ضمن سلسلة المحاضرات التوعوية للتائبين التي ترشدهم الى الصواب وتعينهم على التغلب على مصاعب الحياة والتزام الطريق الصحيح والبعد عن المخدرات ، القى الدكتور رافت عسكر محاضرة عن الضغوط النفسية وكيفية مواجهتها وذلك بمقر الديوانية الأسبوعية لجمعية بشائر الخير .
وقال عسكر مؤكدا : إن الضغوط بكل أنواعها هي نتاج التقدم الحضاري المتسارع الذي يؤدي إلى إفراز انحرافات تشكل عبئاً على قدرة ومقاومة الناس في التحمل.. فرياح الحضارة تحمل في طياتها آفات تستهدف النفس الإنسانية.وزيادة التطور تحمّل النفس أعباءً فوق الطاقة.. وينتج عنها زيادة في الضغوط على أجسامنا،مما ينعكس على الحالة الصحية(الجسدية – البدنية)والنفسية العقلية ويؤدي إلى الانهيار ثم الموت.
وأضاف إن الإنسان المعاصر ينجح في استيعاب النمو المتسارع لمتطلبات الحضارة،لكنه يخسر بالنتيجة قدرته الجسدية والنفسية ومقاومته في التحمل.. مما يؤدي إلى استنزاف تلك الطاقة وتدميرها.. ويعني ذلك تدمير الذات.
ضغوط حياتية
وأوضح عسكر إنه في هذا الموضوع سنتعرض إلى الضغوط الحياتية بأنواعها:النفسية،الاجتماعية،الاقتصادية،الأسرية،المهنية،الدراسية،العاطفية.وآثارها المتوقعة في حالة عدم وجود وسيلة أو آلية للتخفيف منها،كذلك التطرق إلى الضغوط الداخلية والخارجية ومكوناتها،وظروف نشأتها، ثم آثارها على الصحة الجسدية والنفسية..
إن أساليب التعامل مع الضغوط بنوعيها الشعورية(التي يتحكم بها الإنسان)واللاشعورية(التي لا يستطيع أن يتحكم بها الإنسان)تهدف أساساً إلى إحداث التوازن ومحاولة التخفيف من شدة تلك الضغوط،وهي استجابات يلجأ إليها الكائن البشري سعياً إلى الراحة،وإلى حالة الاتزان،ومن تلك الأساليب:
التصدي للمشكلة،طلب الإسناد الاجتماعي،ضبط النفس،التجنب،الخيال والتمني.. الخ.
أما الأساليب اللاشعورية فهي:التبرير،النكوص (الارتداد)،الإسقاط،الاستدخال،الكبت،التكوين العكسي(الضدي)،العزل.. الخ.
إن إنسان هذا العصر،يعيش الضغوط بأشكالها،لذا سمي عصرنا بعصر الضغوط وفي هذا الموضوع نوجه دعوة صادقة للوقوف مع الذات ومشاهدتها عن قرب،ليرى الإنسان ما له وما عليه،ليبدأ من الآن إصلاح ما يمكن إصلاحه وإيقاف الاستنزاف باللجوء إلى الأسلوب الذي يناسب حالته النفسية والشخصية قبل أن يصل إلى حالة الانهيار.
كما أوضح عسكر قائلا : تعتبر الضغوط النفسية إحدى المشاكل التي يواجهها الإنسان في العصر الحديث وذلك نتيجة للتطور الهائل الذي حدث في هذا العصر ونتيجة للصراع البشري وعدم مقدرة الإنسان علي سرعة التكيف مع هذا الصراع.
“فالإنسان عبر رحلته الطويلة من الكهف والتنقل علي الأقدام بين الصخور والسهول والوديان والجبال إلي ناطحات السحاب والتنقل في مركبات الفضاء بين المجرات والكواكب،واجه مشاكل كثيرة ومواقف صعبة وتحديات جمة تمكن من التغلب علي الكثير منها حتى حقق هذه الإنجازات الهائلة،هذه المشاكل والتحديات هي التي يطلق عليها ضغوط الحياة،وبفضلها طور الإنسان قدراته وتفجرت طاقاته الكامنة وقامت الحضارات المتطورة عبر العصور.
وأضاف في الجانب الآخر أدت هذه الضغوط إلي عجز الإنسان وشعوره بالملل والقلق والاكتئاب وشتي الأنواع الأخرى من الاضطرابات سواء النفسية أو البدنية وذلك يرجع إلي عدم مقدرة الإنسان علي تحمل هذا الكم الهائل من الضغوط التي يعيشها في هذا العصر.
فعندما يتعرض إنسان بناءة النفسي والجسمي ضعيف وغير متناسق لأي من العوامل المسببة لضغوط الحياة فانه نتيجة لنقص مهاراته وقدراته علي التعامل يصاب بآثار سلبية.
قصيرة وطويلة المدى علي المستوي الجسمي والنفسي والاجتماعي ويتنقل من عالم الأصحاء إلي طابور المرضي وبالتالي تكون النتيجة هي نقص الإحساس بالإشباع وعدم الرضا وغياب الشعور بطعم السعادة في الحياة.
التعريف اللفظي
وألمح عسكر إلى أن الضغوط النفسية اشتقت من الكلمة الفرنسية القديمة DISTRESSES والتي تشير إلي معني الاختناق والشعور بالضيق أو الظلم وقد تحولت في الإنجليزية إليStress والتي أشارت إلي معني التناقض أما استخدام الأخرى Distress فكان للإشارة إلي الشيء غير المحبب أو غير المرغوب فالضغط عبارة عن العنصر المجدد للطاقة الكيفية لكل من العقل والجسم
المفهوم المعاصر”الضغوط”
تلتزم التعريفات الحالية للضغوط بمعني حفظ التوازن الذاتي ، توازن الطاقة
وأضاف “إن الضغوط هي حالة تعتري الفرد حيث يري أن صحته وكيانه في خطر وأنه يجب عليه أن يوجه كل طاقته لحمايتها.ونري بعض الباحثين يؤكد علي مفهوم”التحميل الزائد”لهذه الضغوط”
” أسباب الضغوط
1 ـ التغير في أسلوب الحياة
مثل مكسب مالي مفاجئ أو ترقية كبيرة أو حدث سعيد بإمكانهم أن يخلقوا شعور بالقلق.
2 ـ المرض أو الجروح
التي تأتي بشكل عرضي تضع العائلة تحت ضغوط كبيرة.
3 ـ فقدان إنسان عزيز
وفاة إنسان تحبه،خسران صديق”بسبب سفره مثلا”الانفصال أو الطلاق … كل هذه الأحداث بإمكانها أن تسبب الاكتئاب.
4 ـ التقاعد
الخلو من العمل أو انخفاض الراتب بإمكانها تسبب الاضطراب.
5 ـ التغيرات العائلية
مثل التي تنتج من قدوم مولود جديد ، المسئوليات الأسرية الجديدة.
6 ـ المشاكل المالية
اختلال الميزانية،الديون الكثيرة،انخفاض مستوي الدخل قد يؤدي إلي ضغوطات علي العائلة بأسرها.
7 ـ تغير الوظيفة
المشاكل في العمل أو الفصل من العمل،قد يؤديان إلي توليد الإحساس بالقلق.
التعرف المبكر علي أعراض الضغوط
1 ـ صعوبة في التفكير المنطقي ورؤية كل المشاكل التي تعترضهم.
2 ـ تمسك في الرأي وعدم المرونة في التفكير.
3 ـ التململ والسلوك العدواني في غير موضعه.
4 ـ الانسحاب من علاقاتهم القديمة والقائمة.
5 ـ التدخين الزائد.
6 ـ عدم القدرة علي الاسترخاء ومنهم من يلجأ إلي الشراب أو الاعتماد علي المخدرات .
أضف تعليق