كتاب سبر

الخارجية الكويتية ورجال الزمن الجميل

لا تهمه الألقاب ولا يأبه بالمسميات، يتعامل بمهنية وحرفية مع الجميع ويجتهد ليل نهار ليكون قيمة مضافة بحياة كل من يلجأ له في خدمة أو مساعدة.. وعندما أسند إليه منصب أكبر بمزايا أكثر وجدناه يسهر أكثر ويتعب أكثر ويعمل أكثر ويعطي من نفسه أكثر ويسعى لخدمة الكويتيين أكثر وأكثر حتى أصبح البعض يزور البلد الذي هو فيها حبًا فيه، وبسبب شبكة علاقاته الناجحة التي كونها على مدى سنوات من العمل الدؤوب أصبح مثالًا جميلًا للدبلوماسيين الكويتيين، إنه سفير الكويت بالأردن الدكتور حمد صالح الدعيج.
حرص سفيرنا في الأردن على خدمة الطلبة الكويتيين بنفسه، حتى أنه يتدخل في بعض المسائل الشخصية للطلبة حين يأتون إليه بمشكلة يريدون لها حلا، كما أنه يستقبل اتصالاتهم بنفسه حتى بعد انتهاء أوقات العمل الرسمية بالسفارة لإيمانه بأن دوره كسفير يوجب عليه رعاية مصالح الكويتيين بصدق وإخلاص. لكن الطلبة الكويتيين لم يكونوا الوحيدين الذين يحظون باهتمامه الشخصي ومتابعته الحثيثة بل إن اهتمامه امتد ليشمل الطلبة الخليجيين لما عرف به من تواضع وتباسط مع الجميع، وهو ما جعل المحيطين به يعتبرونه صديقا مقربا أو أخا أكبر.
أما المستثمرون الكويتيون وأصحاب الأعمال فقد وجدوا فيه خير عون ونعم السند في تسهيل قيام تبادل تجاري كبير بين الكويت والأردن، وهو ما جعل حجم التبادل التجاري في عهده كسفير للكويت بالأردن كبيرا جدا، فقد أصبحت سفارة الكويت في عهده لاعبا رئيسا وفعالا في ضخ المزيد من الاستثمارات الكويتية بالأردن وهو إنجاز تحقق بفضل الله ثم بجهود السفير حمد الدعيج الذي أراد أن يترك بصمة إيجابية في عمله كسفير مثلما ترك بصمة واضحة إبان عمله بالمكتب الثقافي بالسفارة، لكن الغريب بالموضوع أنه لم يتمكن من ترك بصمة واحدة فقط بل استطاع أن يترك بصمات عديدة وواضحة وهو ما زال على رأس عمله ولنا أن نتصور الإنجازات التي يمكن أن يحققها بالقادم من أيام.
لقد وجدت في السفير حمد الدعيج مثالا حيا للمواطن المسؤول الذي يعمل بعقلية العطاء وبذل الجهد دون سؤال وهو امتداد لمدرسة السفراء الكويتيين التي أبدعت الخارجية الكويتية في إيجادهم وانتقائهم وجعلهم مثالا إيجابيا عن الكويت وأهلها. 
قد نفكر أحيانا بأيام الزمن الجميل ويغمرنا الحنين لذكرى رجال سمعنا عنهم الكثير من القصص الجميلة والمديح والثناء فنترحم عليهم، أما مع السفير حمد الدعيج فإنني أدعو الله أن يطيل في عمره وأن يمده بالصحة والعافية وأن يعينه على القيام بمهامه ليستمر كشمعة كويتية تضيء درب الكويتيين بالأردن الشقيقة ليكون الزمن بوجوده جميلا فقد ندرت القيادات الحكومية التي ترد الروح وتسعد الخاطر وما أحوجنا اليوم لمزيد من هذه الأمثلة الصادقة في عطائها والرائعة في بساطتها وتواضعها. والله الحافظ والمستعان.