أقلامهم

صلاح الفضلي: النزعة العنصرية ورغم «مساحيق التجميل» التي يضعها البعض متداولة بالدواوين والمنتديات الخاصة.

شقشقة
«لفو» وأذناب وهيلق 
د. صلاح الفضلي
إن كان صحيحاً وصف الشيخة فريحة الأحمد للمشاركين في مسيرات كرامة وطن بأنهم مزدوجو الجنسية و«لفو»، فهو بالتأكيد وصف عنصري وتخويني في الوقت ذاته، ولذلك فهو مدان وغير مقبول. ولكن هناك ملاحظات عدة على ردة الفعل على هذا التصريح. أتفهم وأقبل أن يستنكر هذا التصريح من هو متسق في مبادئه ومن لديه مسطرة واحدة في الحكم على الأمور ممن لم تصدر منه أي مواقف عنصرية أو تخوينية للآخرين، لكن أن يستنكر تصريح الشيخة فريحة من كان له تصريحات عنصرية مماثلة أو من رضي أو سكت عن مثل هذه التصريحات بحق شرائح مجتمعية أخرى ليس له الحق في استنكار تصريح فريحة، فكيف نقبل من شخص يصف شركاء له بالوطن بأنهم «أذناب إيران» على سبيل المثال، ثم يأتي ليتباكى على الوحدة الوطنية وضرورة عدم تخوين من يشاركون بمسيرات كرامة وطن، والعكس صحيح، فمن يتهم من يخالفونه الرأي بأنهم ينفذون أجندات خارجية وأنهم «لفو» ليس من حقه أن يعترض على تخوين الآخرين له، لأنه ليس من المصداقية في شيء أن ترى القذى في عين خصمك ولا ترى الجذع في عين صديقك.
ولنكن موضوعيين في تقييم الخطاب العنصري السائد في المجتمع هذه الأيام ونقول إن هذا الخطاب موجود ومتأصل في الموروث الكويتي منذ أمد بعيد، ولذلك تشيع في مجتمعنا مصطلحات عنصرية عديدة مثل «الهيلق» و«عيال بطنها» و«اللفو» و«الطراثيث»، وإذا كان الكثيرون لا يجاهرون باستعمال هذه المصطلحات علنا فإن هذه التعابير العنصرية متداولة وبكثرة في الدواوين والمنتديات الخاصة، ولذلك فالنزعة العنصرية ورغم «مساحيق التجميل» التي يضعها البعض على وجهه موجودة في المجتمع الكويتي، ومن ينكر ذلك فهو مكابر ولا يريد أن يقر بهذه الحقيقة المزعجة، لأننا تعودنا أن نتكلم عن مجتمعنا وكأنه مجتمع ملائكي.
النقطة الأخرى في التعاطي مع «تصريح فريحة» هي أن كل شخص يتحمل مسؤولية ما يقوم به وما يصدر عنه من أقوال، ولذلك لا يجب أن تُحمل مسؤولية تصريح الشيخة فريحة على غيرها كأسرة حاكمة ككل أو لسمو الأمير أو ولي العهد بحكم القرابة كما يريد البعض. نعم تصريح الشيخة فريحة في غير محله ويمكن أن يوضع في خانة Big Mouth، وهو بالتأكيد تصريح محرج للأسرة الحاكمة في ظل الوضع السياسي غير المستقر، ولكن مع ذلك يجب أن نفصل بين تصريح فرد من أفراد الأسرة الحاكمة أخطأ وأساء في خطابه – وما أكثرهم- وبين موقف الأسرة ككل أو موقف القيادة من ذلك التصرف، ولكن من الواضح أن هناك من تلقف التصريح بلهفة وأراد أن يستغله ويستثمره لأغراض وحسابات سياسية.
تعليق: الشيخ طلال الفهد يطبق مقولة الراحل ياسر عرفات «يا جبل ما يهزك ريح»، فرغم كل الانتقادات ودعوات الاستقالة التي وجهت له على خلفية مستوى منتخبنا في بطولة كأس الخليج فإن هذه الانتقادات لن تحرك فيه شعرة واحدة، ولسان حاله يردد المقولة الخالدة للصديق المرح بوحسن القطان عندما لا يهتم بما يقال عنه بالقول «عند جدي». سوف يستمر بو مشعل في قيادة المنتخب من «نصر إلى آخر» وسوف يستمر في تكرار مقولته الخالدة «تبون كأس آسيا».