أقلامهم

مشعل الظفيري: للحكومة أخطاء وللمعارضة أخطاء ولكن أخطاء الحكومة لها إنعكاس مباشر على الوطن والمواطنين.

إضاءة للمستقبل / حكومة القرود الثلاثة
مشعل الفراج الظفيري
المجتمع الياباني يبهرك في كل شيء أناقته ونشاطه وانتاجه.. حكومته نشطة وشعبه قادر على العطاء وتحمل المسؤولية.. لديهم قدرة عجيبة على العمل وتحدي العالم.. منظمون ولديهم إعلام حر ومسؤول.. ليس لديهم وقت فراغ يذهبون فيه إلى ساحة الإرادة أو حتى لساحات المحاكم.. لديهم وزراء يتحملون المسؤولية فالاستقالة بجيبه قبل أن يباشر عمله الوزاري فلو أكل شعبه لحما فاسدا لانتحر بدل الاستقالة.. بصراحة يبهرك وزراؤهم بالوطنية وتبهرك المعارضة بالتنظيم.. ففي يوم من الأيام قررت مجموعة من الموظفين الإضراب فوضعوا شريطة على أكتافهم تبين أنهم في إضراب ولكنهم قاموا بعملهم، أضبط من النملة وبصمت شديد حتى تفهمت الحكومة مطالبهم وانصفتهم.. تخيل في الكويت عمل موظفو الإسعاف نفس الطريقة إلى هذه اللحظة لم تنظر لهم الحكومة!… عموماً الشعب الياباني يعتبر القرد رمزاً للحكمة فصنعت ثلاثة تماثيل للقرود وهي ( mizaru – kikazaru – lwazaru ) وتعني بالترتيب لا أرى.. لا أتكلم.. لا أسمع وهم يقصدون بذلك لا تنظر للشر ولا تتكلم بشر ولا تسمع للشر…
في الكويت حكومتنا تطبق هذه النظرية ولكن بطريقتها الخاصة فهي غير قادرة على الانتاج وليس لديها القدرة على إدارة مؤسسات البلد وينتابها شعور بالخوف على ضرب الفساد والمفسدين، فتركت البلد يغوص في بحر الفوضى حتى أن القانون تعطلل واصبح الناس في حيرة من أمرهم وغير ذلك الكثير بسبب أن حكومتنا هداها الله لا ترى.. لا تسمع.. لا تتكلم.
هناك نظرية أخرى اسمها نظرية الخمسة قرود وهي ببساطة تتكلم عن وضع خمسة قرود في قفص كبير وفي أعلى القفص كمية من الموز ووضع في وسط القفص سلم للوصول إلى الموز فعندما يتسلق أحد القرود السلم للوصول إلى الموز يتم رش بقية القرود بماء بارد جداً وهكذا حتى بدأت القردة ترفض أن يتسلق أي منهم السلم وعندما يريد أحدهم التسلق يتم ضربه فيتراجع وبعد فترة يتم تبديل أحد القرود بآخر جديد فيقوم الزبون الجديد بالتفكير لتسلق السلم فيأكل ضرب من البقية وهكذا يتم تبديل القدامى بجدد حتى تتبرمج القردة على عدم صعود السلم من أجل الصالح العام… وهذه النظرية تتقنها وباحترافية كبيرة حكوماتنا العربية بشكل عام حتى أن بعض عناصر المعارضة في بلادنا العربية أصبحت تطبق نظرية الخمسة قرود وبلا شك المعارضة لدينا في الكويت ليست ببعيدة عن تطبيق هذه النظرية فهي لا تريد لأحد أن يتسلق ليجلب لها الموز ويا دار ما دخلك شر ولكنها تريد أن يتم إسقاط الموز عليها دفعة واحدة بدون شروط أو أدوات مساعدة.. واللبيب بالإشارة يفهم. 
إضاءة
برأيي أن للحكومة أخطاء وللمعارضة أخطاء ولكن أخطاء الحكومة لها إنعكاس مباشر على الوطن والمواطنين.. سنتحدث لاحقاً عن إتلاف المعارضة واختزال الوطنية فيه!