وأوضح المعيني أن الغزو الالكتروني الغربي وصل إلى حدّ ظهور حالات الزواج عبر الإنترنت، والمخدرات الرقمية، وانتشارها بين قطاعات من الشباب.
وقال إن مواقع التواصل الالكتروني لها تأثير سلبي في العلاقات الاجتماعية، إذ «تقلل متانة العلاقات بين البشر، وتساعد على الغزو الثقافي، وتتسبب كثرة استخدامها في مشكلات اجتماعية وأخلاقية وصحية، وتؤدي إلى العزلة، وخلخلة علاقات الشباب بعائلاتهم، وتذمرهم من زيارات الأقارب»، معرباً عن أسفه لأن “التواصل العائلي فقد كثيراً من جوانبه الإنسانية، واستبدلت الزيارات العائلية في المناسبات والأعياد برسالة نصية من الهاتف الجوال”.
وذكر أستاذ الإعلام في جامعة زايد، بدران بدران، أن دراسات حديثة عدة أكدت أن الاستخدام المتزايد للهواتف المتحركة، وتطبيقاتها، يؤثر سلباً في التواصل الطبيعي بين الناس، ما يؤدي إلى ضعف العلاقات الاجتماعية والترابط العائلي.
وتابع أن “شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت متهمة بالدرجة الأولى بأنها أحد أسباب تدهور العلاقات الأسرية، وأسهمت في إفساد الإحساس الاجتماعي بين أفراد المجتمع، فقد قربت ما هو بعيد وأبعدت القريب، كما فرضت حول من يستخدمها نوعاً من العزلة والوحدة والانقطاع عن الحياة العامة والاجتماعية”.
وقال بدران «هذا الامر مقلق جداً، لأنه يؤثر في إحدى أهم خصائص المجتمع الإماراتي، وهي صلابته، وترابطه الإنساني»، مشيراً إلى أن “الوقت الذي يمضيه الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي هو وقت مستقطع من العلاقات الاجتماعية، والنشاط الانساني”.
وأضاف أن «غياب النشاطات الجاذبة والترفيهية الخاصة بالشباب والأطفال، وطغيان النمط الاستهلاكي على الحياة، ساعدا على بزوغ هذه الظاهرة، خصوصاً أن الحصول على أجهزة تقنية حديثة أصبح غاية للأطفال».
وأوضح أن «كثيراً من المنازل تحولت إلى ما يشبه الفنادق بالنسبة إلى الأبناء الذين لم يعتادوا على وقت اجتماع عائلي، ولم يعد هناك قوانين داخل المنزل لتنظيم هذه الأمور. وساعد على ذلك أن غالبية الأسر تحكمها عواطف التدليل المبالغ فيها، ولم يعتد الأبناء على نظام أسري يكرس وقتاً للحديث والحوار مع الوالدين»، مشيراً إلى أن “دخول الحياة المادية من أوسع أبوابها جعل العلاقات الاجتماعية بين الجيران وزملاء العمل تقوم على الشكّ والتنافس”.
وحذر عارف من خطورة العالم الافتراضي على الهوية الوطنية، بسبب عزله المواطنين عن التفاعل مع الارض التي يعيشون عليها، مشيراً إلى أن “الهوية هي إنسان وأرض، وإذا لم يتفاعل هذا الانسان مع المجتمع في أفراحه وهمومه فإن الهوية تضعف جداً”.
وقال أخصائي علم النفس، أيمن المعتصم، إن «فيس بوك» من الممكن أن يدمر الصداقات الحميمة، إذ يبذل البعض أقصى جهدهم لانتقاد أصدقائك عبر التعليقات الفورية، أو بسبب عدم التوافق في وجهات النظر حول ظاهرة من أي نوع.
وتابع أن «خطورة مواقع التواصل الاجتماعي امتدت إلى مؤسسة الزواج، وتسببت في وقوع عشرات من حالات الطلاق نتيجة انشغال أحد الطرفين بمواقع التواصل الاجتماعي، أو غيرة الزوجة من صديقات زوجها على (فيس بوك)».
أضف تعليق