أقلامهم

فالح بن حجري: خريجو العلوم السياسية يستحقون كادر «غطاوي» ما داموا يتعاملون مع «حزاوى» جسد سياسي «مختبص».

فتح «فكرك» تاكل ملبن!
بقلم: فالح بن حجري
خلال الأحداث السياسية «المتراشقة أيديولوجيا» عادة ما يكون هدوء الفكر يسبق عاصفة الشعارات، إلا في الكويت فإن عاصفة الشعارات «تسوق» هدوء الفكر برعونة عبر طرق الأحداث، ومن دون «ليسن» أيضا!
وفى جو سياسي كهذا عجلة أيديولوجياته متناقضة وتقوده عاصفة شعارات عمياء، فإن أكثر ما «يكسر خاطري» هنا هو خريجو العلوم السياسية، فمجرد محاولة تطبيق ما تعلموه على أرض واقع سياستنا هو تماما كمحاولة جعل هنري كيسنغر حكما في مسابقة «شاعر المليون»!
خريجو العلوم السياسية في الكويت يستحقون فعلا كادر «غطاوي» ما داموا يتعاملون مع «حزاوى» جسد سياسي «مختبص» لا تعرف يمين فكره من يساره ولا رأس شعاراته من كرياسها! اليساري فيه يدعو إلى طاعة ولى الأمر واليميني يدعو عمال العالم إلى أن يتحدوا! والأصولي يدعو إلى سيادة القانون ودمقرطة المجتمع، والليبرالي يدعو إلى قانون فيه سادة وعبيد ويحاضر في ندواته عن علم الأنساب!
وبين هذا وذاك هناك طبقة وسطى (طبقة الموظفين) تسحق سحقا ولا بواكي لها ولا محامي. وطبقة برولتاريا (طبقة الكادحين) وهي غير موجودة أساسا في الكويت بحكم الطفرة النفطية يقف لأجل عينيها ألف محام ومحام في طوابير طويلة لا حد لها ولا حصر!
«كور» سياسي «مخلبص» يحتاج لتحليله إلى قلب فكرى (ما يتعب ولا يهدى ولا يرتاح) بالإضافة طبعا الى المزيد والمزيد من دعاء الوالدين والحل الوحيد الذي توصلت اليه ويمكن ان يكون مدخلا لفهم وسطنا الفكري السياسي هو انه وسط يسير وفق نظرية: من كانت له هنا «أيديولوجية» فليحتل وليجمع الشامي اليميني على المغربي اليساري «بالاحتيال».. وفتح «فكرك» تاكل ملبن، ولا عزاء لكم يا متعلمين يا «بتوع المدارس» من خريجي العلوم السياسية!