مشاري الحمد: جمعيات النفع العام دورها تعريف الناس بخطورة تكوين الافكار عن طريق النشر بأحادية وأجندات مخفية.

منتصف الشارع

كتب مشاري عبدالله الحمد

 

أذكر جيدا في عام 2009 انني كنت اكتب عن تدني لغة الحوار وسوء الخطاب الذي كان يدور في اروقة مجلس الامة، انتقل بعدها من داخل قبة عبدالله السالم لتخرج علينا وسائل اعلام شتمت خلق الله ووسائل تعاملت  مع الناس وما زالت بأراجوزات تخرجهم يشوهون صورة الاعلام الكويتي الذي من المفترض ان يكون سباقا وفاعلا ونموذجا للاعلام الخلاق لا ان يكون بشكل مسيئ يظهر على الناس بدناءة والمشكلة  أن وسائل الاعلام هي من تجر الناس وتكون أفكارهم وآراءهم وحتى شخصياتهم وجزء من تربيتهم لا العكس فلا تعلم تلك القناة او ذاك الاراجوز أو الجاهل بأنهم يشوهون ويهبطون بقيمة المجتمع ويجرون الناس لأسفل والأدهى ان نتائجها كانت انقسامات عنصرية ونفس دمر مكونات المجتمع وحطم حلم الدولة القانونية والمواطنة الدستورية …اعتقد ان على المجتمع وتحديدا جمعيات النفع العام مسؤولية النهوض بالافراد فكريا وان يكون دورها بعيدا عن البحث عن الكراسي والتركيز على رفع وعي الناس بالتعامل وفرز قنوات الاتصال وتعريف الناس بخطورة تكوين الافكار عن طريق معلومات تنشر بأحادية واجندات مخفية.

 

ما جعل زوال الرئيس السوري بعيدا ومتأخرا وليس بسرعة رحيل زين العابدين أو علي صالح أو حسني مبارك او حتى القذافي ان ما يحصل في سوريا مختلف تماما عما حصل في دول اخرى فتلك الدول العربية دخولها كان من الشعب للسلطة مع وجود الدعم الخارجي بشكل مباشر لإسقاط النظام ورأينا الطائرات كيف كانت تقصف قوات القذافي اما تونس فكانت مواجهة الشعب بالحاكم ما جعله يختار اسهل الطرق ويرحل دون ان يخدش نفسه بخدش واحد اما مصر فقد حاول حسني مبارك كثيرا لكن السقوط كان مصيره، ما يحصل في سوريا أن روسيا والصين وايران واميركا ودول الخليج ومصر وغيرها من الدول تضع يدها في الصراع والجميع يراهن على الوقت ومن سيأتي محل بشار الاسد، اما بشار فهو مستمر بقوات البعث يقتل يوميا ما يقارب المائتين شخص دون هوادة ولا رحمة والأمة تتفرج طبعا الرابح الاكبر من كل هذه المعادلة هم    الصهاينة فانشغال العرب والمسلمين فيما بينهم يجعلهم في اخر راحة ….الخاسر الاكبر هو نحن …لكن ما آراه جميلا في هذه الخسارة أنها لا يمكن ان تصل فينا لأسوأ مما نحن عليه وان مؤشرات الصعود قد بدأت بالظهور ولكن كيف ومتى؟ العلم عند الله ….ودمتم

 

 

انتشار الفساد مهما بلغ فهو يؤذن بخراب الدول لكي تكون العودة للصفر والنهوض مرة اخرى