فن وثقافة

منتدى الاتصال بالشارقة للحكومات: لا مستقبل بدون تلمّس نبض الشارع

أكد مشاركون في جلسة (الحكومة والجمهور..وجهات نظر نحو انخراط متبادل) المنعقدة ضمن فعاليات (منتدى الاتصال الحكومي 2013 )  أهمية التواصل الفعال بين الحكومات ومواطنيها وبخاصة في خضم التغيرات الاستراتيجية التي يشهدها العالم. 
وذكر المشاركون ان عملية الاتصال الحكومي الصحيحة تبدأ لحظة اقتناع الحكومات بضرورة التواصل مع مواطنيها وفق أسس استراتيجية فتسعى إلى معرفة متطلباتهم ومشكلاتهم واستشعار همومهم والاصغاء إليهم لتعمد بعدها إلى الانخراط في صفوفهم فتفهم وجهات نظرهم ويسمعون وجهة نظرها. 
 وشارك في الجلسة كل من الاعلامية في شبكة الجزيرة روان الضامن ومدير تحرير صحيفة الخليج الاماراتية رائد برقاوي و مستشار ومدير شركة بيوند للإصلاح والتنمية جيلبيرت ضومط و مدير تحرير جريدة النهار اللبنانية غسان حجار وأدارت الجلسة الإعلامية في (بي بي سي ورلد) نعمة أبو وردة.
 وتناولت الجلسة أفضل استراتيجيات الاتصال التي تعتمدها مختلف الحكومات اليوم في شتى أرجاء العالم ومناقشة مدى فاعلية بعضها في الوطن العربي وتحديد الأدوات الناجحة للاستماع إلى الجمهور والتواصل معه بشكل أكبر بالإضافة إلى كيفية استشراف المستقبل من خلال ملاحظة ما يدور في الشارع.
 وتحدثت أبو وردة عن الربيع العربي وبداياته وسعيه لتغيير حياة الكثير من الناس عبر إبدائهم لآرائهم بتواصل صريح وشفاف مطلقة مصطلح “إدارة شؤون الشعب” على عملية التواصل باعتبار كلمة “إدارة” الكلمة المطلوبة في وصف الطريق الأمثل لتواصل الحكومات مع جمهورها.
 من جهتها قالت الضامن ان المشكلة الرئيسية التي تواجه عملية الاتصال والتواصل في الوطن العربي هي التركيز على وجود طرفين في هذه العملية مشددة على أهمية التركيز على الرسالة الموجهة حيث أنها قابلة للتأثر بالوسيلة وبالمشاعر الصادرة عنها.
 ودعت الحكومات الى الحرص على نقل الرسائل الصادقة مشددة على أهمية الاتصال المباشر كونه الأكثر تأثيرا في عملية التواصل بين الحكومة والجمهور. 
من جانيه قال برقاوي ان تجربة الإمارات تختلف عن بقية الدول العربية حيث عملت منذ زمن على تأسيس مجالس للتواصل مع جمهورها ومع التطور وزيادة عدد السكان عملت الحكومة على استخدام أدوات التواصل الاجتماعي بشكل مباشر فاجأ الجميع. 
وذكر أن الحكومات العربية هدفت إلى تسويق منتجاتها عبر الإعلام التقليدي دون وجود منتج جيد يمكن الارتقاء به موضحا أن هذا المنتج يعبر عن حقوق الأفراد في المجتمع لذلك وجب على الحكومات أن تحسن هذا المنتج قبل أن تتواصل مع الجمهور وأن توسع نطاق التواصل ليغطي جميع وسائل الإعلام التقليدية والحديثة. 
بدوره تناول ضومط الوضع الراهن للعلاقة بين الحكومة والمواطنين في للمنطقة العربية قائلا “ان التحول الجذري الذي تمر به المنطقة العربية يعمل على تغيير مفهوم الحكومة وعملها حيث ان الوضع المثالي يجب أن يقوم على بناء شراكة بين الحكومة والمواطن واشراك المواطن في عملية اتخاذ القرارات وتحسين الخدمات العامة والقطاعات الحيوية كالصحة والتعليم”.
 من جهته قال حجار ان معظم الدول التي تواجه حراكا سياسيا ليست بالضرورة متأثرة بالحملات القائمة على شبكات التواصل الاجتماعي حيث عملت هذه الوسائل على نقل الحراك فقط وكانت وسيلة لدعم وسائل الإعلام التقليدية التي بدورها تحدت البعد الجغرافي ونقلت الأحداث ساعة بساعة وبمهنية مطلقة. ويعد المنتدى الأول من نوعه في مناقشة قضايا الاتصال الحكومي في المنطقة ويسعى مركز الشارقة الإعلامي من خلاله الى بناء منظومة جديدة للاتصال الحكومي تستفيد منها المؤسسات الحكومية في دولة الامارات والمنطقة العربية ككل.
 ويركز المنتدى هذا العام على العديد من المواضيع المهمة التي تتمحور حول وجوب مفهوم الاتصال الحكومي اليوم من (الحديث إلى الجمهور) نحو (التحدث مع الجمهور) وضرورة المرونة في هذه الأسس مع الحراك الذي يشهده العالم عامة والوطن العربي خاصة.