أقلامهم

وائل الحساوي: الاستثمارات الخارجية التي تدر ما لا يزيد على ملياريّ دينار سنويًا، هل ستغطي حجم الديون خلال 5 سنوات؟

نسمات / صوت الغربان قد يكون أعذب من صوت العصافير!
د. وائل الحساوي
كتب الاستاذ أحمد الجار الله مقالا افتتاحيا في جريدة السياسة بتاريخ 2013/4/10 بعنوان «الكويت بخير أيها الغربان، فزاعاتكم لن ترهب أهلها»، قال فــــيه «لا لن تستطيع الغربان التي خرجت من اوكارها لتعــــــيد اسماعنا نعيقا تكرره منذ 30 عاما عن عجز الدولة ماليا بعد بضع سنوات، وانها تسير الى هاوية اقتصادية، تغيير قناعات الكويتيين، فتلك الفزاعات التي يلوح بها بعض المتنفعين عبر اعلامهم وما يسمى دور استشارات اقتصادية لن تستطيع جعلنا نغمض اعيننا عن الحقيقة، أليس هؤلاء هم ذاتهم الذين يرددون مذ ثلاثة عقود ان الدولة في العام كذا ستعجز عن دفع رواتب الموظفين وستتعطل فيها المشاريع، فيما الواقع يكذبهم كل مرة عندما يرى الناس الوضع المالي يزداد تحسنا في كل عام؟
كيف لدولة تمتلك 400 مليار دولار استثمارات خارجية، دولة تستحوذ على 70 في المئة من الاقتصاد الوطني، ولديها ثامن احتياطي نفطي في العالم، وهي الثالثة في دول «اوبك» والسادسة عالميا بالانتاج النفطي والتصدير، ان تفلس؟
ومع اني لا اعرف من هم هؤلاء الغربان المقصودون ولكن حتى ان كان هؤلاء مخطئين في تحذيراتهم من نفاد الثروة بسبب التبذير الذي تمارسه الدولة دون حساب فإنهم مأجورون في تحذيرهم والواجب شكرهم على حرصهم على بلدهم وتحذيرهم من عاقبة المبالغة في تبديد امواله على امور ثانوية ناهيك عن تبذيرها على مغامرات سياسية وارضاءات لفئات من الشعب على حساب البعض الآخر!
دعونا مما يقوله الغربان عن اقتصاد الكويت ولنستمع الى ماقاله صندوق النقد الدولي علي لسان نائب رئيس فرع الشرق الاوسط ووسط آسيا براساد انانثا كريشنان الذي حذر الكويت من استمرار سياسات الانفاق الحالية والانفاق الكبير على الزيادات في الاجور والكوادر، مشددا على ان ميزانية الكويت مقبلة على عجز في عام 2017 حيث ستختفي الفوائض ويصبح الاقتصاد في مفترق طرق، ولن تتوفر حينها ايرادات يمكن تجنيبها كاحتياطيات للاجيال القادمة، وقد نبه براساد الى النمو المتواضع للناتج المحلي الاجمـــــالي خلال الســـــنوات الماضية.
اما محافظ البنك المركزي فقد نوه مرات عدة الى خطورة الاستمرار في سياسة الانفاق الحالية ومطالبته باصدار قوانين خاصة بالتحوط للمحافظة على الاستقرار المالي، وايجاد آليات تنسيق مع الجهات الرقابية الاخرى في السوق لتحديد المخاطر.
ذكرنا بعض التحذيرات من جهات متخصصة في الاقتصاد وتعرف ما تقول لنبين بأن مايجري اليوم من هدر مالي وميزانية تتضاعف خمس مرات خلال سنوات قليلة، ما هو إلا مغامرة طائشة دوافعها سياسية شعبوية وليس لها اي تخطيط او حساب عقلاني!!
ودعونا نحلل ما ذكره ابو مشعل (الجار الله) بعقلانية، فهل الـ400 مليار دولار استثمارات خارجية (حوالي 128 مليار دينار) تكفي لاعاشة بلد تبلغ فيه نسبة زيادة السكان اكثر من اي بلد في العالم، ويتبارى في توزيع امواله على شكل هبات خارجية وزيادة رواتب وهبات، ويرصد المليارات من امواله لانقاذ فئة من المدينين قد لا يكونون بحاجة الى انقاذ، وفي المقابل لايسعى لايجاد اي بديل عن النفط، فإذا كانت الاستثمارات الخارجية تدر على الكويت ما لا يزيد على ملياري دينار سنويا، فهل تغطي تلك المبالغ حجم الديون التي ستتكدس خلال 5 سنوات من هبوط سعر النفط؟!