عربي وعالمي

بريطانيا تستضيف اجتماعاً لبحث مرحلة ما بعد الأسد
سوريا.. مبادلة 48 إيرانيا بـ2130 معتقلا مدنيا

((تحديث1)) أفرج الجيش السوري الحر عن 48 إيرانيا كانوا محتجزين لديه في صفقة تبادل بسجناء معتقلين لدى الحكومة السورية وفقا لما أعلن التلفزيون الإيراني الأربعاء.

وذكرت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية أن عملية تبادل أسرى بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة ستجرى في أماكن مختلفة من العاصمة السورية.

وقال رئيس الهيئة بولنت يلدرم إن عملية تبادل الأسرى التي ستشمل إيرانيين محتجزين لدى المعارضة السورية ومدنيين معتقلين لدى الحكومة السورية، بدأت في عدة أماكن دمشق، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول التركية للأنباء.

وأوضح يلدرم أن المفاوضات مازالت مستمرة بشأن صفقة التبادل، التي تنص على إخلاء سبيل 48 إيرانيّاً يحتجزهم مقاتلو المعارضة، مقابل إطلاق الحكومة السورية سراح 2130 معتقلاً مدنيّاً بينهم أتراك.

ووفقاً للوكالة فإن وسطاء في الصفقة توزعوا بين مناطق وجود المعارضة، حيث سيتم إطلاق سراح “الأسرى”، ونقلت عن رئيس الهيئة التركية أنه تمت إقامة مركز عمليات بإشراف منظمة تدعى هيئة الإغاثة الإنسانية.

وقال يلدرم إنهم لم يتوصلوا بعد “إلى معلومات قاطعة عن الصحفي الفلسطيني الأصل بشار القدومي” العامل في قناة الحرة التلفزيونية الأميركية.

وأكد رئيس هئية الإغاثة التركية سعيها من أجل تحديد مكانه، وناشد كل السوريين والعالم، إبلاغهم عن أي معلومات عن القدومي.

(تحديث) أعلنت وزارة الخارجية البريطانية استضافة لندن اجتماعا دوليا للترتيب للفترة التي ستعقب رحيل الأسد.

وأضافت أن الاجتماع سيعقد يومي الأربعاء والخميس، وأن من بين الوفود المشاركة خبراءَ متخصصين في الشؤون السورية وأكاديميين متخصصين في تحقيق الاستقرار بعد الصراعات وممثلين لجماعة التحالف الوطني السوري المعارضة ووكالاتٍ أخرى.

وقال وليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني، إن رحيل الأسد عن سوريا بات محتوما، ومن الضروري أن يخطط المجتمع الدولي لليوم التالي لرحيله في سوريا.

ورفض هيج وزعماء غربيون آخرون خطاب الأسد يوم الأحد، الذي وصفه الرئيس السوري بأنه خطة للسلام، لكنه رفض المحادثات مع خصومه.

ومن جانبها، وصفت المعارضة المسلحة الخطاب بأنه إعلان للحرب من جديد.

وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن أكثر من 60 ألف شخص قتلوا في الانتفاضة التي اندلعت في مارس آذار 2011 ثم آلت إلى حرب أهلية.

ومن غير المتوقع أن يشارك في المحادثات وزراء الخارجية ولا زعيم التحالف الوطني السوري معاذ الخطيب. ولن يسمح للصحفيين بحضور الاجتماع، ومن المتوقع أن يتضمن البيان الختامي النتائج التي يُتوصل إليها.


قال ناشطون سوريون إن 114 شخصا قتلوا في سوريا أمس الثلاثاء بنيران الجيش النظامي، بينما قتل خمسة أشخاص بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة دمشق. وفي الأثناء، تمكن الجيش السوري الحر من إسقاط طائرة مروحية وإعطاب أخرى، ومن السيطرة على فرع الأمن السياسي في حرستا في ريف دمشق.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 114 شخصا قتلوا أمس الثلاثاء بنيران الجيش السوري النظامي في مختلف أنحاء البلاد.
كما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن الجيش الحر تمكن من السيطرة على فرع الأمن السياسي في حرستا بريف دمشق.
وقد بث ناشطون صورا تظهر اقتحام الثوار لمبنى الأمن السياسي وتمشيطهم للغرف والمكاتب.
في الأثناء، قتل الثلاثاء في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق خمسة أشخاص في قصف وقنص على المخيم.
وطالب ممثلو الفصائل الفلسطينية القريبة من النظام السوري -في مؤتمر صحفي عقدوه بدمشق الثلاثاء- بجعل مخيم اليرموك “منزوع السلاح”.
ودعوا قادة الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير وحركة حماس إلى القيام بحملة اتصالات عربية وإقليمية ودولية لإعادة اللاجئين -الذين نزحوا من المخيم بسبب العنف- إلى بيوتهم.
كما دعت الفصائل “المسلحين إلى الانسحاب من مخيم اليرموك لإنهاء حالة التشرد التي يعاني منها أبناء المخيم، بالإضافة إلى الإضرار بالمكانة السياسية التي يمثلها مخيم اليرموك كرمز للاجئين”، وإلى “وقف إطلاق النار وكافة العمليات العسكرية -بما فيها عمليات القصف والقنص- التي يتعرض لها المخيم”.
وقد تمكن الجيش السوري الحر الثلاثاء من إسقاط طائرة مروحية وإعطاب أخرى، في حين كثف الجيش النظامي قصفه لأحياء بدمشق ومناطق أخرى متفرقة من البلاد، وتحدثت تقارير عن تنفيذ إعدامات.
وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن الجيش الحر أسقط طائرة مروحية وأعطب أخرى في مطار تفتناز العسكري بريف إدلب، مشيرة إلى أن الطائرة كانت محملة بالذخائر.
يذكر أن تلك العملية كانت ضمن ما أسماها الثوار “معركة البنيان المرصوص” التي أعلنها الجيش الحر منذ أسبوعين.
كما قال الجيش السوري الحر إنه ألقى القبض على مجموعة من الشبيحة ينتمون لفرقة التدخل السريع التابعة للنظام السوري، قامت باغتيال عدد من الصحفيين والناشطين الأجانب في سوريا بينهم الفرنسي جيل جاكييه. وحسب الجيش الحر، فقد خططت هذه المجموعة لاغتيال مراقبين عرب منهم الجزائري أنور مالك.
ومن جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام أعدمت 17 شخصا في بلدة المسطومة بريف إدلب.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن مقاتلي المعارضة “انسحبوا من بلدة المسطومة، بعد اشتباكات عنيفة وقعت بينهم وبين القوات النظامية التي تملك مركزا عسكريا عند طرق القرية يضم أكبر تجمع للدبابات في المنطقة”.
ونقلت الوكالة أيضا عن مصدر عسكري قوله إن الجيش السوري (النظامي) “نجح في السيطرة على المسطومة”، مشيرا إلى مقتل أكثر من 20 مسلحا.
ونقل عن نازحين من البلدة أن القوات النظامية “أعدمت عددا من الرجال في البلدة”، دون إبداء تفاصيل عنهم أو عددهم.
وفي المقابل، تبنت مجموعة من مقاتلي المعارضة -في شريط فيديو بثته على موقع يوتيوب- قتل ثلاثة جنود سوريين في دير الزور بعد اتهامهم باغتصاب فتاة سورية.
ومن جهة أخرى كشف مركز بريطاني لمكافحة التطرف أن “جبهة النصرة” الإسلامية تقاتل القوى الحكومية في سوريا انطلاقا من عقيدة جهادية، وتسعى إلى “إعلان قيام الخلافة في بلاد الشام” بعد سقوط النظام الحالي في سوريا.
وأوضح التقرير الذي أعده نعمان بن عثمان ورويزن بليك من مركز “كويليام” أن الجبهة المتشددة تعتبر واحدة من جماعات قليلة من الثوار تقاتل بناء على “أسس أيديولوجية جهادية”، في حين أن “غالبية جماعات الثوار تركز في المقام الأول على مسألة التغيير السياسي للحكومة”.
ونقلت صحيفة الحياة عن التقرير: “على رغم أن كل جماعات الثوار تشترك في نفس الهدف الآني وهو مقاتلة النظام، فإنه يبدو على الأرجح أنه بعد السقوط المتوقع للأسد (الرئيس السوري) ستظهر اختلافات خطيرة حول الأهداف البعيدة المدى”.
ووفقا للتقرير، فإن جذور “جبهة النصرة مرتبطة بالخلايا التي تم بناؤها على أيدي أبو مصعب الزرقاوي منذ العام 2000 في المشرق العربي”، والتي تعززت عندما انتقل من هرات الأفغانية إلى العراق حيث تولى قيادة فرع “القاعدة” هناك.
وأضاف أن قائد “جبهة النصرة” المعروف باسم “أبو محمد الجولاني” كان يعمل ضمن خلايا الزرقاوي في سوريا بهدف نقل مقاتلين إلى العراق لمواجهة الأميركيين، وأنه فر مع آخرين إلى العراق بعدما بدأت السلطات السورية التضييق على “الجهاديين” عام 2007، قبل أن يعود إلى سوريا مجددا عام 2011.
وتابع التقرير أن “قيادة الجولاني (على رأس جبهة النصرة) لا يمكن تحديها نظرا إلى خبرته في العراق. غيابه الطويل عن سوريا لا يعني شيئا نظرا إلى رفض أيديولوجية الجماعة للحدود (التي تقسم) أراضي المسلمين”.
ولا تزال الجبهة تتلقى “حاليا الإرشاد الاستراتيجي والأيديولوجي من الدولة الإسلامية في العراق، وتطورها ما زال محل مراقبة من فرع القاعدة العراقي. ومع الوقت، ربما تلجأ جبهة النصرة إلى تعريف نفسها باسم تنظيم القاعدة ببلاد الشام”.
وأضاف التقرير أن “جبهة النصرة” تسعى إلى تحقيق 5 أهداف أساسية: تكوين جماعة تضم جميع الجهاديين في إطار كيان متماسك، تعزيز الوعي بالطبيعة “الإسلامية” للنزاع الدائر، الحصول على ما أمكن من سلاح وبناء مناطق آمنة تمارس فيها الجبهة حكمها، إنشاء دولة إسلامية في سوريا، وإعلان قيام الخلافة في بلاد الشام”.
وتُعرّف الجبهة “الثورة السورية على أنها قضية إسلامية، وتدعم بنصوص دينية”، في إشارة إلى أحاديث نبوية شريفة يرد فيها ذكر الشام ودمشق وأهمية هذه الأرض بالنسبة إلى المسلمين.
جدير بالذكر أن صعود نجم جبهة النصرة الذي يعد فرعا من تنظيم القاعدة سبب أزمة للمعارضة السورية التي تقاتل من أجل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد ودفع الغرب إلى رفض تقديم الدعم العسكري لفصائل المعارضة المسلحة.
وفي ديسمبر الماضي، أضافت الولايات المتحدة الأميركية الجبهة إلى قائمتها للمنظمات الإرهابية.