني في ساحة شمدين بحي ركن الدين، بعد اشتباكات عنيفة دارت في المنطقة بين الجيش الحر والقوات الحكومية. 
وفي ريف دمشق أيضا، وقع انفجار ضخم في جديدة عرطوز على وقع قصف عنيف واطلاق رصاص في البلدة.
أما في ضاحية الحجر الأسود، فقد أكد الجيش الحر افتتاح أول مخفر للشرطة تابع له، في حين حلق الطيران الحربي فوق مدينة زملكا. 
وفي ريف حلب، ذكر المركز الإعلامي السوري أن مقاتلي “كتائب أحرار الشام” و”الجيش الحر” سيطروا على “كتيبة الصواريخ – دفاع جوي” في قرية المنطار بريف السفيرة بعد معارك استمرت ساعات، أسفرت عن مقتل 9 من مقاتلي المعارضة.
وأضاف أن المقاتلين تمكنوا من “قتل وأسر جميع أفراد الكتيبة البالغ عددهم 70 عنصرا.. فيما تمكن قائد الكتيبة العقيد من الفرار”، مشيرا إلى أنه تم الاستيلاء على مدافع وصواريخ. 
وفي دير الزور، تحدثت لجان التنسيق عن قصف بالبراميل المتفجرة يستهدف بلدة موحسن، بينما اتسعت في الجنوب دائرة القصف لتشمل معظم بلدات درعا الشرقية، وأشدها استهدف بصرى الشام، حسب ما ذكر ناشطون.
الأكراد يسعون لإعادة توحيد صفوهم
في غضون ذلك، اتفقت الأحزاب الكردية السورية المتنافسة على إعادة توحيد صفوفها والعمل من أجل اتحاد فدرالي في سوريا، بعد اتفاق سابق لم يتم تنفيذه. 
لكن الاتفاق الجديد لاقى بالفعل عقبة في طريقه برفض وحدة مسلحة تعرف باسم لجان الحماية الشعبية التي تنتمي إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الانضمام إلى الاتحاد.
وذكرت اللجان الحماية الشعبية في بيان أنها لن تتحد مع أي قوة عسكرية أخرى، وذلك وفق ما ذكرته وسائل الإعلام القريبة من الجماعة.
ويرى أكراد سوريا الحرب الأهلية التي تحتدم في بلادهم فرصة لكسب الحقوق التي حرموا منها طويلا، في عهد الرئيس بشار الأسد ووالده قبله، الذي جرد الآلاف من الجنسية.
غير ان الأكراد منقسمون بشأن دورهم في الصراع السوري، وأين يقفون من المعارضة التي يهيمن عليها العرب والتي يرى البعض أنها معادية للأكراد. 
وتحت ضغط كبير من الزعيم الكردي العراقي مسعود البرزاني، اجتمع ممثلون عن معسكرين رئيسيين هما حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي وجددوا التزامهم بمجلس أعلى مشترك.
وقال عضو مجلس آخر يشرف على حزب الاتحاد الديمقراطي، الدار خليل، :”اتفقنا على تبني الفيدرالية كمشروع عمل”.
وقالوا أيضا أنهم سينشئون جهازا أمنيا مشتركا، ويديرون معا على حواجز تفتيش حدودية ويقومون بتوحيد أجنحتهم العسكرية. 
وهناك أيضا اختلافات بشان ائتلاف المعارضة السورية الجديد الذي يرفضه حزب الاتحاد الديمقراطي بصفته يعمل لحساب قطر وتركيا.
ولم يقرر بعد المجلس الوطني الكردي وهو نفسه ائتلاف لأكثر من 12 حزبا كرديا صغيرا هل سينضم إلى المجلس الجديد أم لا. 
وكان البرزاني جمع المعسكرين من قبل في يوليو الماضي، لكن المجلس الوطني الكردي اتهم حزب الاتحاد الديمقراطي مرارا بمخالفة ذلك الاتفاق ملقيا اللوم على الجماعة في خطف أحد أعضائه والتضييق على النشطاء المنافسين.
المصدر: سكاي نيوز