كتاب سبر

21/12/2012 END KUWAIT

على ذمة مجموعة من علماء الآثار الذين قاموا بدراسة ما نسي سرقته المستعمرون الإسبان من كنوز حضارات الأزتك والأنكا والمايا في الأمريكيتين، فإن يوم 21/12/2012 أي بعد أيام قليلة تقريباً ستكون نهاية العالم .. وسيشرق صباح 22/12/2013 دونما وجود للبشرية في هذا الكون الفسيح !
وإذا افترضنا أن الكرة الأرضية ستبقى في مكانها وتتعرض للشروق وهي ثكلى من الكائنات البشرية، فينبغي علينا ألا نفرط في الحجز لحفلات رأس السنة القادمة، أو على الأقل نحجز دون أن ندفع أو نعربن، لكي نموت بأقل خسائر مادية ..
والأمر المبهج بالموضوع، هو أن الكثير من العلماء الذين درسوا تلك المخطوطات والتقاويم الأثرية يرفضون هذه النبوءة، معللين ذلك بنتيجة فهم خاطئ من بعض زملائهم خلال دراسة تلك المخطوطات، وهذا ما نتمناه طبعاً، وإن لم يكن صحيحاً، فإننا نتمنى ألا تتحقق هذه النبوءة الهادمة للّذات والملذات، كما لم تتحقق مثيلاتها من النبوءات التي أخافتنا من قبل أم عليوي وزملائها في سلك التكهن والتنجيم وادعاء معرفة الغيبيات، فنحن لازلنا غير مستعدين لهذه النهاية المفاجئة، فلا تزال هناك الكثير من مراسيم الضرورة التي لم تصدر بعد، وهناك العديد من القضايا التي ننتظر أحكامها في المحكمة الدستورية، وهناك المزيد من تصريحات وزير إعلامنا المدلل لم يدل بها بعد، وهناك مسيرة كرامة وطن 5 و 6 و 7 لم نخرج بها بعد، وهناك أحاديث عن فكرة عصيان مدني لم تتم مناقشتها بعد، وهناك قضايا كيدية لم تلفق بعد، وهناك لستة لملاحقات سياسية لم تنته السلطة من تنفيذها بعد، وهناك قتلى غير الميموني لم يحن دورهم بعد،  وهناك صاحب سيارة (يوكن) لم نتشرف بالتعرف عليه بعد، وهناك العديد من الأمور والقضايا والوعود والعهود لا يزال الشعب في إنتظارها ..!
يقول المؤرخ الكبير (ول ديورانت) إن تاريخ البشرية منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا لم يشهد سوى 125 عاماً من السلام والأمن في كافة أنحاء الكرة الأرضية، فربما ينبغي أن نزيدها خمس سنوات على الأقل قبل أن ينتهي العالم وتقوم القيامة.
نعم نحن على غير استعداد لهذه النهاية «المأساوية» فلا تزال هناك مئات الملايين التي ينبغي على الفاسدين اختلاسها، ونحن بانتظار ذلك ولسنا على عجلة من أمرنا، وهناك ملايين لا تزال السلطه مترددة في صرفها على إصلاح أوضاع البلاد والعباد، وهناك ملايين لمتنفذين جعوص ربما سيقومون بالتصدق بها  قبل مأساة الوفاة الجماعية، ليتسنى لهم دخول الجنة من أوسع أبوابها ..
هناك الكثير من القضايا العالقة التي نحتاج الى قرون لحلها، كقضية البدون والإسكان والرياضة والصحة والتعليم 
و و و و و ، وهناك مناقصات (خُرافيه) لم ترس على (واحد تعرفونه عدل) بعد، وهناك ممثلون في انتظار التجنيس وأبطال بواسل لم يجنسوا بعد، وهناك ديوان شعري لدعيج الخليفة لم يصدر بعد، وهناك مسلسلات للكاتبة فجر السعيد لم يتشرف مجتمعنا بها بعد، وهناك الكثير من الأعداد لجريدة الوثن لم نقرأها بعد، وهناك الكثير من العوانس ما زلن في انتظار اختطاف فرسان الأحلام .. جميعنا .. جميعنا بلا استثناء لا نزال ننتظر .. ننتظر رافضين الركوب في قطار رحلة الملحمة الكونية، متخوفين من قدرنا المرسوم عند أمن (المايا) البائدة، وكما أسلفت سابقاً .. جميعنا لسنا في عجلة من أمرنا !