لا يقتصر استخدام الجوارب الضاغطة على علاج دوالي الساقين أو مساعدة كبار السن على الحركة فحسب، إنما يُمكن استخدامها والاستفادة منها أيضاً عند السفر في رحلات طويلة وكذلك عند ممارسة الرياضة.
برلين – يقول البروفيسور الألماني إيبرهارد رابه، من عيادة الأمراض الجلدية التابعة لجامعة بون، إن عدائي المسافات الطويلة يفضلون استخدام الجوارب الضاغطة بشكل خاص لوقاية عضلاتهم من الإصابة بإجهاد مبكر، موضحاً أن الجوارب الضاغطة تعمل على تسريع عملية الاستشفاء، ومن ثم تقي من الإصابة بالإجهاد.
وأوضح أن الجوارب الضاغطة تُستخدم بشكل أساسي عند الإصابة بدوالي الساقين أو تورمات الساق أو عند ظهور تغيرات الجل، التي تحدث نتيجة الإصابة بالتجلطات الدموية والتهاب الأوردة.
وأوضح إيبرهارد رابه أن الجوارب الضاغطة تؤدي وظيفتها على مستويين، أولهما أنها تُسهم في الضغط على الأوعية الدموية كي يتسنى لأوردة الساق ضخ كميات كبيرة من الدم باتجاه القلب أثناء الوقوف، لأنه إذا لم يضخ الجسم كميات وفيرة من الدم إلى أعلى فغالباً ما يؤدي ذلك للإصابة بتورمات وتغيرات جلدية على الساق.
وأكد الطبيب الألماني أن الضغط الخارجي الناتج عن ارتداء الجوارب الضاغطة يعمل على تصغير قطر الأوردة، مما يؤدي إلى سرعة سريان الدم بداخلها، ومن ثمّ الحد من الشعور بالتعب.
وعن التأثير الآخر للجوارب الضاغطة، أشار إيبرهارد رابه إلى أن هذه الجوارب يُمكن أن تساعد بالضغط على الأنسجة الدهنية الموجودة تحت الجلد، الأمر الذي يعمل على الحد من ظهور تورمات عند الإصابة بالوذمات مثلاً أو بأي من الالتهابات الأخرى، موضحاً أن الجوارب تعمل على تسريع عملية امتصاص وتصريف السوائل بالأنسجة، وبالتالي يتمتع الضغط بتأثير مثبط للالتهاب.
أما عن تأثير ارتداء الجوارب الضاغطة على الأوردة العميقة، أي الأوعية الدموية الموجودة عميقاً داخل الساق، فأشار إيبرهارد رابه إلى أن الضغط الناتج عن ارتداء هذه الجوارب يعمل على تسريع سريان الدم هناك، مما يقي من تكوّن تجلطات دموية بالساق.
وبالنسبة إلى نوعيات الجوارب الضاغطة، أوضح الطبيب الألماني أنه توجد فئات متنوعة من الجوارب الضاغطة، يتحدد كل منها وفقاً لطبيعة حياكة الجورب، لذا تتميز بعض الجوارب بقابليتها للتمدد، علماً بأن منطقة الكاحل هي أكثر مناطق الساق التي تتعرض للضغط.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن إيبرهارد رابه أشار إلى أن الملّيمتر الزئبقي هو وحدة قياس معدل ضغط هذه الجوارب على الساق أثناء ارتدائها، موضحاً أن الفئة الأولى تمتاز بضغط يُقدر بعشرين مليمترا زئبقيا، بينما يُقاس ضغط الفئة الثانية بثلاثين مليمترا زئبقيا، أما عن الفئة الثالثة فيقدر قياس ضغطها بأربعين مليمترا زئبقيا.
ولتحديد الفئة المناسبة من هذه الجوارب أشار البروفيسور إلى أن ذلك يتوقف على احتياج كل مريض، موضحاً بأمثلة عن ذلك حيث يمكن لمَن أُصيب بقرحة الساق الوريدية مثلاً ارتداء الجوارب من الفئة الثالثة، بينما تتناسب الفئة الثانية مع الأشخاص الذين تميل سيقانهم للتورم خلال فترات المساء. أما عن الفئة الأولى فعادةً ما يصفها الأطباء للنساء الحوامل حيث تعمل هذه الجوارب على علاج تجمعات السوائل بالساقين.
وأردف إيبرهارد رابه بالقول إن هناك فئة أقل من الفئة الأولى، وهي الجوارب الواقية من التجلطات الدموية التي عادةً ما يُوصى المسافرون بارتدائها، حيث تُساعد مثل هذه الجوارب على تجنب الإصابة بتجلطات دموية في أوردة الساقين عند السفر مسافات طويلة.
غير أن الطبيب الألماني أكد أنه ليس بالضرورة أن يتعرض جميع الأشخاص للإصابة بتجلطات دموية بالساق عند السفر مسافات طويلة، مطمئناً بقوله “لا يواجه الأشخاص الأصحاء خطر الإصابة بتجلطات دموية بالساق عند السفر بالطائرة سوى بمعدل ضئيل”.
ولئن كان بعض الأشخاص الأصحاء يرتدون هذه الجوارب عند السفر فإن ذلك يرجع إلى رغبتهم في تجنب الإصابة بتورمات بالساقين، لأنه غالباً ما تجتمع السوائل لدى الأشخاص الأصحاء في سيقانهم إذا لم يتحركوا فترات طويلة.
أضف تعليق