حوارات

محمد العرادة لـسبر: النزاعات في الحراك صحية.. وللأسف أغلب الشباب يبحثون عن الـ”شو” فقط

  • برنامجي مقيّد.. وخارج البرنامج لا أحد يفرض رأيه عليّ.

  • مؤمن بأن الشباب هم الوقود المحرّك لجميع القضايا في البلاد.

  • قد يغضب البعض.. ولكن أغلب الشباب في الحراك السياسي للـ”شو” فقط.

  • النزاعات صحية في الحراك.

  • تيار المستقبل هو الأقرب لي لأنه كويتي مدني.. ولكنه محطّم الآن.

  • على الحراك أن يبتعد عن تقديس الأشخاص.


كشف المذيع “محمد العرادة” عن القيود التي يعمل بها أثناء عمله الإعلامي، وإن رأيه خارج إطار التلفزيون وداخل عالم التوصل الاجتماعي غير مقيّد ولا يوجد من يفرض عليه رأيه.
سبر التقت بـ”بالعرادة” ليبدي تأييده للشباب الكويتي في دعم الحراك السياسي، ولكنه لم يخف رأيه بأن الأغلب المشارك يبحث عن الظهور فقط، مشيرًا إلى أن النزاعات في الحراك صحية.
“العرادة” يرى نفسه أقرب إلى تيار المستقبل هو الأقرب له، كون تيار كويتي مدني.. ولكنه أعرب عن أسفه لحالته الحالية، ووصفه بالمحطّم.
وجاء اللقاء معه.. كالتالي:-
ماهي فكرة برنامج “شباب اليوم” ومن أين أتت؟
جاءت الفكرة في البداية من خلال عملي كأصغر مذيع نشرة أخبار في المجال الإعلامي الكويتي عبر  شاشة قناة الشاهد، خلال ثلاثة أعوام عملت خلالها على تطوير نفسي خصوصًا أن تقديم النشره يتطلب تركيز تام وإجادة للغة العربية، وذلك يساهم في تسهيل العديد من الأمور، ومن بعد تلك المرحلة استدعاني رئيس مجلس ادارة القناة الشيخ صباح المحمد، واستفسر عن إمكانية تقديم برنامج يهتم بالجانب الشبابي في فكرة مختلفة عن البرامج السائدة والتي تعتمد على الـ”شو”، وانطلقنا فعليًا بالبرنامج وهو الأول من نوعه الذي يناقش دور الشباب وأفكارهم وآراءهم في الجوانب الثقافية والسياسية بعيدًا عن الموضة والمسابقات.
هل انطلاقتك كمذيع من خلال قناة الشاهد؟
قناة الشاهد هي بيتي الأول في الإعلام وانطلاقة مشواري والإدارة متعاونه معي بشكل لافت، ولم تتدخل في يوم من الأيام في برنامجي ومنحتني حرية كبيرة، والبرنامج يرحب بجميع الأطياف وأوجّه الدعوة للجميع عبر سبر.
هل برنامج “شباب اليوم” له قياس معيّن أم أن حدوده مفتوحة؟
البرنامج مفتوح ويستقبل الجميع وكل التيارات والأطياف، أمّا الحدود فهي حدورد القانون ولا أقبل التهجّم أو التجاوز على أحد معيّن، وأنا مستعد أن أقف وامثّل الدور الغايب في الحلقة.. ولن أقبل لأي شخص كان أن يتجاوز الحدود الثلاثة المتعارف عليها وهي الله والوطن والأمير.
هل شخصيتك واتجاهك في الحراك السياسي تنعكس عليك في البرنامج؟
شخصيتي هي واحدة ولا تتغيّر، ومن يعرفني يعلم ذلك لكن في الإعلام يتطلب منك الحيادية والموضوعية أمّا خارج أطار البرنامج فلي توجهي الخاص، وأنا ببرنامجي مقيّد كرجل أوجّه رسالة معينة، وخارج البرنامج لا أحد يستطيع فرض رأيه عليّ.
برنامج “شباب اليوم” يصنّف ضمن البرامج الجادة فكيف تجذب الشاب نحوه؟
مثلما نجد أن هنالك نوع من الشباب يهتم ويركّز عل برامج الموضة والحركة، خصوصًا الجيل الجديد، ولكن هنالك في الجانب الآخر شباب يفضّل  البرامج الحوارية الجدية، والتي تلامس همومه ويجب أن نطرح قضاياهم ونعالجها، ففيهم المفكّر عمّن يبحث عن مساحة وهنالك مؤلفين كتب ولهم توجهات مغايرة، وفيهم من لا يجد الفرصة في الظهور وتسليط الأضواء عليه، وبرنامجنا يسلط الضوء على الجميع، ويحتضن الشعراء والسياسيين والرياضيين والمثقفين، وفي الجانب الغنائي الوطني.. وجميع الآراء المختلفة والمتضادة
كيف ترى الحراك الشبابي منذ بدايته حتى اللحظة؟
أنا مؤمن أن الشباب هم الوقود المحرّك لجميع الأمور والقضايا في البلاد، كون الشباب يمثّل جيل جديد والذي دائمًا ما يجد حاجز بينه وبين الجيل السابق الذي غالبًا ما يكون محافظًا على بعض النقاط وروتين حياة معيّن، بينما الجيل الشبابي دائمًا يسعى للتغيير والتطوّر، خصوصًا في الحقبة الأخيرة وعصر العولمة ويسعون للتغيير سواءً الإيجابي والسلبي، والحراك الشبابي في الكويت ليس وليد اللحظة وموجود منذ السابق، سواءً في القضايا الرئيسية أوالثانوية والمشاكل مختلفة، والشباب متواجد في جميعها وحراكنا الكويتي سواءً مؤيد أو معارض موجود بكل مكان وذلك أمر طبيعي يثري الساحة الكويتية، فتارةً نجد تفوّق لطرف على الآخر والعكس صحيح وذلك أمر صحي، وبالنهاية سنصل إلى نقطة معينة ونقاط التقاء.
هل يملك الحراك الشبابي فكر على المستوى السياسي في الكويت؟
قد يغضب رأيي غالبية الشباب وبصراحة تامة أغلب الشباب المتواجد في الحراك السياسي هو أوجد نفسه “للشو” فقط، والمهم هو مجرّد أن أضع اسمي بحركة أو البعض ينشق من حركة ويؤسس حركة أو يضع نفسه بحركة أخرى ليثبت فقط وجوده بالساحة، وذلك حق مشروع لجميع الشباب، لكن هل تملك الحركات الشبابية أن تضع خطة مدروسه لخمس سنوات مستقبلية.. ويجب على من يملك فكرة معينة أو خطة وضعها وطرحها في طاولة حوار وتحصل تنازلات ونصل لنقاط التقاء، وتصل لسمو الأمير، وسبق لي أن شاركت في حملة “مبادرون”، وهي حملة وضعت جميع الشباب على طاولة الحوار، ورحب وأشاد صاحب السمو فيها ونحن نسير فيها الآن.
وأنوّه أن الولايات المتحدة وهي الأعظم في العالم تجلس على طاولة حوار وتقدّم تنازلات، فما بالك بحراك شبابي، خصوصًا وأننا نحتاج إلى تنمية بعد أن تأخرنا كثيرًا عن دول كنّا نسبقها في أغلب المجالات وخصوصًا الرياضي. 
ما رأيك في النزاعات بين الشباب في الحراك؟
برأيي هي نزاعات صحية تولد الأفكار ولكن أوجّه رسالة إلى الشباب وأتمنى منهم عدم تقديس الأشخاض، فلا شخص يقدّس سوى الرسول الكريم، وبجب أن نرى الحقيقة أين والراي السليم ونتجه نحوه بعيدًا عن الأشخاص.
ما هو التيار الأقرب لك أو الأصلح بوجهة نظرك؟
لا استطيع أن أقول الأصلح، ولكن هنالك الأقرب للإصلاح نوعًا ما، وأرى أن تيار المستقبل هو تيار كويتي مدني حر يتبني التيار الليبرالي الذي الآن يعتبر محطّم بعد أن كان تيارًا قويًا، وساهم في تطوّر الكويت سابقًا، لكنه تأخر كثيرًا بسبب التخبّط في الفترات الأخيرة.
هل تيار المستقبل شبابي بحت أم هنالك أعمدة من السياسيين الكبار؟
مرحلة الشباب غير مرتبطة بعمر معيّن، ولا نستظيع أن نضع حد معيّن، ولكن كل المنتمين للتيار بشكل عام هم أقل من الخامسة والثلاثين
ماهي رؤية تيار المستقبل؟
التيار يركّز على ثلاث قضايا.. السياسية والفردية والمالية والتيار يتبني القضية الرأسمالية والتي تتيح المجال للجميع وليس بالطريقة الجشعة، مثلما يحصل في بعض الدول وتكون معتدلة تتيج تكافؤ الفرص ونميل للمسألة الفردية، وهي حرية الراي للأفراد والابتعاد عن قمع الراي، فحرية التعبير طالب بها الشرع وأيضًا الدولة المدنية.
أين يقف محمد العرادة تارة نجده في جهة وتارة في أخرى؟
أنا أميل للقضايا، فأحيانًا تجدني في صف المعارضة وأحيانًا أخرى في صف الحكومة، ولا أميل لأشخاص معينين، واستغرب بعض الأشخاص يكون معارض من أجل المعارضة فقط، دون أن يجد فكر معيّن، وأيضًا يوجد معارضين من أجل الإصلاح، وأتمنى أن أكون منهم، فهنالك أمور يجب أن تقف في جانب الحكومة أن أصلحت في بعض النقاط الرئيسية، وأنا شخصيًا أشدت في موقف الحكومة تجاه السياسة الخارجية مع العراق واستقبال الوفد العراقي، واعتبرته خطوة إيجابية وإصلاحية من الحكومة في السياسة الخارجية، على الرغم من اعتراض العديدين عليها وعلى التوقيت أيضًا، كونها استوعبت العراق بعد يوم واحد من ذكرى التحرير والتخبطات يجب أن نحاربها من الحكومة، لكن يجب على الشخص دائمًا أن يقف في المنتصف ويكون مع الحق بدون النظر للأشخاص.
ماذا يحتاج الحراك؟  وماذا ينقص المعارضة حتى تصل للإصلاح؟
الحراك يحتاج إلى خطوة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وهو الاتجاه إلى هدم كل هذه الأصنام من الرموز المقدسة ويكون الشباب هو القائد لأنه هو المستقبل، حيث أن نسبة الشباب تتجاوز 65% ما يعني أن مستقبل الكويت كلّه بيدهم ولهم، فإذا كان هنالك تقديس لأشخاص لن يتطوّر الحراك أبدًا، ويجب عليهم أن يشهروا سيوفهم لهدم الأصنام اقتداءً بسيدنا إبراهيم عليه السلام، فالقداسة كما ذكرت لله تعالى وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم، والاشخاص والرموز هنا أكل عليهم الدهر وشرب واستغرب من بعض الأشخاص يطالب بديمقراطية حقيقية، وهو نائب وله 30 سنه في المجال السياسي.. بالمقابل في أمريكا الديمقراطية الرئيس لاتتجاوز مدته 8 سنوات ومن ثم يبتعد، فيجب على مثل هؤلاء الأشخاص الابتعاد عن الساحة، ويبقى دوره في توجيه الشباب ويدعم بأفكاره وأطروحاته إن كانت قيّمة للاستفادة منها، ويجب ترك الساحة للشباب وأعتب على الكبار.
متى ابتدأت الكتابة وأي نوع تعشق من كتابة المقال؟
بدأت في المرحلة الثانويه والكتابة غير مرتبطة بتاريخ معيّن فهي تأتي متى ما بدأت تتوارد لديك الأفكار، وتتولد في ذهنك وأنا دائمًا اركز على الجوانب الاجتماعية والفلسفية، وأرى بعض الأشياء التي لا ترضيني في المجتمع، وبطبيعتي دائمًا أكون ثائر على المجتمع والعادات التي أراها ساهمت في تأخير المجتمع والأمّة كثيرًا، ولجأت “للفيسبوك” ومنه إلى “تويتر”، والذي أتاح لي مجال كبير في عرض الأفكار، خصوصًا المصغّرة، ولقيت هجومًا من البعض، ممن يروني ضد الدين والعادات المحترمة، لكني من وجهة نظري أرى أن الدين يحث على الحريات ويخالف بعض العادات الاجتماعية، خصوصًا في منطقة شبه الجزيرة العربية على سبيل المثال “حجر” الرجل على ابنة عمه في مسألة الزواج.. والبعض أيضًا يتفاخر في بعض الغزوات والسرقات التي كانت تحدث سابقًا ويعتبرها بطولة، وهي أمور تنافي الإسلام إلى جانب أن البعض يرى أن المرأة لا تُوَرّث وليس لها حق، وهنالك بعض العادات تخالف الدين وأقول لمن يهاجموني ويرون انني أحارب الدين، أكّد لهم أن الدين عزيز ومحفوظ وليس أنا من يحاربه، ولا اسمح لأي شخص أن يحاربه لأنه قائم ودين سماوي ونزيه وغير مقبول انتقاده.
لاحظنا في كتاباتك التحدّث دائمًا في القضايا الخارجية؟
لأن القضايا الخارجية تجذب لك القراء من الجميع، خصوصًا أن نسبة القراءة لدينا ضعيفه كون المجتمع الكويتي يميل إلى التجارة أو إلى أمور أخرى تشغله بعكس بقية المجتمعات العربية المختلفة التي تميل للقراءة، لذلك أطرح قضايا عديدة على المستوى الاقليمي حتى أجد من يقرأ، ولكي تصل أفكاري إلى أبعد مدى، خصوصًا وأننا تشبعنا من السياسة الداخلية والصراعات حيث تجد هنا من يتحدّث عن السياسة وكأنه آرسطو أو أفلاطون، وهو لا يمت لها بصلة وعن نفسي أجد قدوتي في الكتابة ومن تعلمت منهم هم ثلاثة كتاب أنيس منصور ومحمود درويش وغازي القصيبي.. ويعجبني في الأخير أنه ولد يتيمًا وتنقل في العديد من الدول وتدرج بمراحل عدة وأنجز الكثير وسط همّه الكبير، وبالنسبة لي حاليًا أجهز لكتاب ولا أزال في المرحلة الأولى منه.
أين تجد نفسك بين المدارس الشعرية؟
تجدني دائمًا في شعر الغزل وبشق الفراق أو في المسالة الوطنية، واكتب جميع انواع الشعر وكنت اكتب الشعر النبطي وبعدها لجأت إلى الشعر العربي الفصيح، كوني أرى النبطي تشبّع وخلال الفترة السابقة، بدأ يفقد مساحته ولا أريد الدخول في مجال لا اتميّز فيه، خصوصًا وأنه فيه العديد من الصراعات التي لا تطاق، وحاليًا أميل إلى شعر التفعيله نوعًا ما، وما جذبني للفصيح الشاعر نزار قباني بينما بالشعبي الشاعرالأمير بدر بن عبد المحسن، وسبق لي الظهور في عدد من الأمسيات والقنوات الفضائية وأتمنى من القائمين على الأصبوحات الشعرية في الجامعات الاهتمام بها وإظهارها بصورة أرقى.
هل ترى تويتر أعطاك المساحة لتفريق طاقاتك؟
أنا أميل للكلمات الخارجة عن القاموس، والبعض يرى أن متابعيني من النساء قد لا يتقبلون هذه الكلمات و بنظرهم تتجاوز حدود الأدب إلا أنني أراها مسألة لا تتجاوز أنني اتكلم بكل صراحة وعفوية، لأن تويتر بوجهة نظري هو منبر إعلامي حر أتاح للجميع نقل كل رسايلهم بلا رقيب أو عتيد، وبالنسبة لي بتويتر أكتب لنفسي ولا لأي شخص من متابعيني وأوجّه رسائلي فقط، وألجأ للقضايا المحاربة من هذا المجتمع، وأؤكد أن من خلال حقبة قادمة من الزمن ستكون هذه الكلمات هي المتناولة وبسهولة في المجتمع، وأراه نوعًا من أنواع الفلسفة سبقني فيه الكثير، مثل نزار قباني والقصيبي وهم استخدموا أعنف الكلمات ولا تزال كتبهم تباع، ولكل شخص حرية في الكتابة والانتقاد.
 
 
لماذا ينصب تركيزك في كتابتك بتويتر على القضايا الاجتماعية؟ 
 
نجن في مجمتع عربي غالبًا ما أراه يرتدي الأقنعة ويظهر بوجهيّن مختلفين، أراه مجتمع متناقض وبطبعي أفضّل الحقائق، ولذلك ألجأ إلى محاربة هذه العادات السيئة، حتى نتخلص وأرى أن سبب تخلفنا هو التناقض في شخصية الفرد العربي تجده تارة يدعي الرأسمالية إذا جلس مع شخص رأسمالي، ويتقلّب مع الكل ويتنقّل فإما أن تكن ذو توجه واحد تسير عليه أو يجب أن تحارب من الفئة الأخرى في الاتجاه الآخر للتقويم.
الشاعر دائمًا له عشيقه.. وأرى “نجد”  عشيقة لك؟
  
“نجد” أعشقها بشكل خاص، ولا أعلم شعوري بمجرد أن تطأ قدماي مدينة الرياض، لا أعرف السبب هل لجذوري هنالك أم لأنني ولدت هنالك، ولكن يبقى شعوري هنالك مختلف، وأقف عند كل مكان هنالك، وأشعر أن لي ذكرى خاصة معها، ونجد تبقى معشوقة من نوع آخر ومختلف وتعتبر بلدي الثاني.
حدّثنا عن كتابك الذي سيولد؟
أنا حاليًا قائم على كتابته، وانتهيت من جزء كبير منه وهو فكرة فلسفيه خالصه، وبما أنني ترعرعت بمدرسة “أنيس وغازي”، فسيكون جزء من بحر هؤلاء الفلاسفة والأدباء.
كلمة أخيرة؟
مجموعة رسائل.. الأولى لفئة الشباب التي انتمي لها، وأتمنى من الجميع منهم أن لا يكونوا هامش في هذه الحياة، ولايذكرهم التاريخ.. فإما أن تكون في صدر الكتاب الأول، أو يعفي عليك الزمن واتمنى أن تكون لهم بصمة قبل الرحيل، ورسالتي السياسية أتمنى من الجميع وأوجه رسالتي للكل أن نجلس على طاولة واحدة حتى نصل للحل ونقطة اتفاق، وأن نضع الكويت نصب أعيننا.
حساب الإعلامي.. محمد العرادة بـ تويتر:-
@malaradah