أقلامهم

عواطف العلوي: اقترح استبدال المناهج بأخرى تحيي فينا «تقديس السلطة» وليردد الطلبة مع كل طابور صباح.. «الشيوخ أبخص»!

مندهشة
سد بوزك.. أنت في بلد ديمقراطي! 
عواطف العلوي
تراجعت الكويت إلى المرتبة (66) في مؤشر الفساد عالميا بعد أن كانت في المركز (54) العام الماضي، يهون، ما دام عندنا تلك المساحة من الحريات يحسدنا عليها القريب والغريب من العربان..!
التنمية متوقفة إلى درجة التجمد، ولا إنجازات جديدة ولا تطوير في البلد، والدول حولنا تدير رأسها لترانا نزحف خلفها فتضحك علينا، لا يهم، يكفينا فخرا ما نتمتع به في بلدنا من حرية التعبير عن الرأي..!
مخرجات التعليم متدنية المستوى لا ترتقي إلى الآمال المنشودة في خلق جيل مستقبلي مؤهل لحمل الوطن على كاهله، يا سِيدي، ولا تزعل، دعك من تلك التفاهات وافخر بأنك تقول رأيك وتبات في بيتك آمنا مطمئنا!
كانت تلك الحرية هي الشيء الوحيد الذي تبقَّى لنا بعد تدهور كل ما عداها من مناحي الحياة اقتصاديا وعمرانيا وصحيا وثقافيا وعلميا، أما اليوم، وبعد ما رأيناه من قمع استفزازي، وضرب غير مبرر، واعتقال تعسفي ومحاكمات انتقائية، وتضييق على كل صوت معارض لتوجهات الحكومة وخنقه، حتى وإن كان سلميا عقلانيا ساعيا إلى خير البلاد والعباد، فلا صوت يعلو فوق صوت السلطة، بعد هذا كله، هل عاد هناك من شيء نفخر به على أرضك يا وطني؟!
منعوا الأحزاب التي كان بالإمكان أن تتولى مهمة التعبير عن نبض الشارع الكويتي بكل أطيافه وشجونه ومطالبه، فلما لم يجد المواطن أمامه إلا أن يقوم بنفسه بهذه المهمة تصدوا له وحاصروه وضربوه ورموه خلف القضبان، ليُرهبوا غيره ممن يفكر مجرد تفكير أن يفتح فاه بكلمة «أحتج»، يريدون قردًا مسلسَلاً بدلًا من مواطن حر عزيز كريم، فالثاني كان دوما مصدر إزعاج وقلق للحكومات القمعية!
ثم يأتي مسؤول «كاشخاً ببشته» ليصرّح أمام الميكروفونات «إننا في بلد ديمقراطي يتيح لكل من أراد أن يبدي رأيه بكل حرية، وكل إنسان حر في إبداء رأيه»! صج والله؟!
كيف ذلك واللون البرتقالي صار مصدر رعب وهلع للحكومة يهيجها ويخرجها عن طورها إذا رأته في أي مكان كما يفعل اللون الأحمر بالثيران؟! أخشى ما أخشاه أن يمنعوا تداول فاكهة البرتقال بحجة أنها زاد للغوغائيين ومصدر لطاقتهم الزائدة!
هل تغيرت الحكومة؟ أم أن هذا هو وجهها الحقيقي وأماطت اللثام عنه مؤخرا بعد أن أنهكها التصنع الزائف؟!
حكومتنا العزيزة، تريدين انتهاج الديكتاتورية؟! حسنا، ولكن العبيها صح، بتناغم وانسجام وتوافق، دون نشاز!
فمثلاً أقترح عليكِ إلغاء جميع الصحف ما عدا «الكويت اليوم»، وكل القنوات الفضائية ما عدا القناة الأولى، حتى الثانية أرى إغلاقها لأنهم -إن لم تعلمي- يضعون لنا برامج للغرب الذين يؤمنون بالحريات وحقوق الإنسان والعياذ بالله! وإلغاء مواد الدستور والتربية الوطنية من المناهج الدراسية، وكل الآيات التي تتضمن تكريم الله للإنسان، واستبدالها بمناهج تحيي فينا «تقديس السلطة» التي كدنا ننساها في غمرة أوهامنا بالحرية والكرامة، وليردد الطلبة مع كل طابور صباح.. «الشيوخ أبخص»!