الوزراء الشيوخ.. أفضل من بعض النواب
بقلم: ذعار الرشيدي
بادئ ذي بدء: الأخوان خالد وراشد الفضالة، وعبدالله الرسام والزميل فهد القبندي هم حالة استثنائية في الحراك السياسي في الكويت كلها، فشكرا لهم وشكرا عليهم وشكرا منهم، وبعد سنوات سنذكر ما فعلوه بكل فخر.
***
بعض المقترحات التي تقدم بها بعض النواب ومنها على سبيل المثال لا الحصر، مقترح بقانون لإيجاد نص يجرم من يسيء للمؤسسة التشريعية، أي بالعربي الفصيح لا يجوز لك انتقاد مجلس الأمة ولا أعضائه بأي حال من الأحوال، وفي حال مساسك بالمؤسسة التشريعية التي هي مجلس الأمة «الموقر» ككل أو ببعض أعضائه فأنت تحت طائلة هذا القانون المقترح، وبما أن القانون لم يقدم بعد ولم تتم مناقشته ولم يقر، فسأقول من الآن، لا بارك الله في مقترح من هذا النوع.
***
المجلس هو صوت الشعب، ولم يوجد مجلس في الدنيا كلها لخنق صوت الشعب إلا هنا، فاتقوا الله فينا يا أعضاء مجلس ديسمبر 2012، فنحن أصلا لم نبلعكم لا أنتم ولا مجلسكم، وها أنتم وبدلا من أن تصافحوا الشعب.. بمجلس الشعب، أراكم تصافحون السلطة.
***
الغريب هنا أنكم تصافحون السلطة وتمدون يد التعاون للحكومة بخيرها وشرها، وهذا ما يدفعني للسؤال، لم قمتم بترشيح أنفسكم أصلا ممثلين عن الشعب، ونحن نراكم اليوم موالين أكثر من الوزراء للحكومة نفسها؟! والله إنا لنرى الوزراء أهون منكم علينا نحن الشعب، وإني لأرى شخصيا مثلا الشيخ محمد العبدالله ممثلا للشعب أكثر منكم، وأرى الشيخ أحمد الحمود مدافعا عن الحريات أكثر منكم، بل وأرى سمو الشيخ جابر المبارك متلمسا لحاجات الشعب أكثر منكم.
***
أعزائي النواب، إن ما تفعلونه لن يطيل من عمر مجلسكم ثانية واحدة، ولن يجعلكم إلا أبطال قوانين في حال إقرارها ستكون قوانين خنق الحريات بل ووأدها، فاتقوا الله في أنفسكم وتراجعوا عما قدمتموه من قوانين إنما أردتم بها تلميع صورتكم أمام السلطة، والله إن السلطة ليست بحاجة لكم ولا إلى قوانينكم ولا الشعب بحاجة لكم ولا إلى قوانينكم، ولن يذكركم غدا لا السلطة ولا الشعب لا بخير ولا بشر، ولن تذكروا سوى أنكم عابرون في الوقت الضائع السياسي وحاولتم أن تسجلوا هدفا لصالحكم.. وصفر الحكم قبل الهدف الذي تسعون إليه.
***
توضيح الواضح: يقول المثل الأشهر: «بدلا من أن تلعن الظلام.. أشعل شمعة» واليوم أرى هذا المثل يأتي كالتالي: «بدلا من أن تلعن.. الظلام.. ولع في المؤسسة».
أضف تعليق