أقلامهم

محمد الجاسم: «عشا سعود»!تم تشويهه بسعي المعارضة لتشكيل جبهة لإسقاط “ناصر المحمد”.

الميزان
الشيخ بأخلاقه 
محمد عبدالقادر الجاسم
مرت يوم أمس الإثنين الذكرى الأولى لوفاة المغفور له بإذن الله الشيخ سعود الناصر الصباح، والشيخ سعود عرفته عن قرب، إذ كانت تجمعنا لقاءات في منزله، نتحاور خلالها حول الشؤون الكويتية.. كان الشيخ سعود يتحدث عن أوضاع الكويت من منطق محايد، أي من منطق مواطن لا مصلحة خاصة له في «الألعاب السياسية» التي تجري في البلاد.
وفي أحد أيام شهر يوليو2010، وبعد خروجي من السجن، دعا الشيخ سعود عددا من الناشطين والنواب والكتاب إلى منزله، وقد كتبت حول تلك الدعوة: «كان «عشا سعود» مناسبة لمناقشة الوضع الراهن في البلاد في أعقاب حبسي وحبس الأخ خالد الفضالة.. وكان الشيخ سعود يسعى إلى التداول في المخارج المتاحة للتوتر السائد في البلاد، حتى انه أبلغ الحضور، وأغلبهم من الذين عارضوا أسلوب الملاحقات السياسية الجارية، أن الهدف من دعوة العشاء هو معرفة رأي الحاضرين في فكرة تقدمه بطلب مقابلة صاحب السمو أمير البلاد من أجل مناشدته التدخل في الأزمة الراهنة وحلها بحكمته»، كان الشيخ سعود يسعى إلى معرفة ما إذا كانت المجموعة ترغب في توصيل رسالة عن طريقه إلى صاحب السمو.. ومما قاله: «أعلم أن جميع الحاضرين يقدرون المقام السامي لصاحب السمو، وأن لا أحد بينكم يجرؤ على المساس بالذات الأميرية..». وقال أيضا: «من غير اللائق ملاحقة أبناء الشعب الكويتي وحبسهم لأسباب سياسية»، مضيفا: «أنا حزين جدا على ما لحق بسمعة الكويت.. وحزين لحبس بوعمر ولاحتمال حبسه خمس سنوات أو أكثر..».
والمحزن في الأمر أنه تم تشويه اللقاء، وقيل إن الهدف منه هو التهيئة لعودة الشيخ سعود -رحمه الله- إلى الأضواء، وإنه يسعى إلى تشكيل جبهة معارضة لإسقاط ناصر المحمد، وقد تم عقد اجتماع بين الشيوخ لمناقشة ما دار في «عشا سعود»!
رحم الله الشيخ سعود ناصر الصباح، فهو من الشيوخ القلائل الذين يملكون الثقافة والمنطق والحجة.