آراؤهم

حدم و العمل الحزبي

تستقبل الحركة الديمقراطية المدنية “حدم” الذكرى الأولى لتأسيسها في 27 فبراير 2012م وفي هذا الخصوص سننشر أهدافها الرئيسية مع أهم وأبرز مواقفها.

ولعل المدخل المختصر لمعرفة هوية الحركة ومعيار أهدافها هو المادة 3 من دستور الحركة التي تقول: “رؤية الحركة تتمثل في شعب حر ، نظام ديمقراطي ، دولة مدنية ، في إطار هويتها العربية الإسلامية .” ، و قد جاء في مقدمة رؤية الحركة هذه الفقرة “لقد وهب الله – سبحانه – الإنسان حريته ليهبه بموجبها مشروعية المطالبة باستكمالها إذا انتقصت والدفاع عنها إذا حوربت ، وجعلها الشعار الذي في ظله يؤلّف مجتمعه ويؤسس نظامه ويبني دولته”

هذه المادة وهذه الفقرة قد تغنياننا عن التعريف المفصل في رؤية الحركة وهويتها، أما أهدافها ومشروعها السياسي فقد عكف الشباب في جلسات عصف ذهني مطولة لتشخيص حالة النظام السياسي القائم و مسببات الأزمات السياسية وعيوب الديمقراطية المنقوصة ليفضي بهم الأمر لإعلان مشروع الحركة السياسي وعنوانه “حكومة منتخبة” مع ضرورة توافر قوانين للأحزاب والهيئة المستقلة للانتخابات ونظام دوائر انتخابية عادل وقوائم نسبية .. الخ

فكرة الحركة جاءت بعد جهد الحركات الشبابية مع القوى السياسية الذي استمر نحو عامين لإسقاط رئيس الوزراء السابق ناصر المحمد وحل مجلس 2009 والدعوة لإنتخابات جديدة، فقد رأى مجموعة من الشباب بأنه بات من الضروري الانتقال من العفوية والاحتجاج إلى المشروع والتنظيم ليقودوا البلد نحو شاطئ الاستقرار السياسي، ولكي يكون ذلك فإنه من الضروري اختلاق عمل حزبي منظم تكون أهدافه واضحة وآلية العمل فيه مؤسسية بحته .

والجدير بالذكر أن الشباب قد وقفوا حائرين أمام عدم توافر قانون الأحزاب في الدولة وكيف أن ذلك يجعل المسلك لتشكيل الحركة صعبا ، ولكن مثل ما قال الشاعر أحمد مطر “لا تطلب الحرية .. بل مارس الحرية” فقد اختار الشباب بأن يمارسوا العمل الحزبي ، لذلك وبعد انتخابات مجلس 2012 و وصول الأغلبية البرلمانية تداعى مجموعة من الشباب لتشكيل مؤتمر سياسي يولد منه حركة سياسية، فكانت الحركة الديمقراطية المدنية .

مع بداية إنشاء الحركة انطلق الشباب بعزيمة وأصرار مع التخطيط ورسم التحركات نحو هدفهم الرئيسي وتحديد الخطوات، فقد وضعوا الأهداف نصب أعينهم وابتدأوا بالتحركات الميدانية لإقامة الفعاليات وزيارة الدواوين وتسجيل المواقف عبر اطلاق البيانات، وبين هذا و ذاك وبعد مرور عام كامل نجد أن:

اليوم وفي ذكرى مرور سنة على إنشاء “حدم” نجد بأنها قد فرضت أجنداتها على الساحة السياسية وباتت شعاراتها ترفع في المهرجانات الخطابية والاعتصامات والمسيرات، فلا يكاد أي اعتصام او مهرجان يخلو من ذكر “الحكومة المنتخبة” وضرورة السعي الجاد نحوها مع أنه قبل سنة من الآن كان هذا المطلب مستفزا للبعض!

اليوم وفي ذكرى مرور سنة على حدم نجد أكثر من 60 نشاط بين موقف وفعالية قامت بها الحركة الديمقراطية المدنية خلال 12 شهر، أي بمعدل 10 أنشطة كل شهر .

اليوم وفي ذكرى مرور سنة على حدم نستذكر المهرجان الخطابي بعنوان “معا نحو الحكومة المنتخبة والإمارة الدستورية” والذي كان في ساحة الإرادة شرحت الحركة خلالها مشروعها السياسي

اليوم وفي ذكرى مرور سنة على حدم نستذكر الوقفة الاحتجاجية التي قام بها بعض أعضاء الحركة أمام مقر التسجيل للانتخابات مجلس مرسوم الصوت الواحد تعبيرا عن رفضهم لهذه الانتخابات الغير شرعية

اليوم وفي ذكرى مرور سنة على حدم نستذكر مراقبة حدم لنتائج انتخابات مرسوم الصوت الواحد عبر مناديب موزعون على مدارس الكويت كلها وكان الهدف معرفة نسبة المشاركة في الانتخابات إيمانا منها أن الحكومة غير موثوقة في إعلان نسبة المشاركة

ومرورا بأنشطة الحركة الاجتماعية من غبقة حدم وبطولة الرماية لأعضاءها ومخيم حدم والفعاليات التي أقيمت فيه .. الخ

فمن ذلك كله، ومع تطوير مستوى وعي المجتمع في مجال الديمقراطية والذي هو أحد أهداف الحركة نستخلص كيف أن العمل المنظم يحقق تطلعات الأفراد ويقودهم نحو هدفهم تدريجيا

 

رسالة إلى أعضاء “حدم”:

بعد مرور عامٍ كاملٍ من العمل الدؤوب نحو الأفكار المشتركة في كيان جديد على المجتمع الكويتي أثبتم بأن الشارع السياسي ليس فقط للصراعات والنزاعات حول الأغراض والأجندات

أثبتم بأن الشارع السياسي ملتقى الأضداد وجامع الأفكار

أثبتم بأن الشارع السياسي مدخل الأصلاح الحقيقي إذا ما توافر المشروع الإصلاحي الواضح

أثبتم بأن الشارع السياسي ليس حكرا على جيل قديم يسلم مفاتيحه للجيل الجديد بعد انقضاء أجله

أثبتم بأن الشارع السياسي ملتقى الأجيال وجامع لخبرات الجيل القديم مع همة الجيل الجديد ونشاطه

مع هذا و ذاك ضربتم أروع الأمثلة بتطبيقكم للعمل الحزبي على أرض الواقع وكيف أنه يؤتي أكله إذا ما كانت النية خالصة والعمل مجرد وروح التعاون تدب في الفريق ، فشكرا لنفوسكم الرائعة، وشكرا لجهودكم الواضحة ، وإلى الأمام في مشوار الأمل والسموّ ورفعة البلاد

ومعاً نحو: شعب حر ، نظام ديمقراطي ، دولة مدنية

سعد العجمي