كتاب سبر

أعيادنا الوطنية.. أفراح عساها تدوم

رغم جو الهم و الغم المخيم على الكويت مع إحساس كثيرين بضيق الصدر الناتج من المشهد السياسي الكويتي، و بالرغم من موجة التشاؤم و الإحباط التي ضربت الكويت ولا زالت آثارها واضحه، إلا أننا في هذه الأيام تحديدا نكون تحت تأثير مخدر لطيف و جميل يجبرنا على الشعور بالسعادة الطفولية. هذا المخدر اسمه “موسم الأعياد الوطنية” . فإنارات الشوارع الملونة بألوان علم الكويت و الكم الهائل من  الدوائر الحكومية و الشركات الخاصة التي قامت بتزيين مبانيها بشكل مبهر يسر الناظرين لا شك أنها تترك أثرا طيبا في النفس. 
يبدو لي والله اعلم بأن  حجم الإنفاق الحكومي والاهلي و الخاص على الاحتفال بأعيادنا الوطنية قد زاد بشكل لافت لا يمكن تجاهله، فلا يكاد يخلو شارع من مظاهر البهجة والسرور، كما أن الجمعيات التعاونية بدأت تفرد عضلاتها لإرضاء ساكني المناطق من سكانها بتزيين المناطق السكنية بشكل “يرفع الراس”. كما أن كبرى شركات الاتصال 
والبنوك وتجار التجزئة قاموا بانتاج اعلانات تلفزيونية خاصة للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة. 
لا أدري هل كانت الإحتفالات الوطنية دائما بهذه البهجة أم أنها مختلفة في هذا العام تحديدا؟ حتى أن نسبة كبيرة من الأمهات (خصوصا من هن دون سن الاربعين) بدأن بشراء ملابس وطنية لأطفالهن من باب الحرص على إشراك الأطفال بفرحة الأعياد الوطنية، بالاضافة لشراء الكعك و الحلويات ذات التصاميم و الألوان المرتبطة بعلم الكويت.
لا أعلم تحديدا لماذا لفت نظري هذا المظهر الجميل لاحتفالاتنا هذا العام،لكن المهم هو أنني و غيري كثر نشعر بأننا في إجازة سعيدة تجعلنا نشعر بالحب و الولاء للكويت الحبيبة.  و يبقى تساؤل اخشى معرفة جوابه، و هو الى متى يا ترى سيستمر مفعول مخدر “موسم الأعياد الوطنية”؟ والله الحافظ و المستعان.