كتاب سبر

ما هكذا يورد الأمل يا أبا سلمان !!

المواقف الوطنية لاستادنا محمد الوشيحي غنية عن التعريف ولو كانت المواقف الوطنية تُكيل بتصنيف كتنصيف “فوربس” لكان الملياردير ابوسلمان متربعاً على إحدى خاناتها المتقدمة بالتأكيد .
ولكن إن ابتعدنا قليلا عن ساحة المواقف الوطنية قليلا ودخلنا إلى القصر الذي أقيمت هذه المواقف تحت ظلاله ألا وهو قصر الكويت لننظر من زاوية نافذة مصالحه الجادة التي تطل على حديقة أولويات الوطن التي نريد كلنا قطف عنبها لا ناطورها لوجدنا أن ابا سلمان في مقالة الأخير لم يركن عباراته في موقفها المعتاد بل ركنها في مواقف (المعوقات) وهى مواقف لا تصح إلا لمن كان به صمم عن سماع الحقائق وعمى يمنعه من النظر في عينيها مباشرة وأبو سلمان ليس منهم ولكن لكل (ملياردير وطني ) كبوة .
عدم التفات السلطة لمسيرات الكرامة ولاحتجاجات المناطق وللمقاطعة الشعبية لا يجب أن ينسينا اطلاقا ان المباراة تقام على ملعب الكويت وبين جماهيرنا نحن لا جماهير الغرب التي تعودنا ان نراها وفيه مع قضاياها و(فاهية ) مع قضايانا نحن , ولهذا ليس مستغرباً ان يتفرغ البرلمان السويسري ليوم كامل لإصدار قانون منع المآذن في الوقت الذي يطالب به بحرية الاعتقاد في مصر مثلاً ولا حرج ان تدافع فرنسا عن حق التعبير في اندونيسيا بينما تمنع في الوقت نفسه و بقانون رئاسي نور الحجاب داخل أجواء عاصمة النور وسهالات عندما تطالب هولندا بالسماح بزواج المثليين في تونس بينما تمنع زواجا ثانيا شرعيا لمواطن هولندى من أصل مغربي !!
 وكل شي ما بيها عندما تسطر الولايات المتحدة دفتر ولاياتها بكل خطوط الحرية البراقة ولكنها بالمقابل (ستسطر) خد كل عربي بكف الفيتو فقط من اجل عيون إسرائيل ولا عجب ان تسح عيون الاتحاد الأوربي دموعها على حقوق الأطفال في العالم في الوقت الذي تعد فيه العوائد المالية المرجوة من محافظ طوابير السياح المزدحمة أمام محلات الملابس الأوربية المليئة ببضائع صنعتها أيادي أطفال من الصين والهند ودول اسيا الفقيرة قيدت أياديهم بمكائن الخياطة التي يعملون عليها لأكثر من 20 ساعة في اليوم فقط لتبلغ عوائد الغرب الثريا وتندس عوائد الطفولة في الثرى !! 
هذا كله مفهوم وفق معادلة الوفي والفاهي الغربية وعندكم مقالات روبرت فيسك ونعوم تشومسكى فعندها الخبر اليقين عن ايدلوجية النفاق الغربي وكيف جبلت على النفاق وكيف دعمت اشد الأنظمة قمعية في العالم بحجة صقيع الحرب الباردة او بحجة نار المصالح الوطنية وكيف تحركت فقط عندما تقع الفأس في الرأس لتزيل بصماتها من على الفأس وتدفنها في ملفاتها السرية بينما تعالج الرأس وتحرص على ان يكون جرحه مفتوحا ليتجدد التهابه مرة بعد مرة وفقاً لقواعد نظريتهم الطبية : الالتهاب الأبيض ينفع في النهب الأسود !! هذه النظرية التي تسمى سياسياَ بالفوضى الخلاقة (Creative Chaos) التي تعتمد على تغذية الصراعات الخفيفة المحدودة المحكومة استراتيجيا .
لا حاجة لإخبار الغرب عن صراعنا السياسي فخط اطلاعهم عليها مفتوح وأقمارهم ترصد حتى قوة درجة ريختر عطساتنا تحت اللحاف وربما هم يعرفون عن صراعنا السياسي أكثر مما نعلمه نحن فهم عكسنا تماما نحن النائمين في العسل ينامون بين التفاصيل ملتحفين بغطاء من الإنسانية المصطنعة وينتظرون صوت منبه المصالح ليتثاءبوا ثم يثبوا نحو أهدافهم التي ربما يكون غلافها قضايانا ولكن الأكيد انه تحت الغلاف ستكون هدية عيد ميلادهم هم لا عيد ميلادنا واستجداء التعاطف من هؤلاء هو تماماً كمحاولة استدرار عطف مرابي جشع لا تهمة أصل الشكوى ولا يلتفت لهل لدموع بقدر اهتمامه بالفائدة التي سيجنيها من رأس آمال المستدر لقرض تعاطفه !!