محليات

“نقابة الصحفيين”: الكويت تحولت إلى دولة بوليسية.. تقمع الفكر

اعرب رئيس مجلس ادارة نقابة الصحافيين الكويتية مساعد ثامر الشمري عن الأسف لما آلت إليه طبيعة العمل الصحافي في بلدنا الحبيب الكويت، والذي كان إلى عهد قريب مضرب المثل في حرية الصحافة على مستوى العالم العربي لما يتناوله من قضايا محلية وإقليمية وعربية ودولية بأسلوب وأقلام تعبر بروح من الصدق والموضوعية  عن الشعور بالمسؤولية وعن أخلاق المهنة انطلاقا من مبادئ الديمقراطية وحرية التعبير وفق معايير حددها الدستور وميثاق الشرف الإعلامي.
ومما يبعث على الاعتزاز أن الصحافة الكويتية التزمت دائما مبدأ الدفاع عن الوطن وعن الحريات والقيم الأخلاقية والإنسانية الأصيلة بقدر ما التزمت  بتوفير الاحترام والتقدير  للسلطات الثلاث وللذات الأميرية ولآل صباح الكرام، ولكن أن تتحول السلطة التنفيذية إلى سيف مسلط على رقاب الصحافيين وعلى العمل الصحافي فهذا ما لا ترضاه نقابة الصحافيين الكويتية، فهل المطلوب هو فرض الخوف وبث الرعب في نفس الكاتب الصحافي ومن ثم تحويل الصحافيين الكويتيين إلى جوقة من المداحين الذين يغمضون أعينهم ويخرسون أقلامهم عن كل خطأ يرتكب بحق البلاد والعباد ومستقبل الأجيال؟
إن نقابة الصحافيين الكويتية وإن كانت تثق ثقة كاملة بنزاهة وعدالة القضاء الكويتي، إلا أنها ترفض العودة إلى الوراء في مسيرة  العمل الصحافي الكويتي، وأن تتحول الكويت إلى دولة بوليسية تقمع الفكر ولا تسمح بانتقاد، أو أنها تتحول كغيرها من الدول إلى ساحة لمطالبات من منظمات حقوق الإنسان ومراسلون بلا حدود وغيرها بدعوى الغيرة على حرية الصحافة وأمن الصحافيين الكويتيين. فالكل يعلم أن المواطن الكويتي اعتاد العيش في أجواء من حرية  التعبير والديمقراطية الحقة، لذلك فإن نقابة الصحافيين الكويتية  تحذر من مغبة التجاوز على الحريات التي كفلها الدستور الكويتي، كما تحذر من عواقب اغتيال دور الصحافة في تعزيز أمن المجتمع وتنمية قدراته التي لن تتحقق  إلا من خلال الشفافية وضمان حقوق المواطنين الكويتيين في ممارسة حرياتهم المسؤولة والمنضبطة.
       
وتود نقابة الصحافيين الكويتية أن تلفت إلى أن بعض المسؤولين يظنون أن وصولهم إلى موقع المسؤولية أو السلطة يعفيهم من المساءلة، ربما كان ذلك ممكنا خارج دولة الكويت وفي عهود مضت، لكن هذا ولا ريب من مخلفات أنماط الحكم الدكتاتوري، بيد أن سنة الحياة هي التغيير. ومن حسن حظ الكويت والكويتيين أنهم عاشوا منذ مئات السنين في أجواء من الثقة بين الحاكم والمحكوم، وكان الوئام والحب هما الشعار المتبادل بين المواطنين وحكامهم من آل صباح الكرام. لذلك فإن النقابة لتأمل من الجهات المعنية أن تتذكر دائما ولا تتناسى مسؤولياتها تجاه الصحافة – السلطة الرابعة – وتجاه العاملين في الجسم الصحافي، وأن تبتعد قدر الإمكان عن الممارسات البوليسية وسياسة الجرجرة التي سادت قبل نصف قرن في دول عربية معينة وأثبتت التجربة العملية عبثيتها وعدم جدواها، كما تأمل في أن تضع تلك الجهات في اعتبارها قبل كل شيء احترام حقوق المواطن التي كفلها الدستور ولا سيما حقه في حرية التعبير.
وفي هذا المقام فإن نقابة الصحافيين الكويتية لتتذكر بعظيم الاعتزاز  والفخر كلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه التي أكد فيها سموه أن إعلامنا جزء أساسي من نظامنا الديمقراطي، وأن ” إنجازاتنا الديمقراطية لا تتكامل عبر مسيرتنا الوطنية إلا بدور إيجابي مسؤول تتولاه وسائل إعلامنا المقروءة والمرئية والمسموعة”.