بورتريه

بورتريه
“غسان هيتو”.. جسر العبور السوري

رمادية الوضع السوري، والمرحلة الانتقالية التي يعيشها، كانت تتطلب شخص باتزان “غسان هيتو” ليكون جسرًا لعبور الشعب من حالة عدم الاستقرار الأمني والصراع القائم بين النظام والمعارضة، إلى دولة تهتم أكثر بالفرد السوري واحتياجاته الإنسانية، مع مواجهته لتحدي صنع حالة من التوافق بين الليبراليين والإسلاميين في كتل المعارضة، واختياره يأتي رغم غيابه عن المشهد السياسي السوري منذ ثمانينيات القرن الماضي.
حصول “هيتو” ذو الأصول الكردية على 35 صوتًا من أصل 49.. دليل على مساعي الائتلاف السوري للاستقرار أكثر في هذه المرحلة الانتقالية، والابتعاد أكثر عن أشخاص بميول سياسية واضحة، وتأكيد الهوية السورية التي لا تعتمد على العرق أو الطائفة.
وكانت مساعي “هيتو” منذ بدء الثورة السورية إنسانية وإغاثية في الائتلاف الوطني، دون تدخل مباشر في النزاع المسلّح بين الطرفين، مما يعطي انطباعًا بأن من أولويات برنامج الحكومة المؤقّتة التي يرأسها، ستكون توفير الاحتياجات الإنسانية للفرد السوري الذي عانى كثيرًا من هذا الصراع.
“هيتو” الإداري الناجح في احدى الشركات العالمية للتكنولوجيا والاتصالات، يمكن وصفه بالشخص القادر على الوقوف بمسافة واحدة من الجميع، كونه غير محسوب على أي جهة من جهات المعارضة.. والتحدي الأكبر الذي سيواجهه هو صنع حالة من التوافق بين الليبراليين والإسلاميين، وذلك مع تزايد الأراضي الخارجة من سلطة النظام إلى سلطة المعارضة، إذا ما تم النظر إلى غيابه عن المشهد السياسي السوري منذ ثمانينيات القرن الماضي.
غياب “هيتو” في فترة من قبل الثورة، قد يحرمه من القدرة على استيعاب المتطلبات الثورية الذي خرج من أجلها السوريون، وفقدانه للخبرة السياسية، ستصعّب عليه تأسيس شرعية جديدة تواجه شرعية نظام الأسد على أرض الواقع.. حيث لا يمكن مواجهة مثل هذا النظام بنهج إنساني، بعيدًا عن الحنكة السياسية في إدارة الثورة المسلّحة.