وجع الحروف / حوارات الوسمي وحديث دكتور….!
د. تركي العازمي
وصلتني رسالة خاصة من الدكتور العزيز عبيد الوسمي… حاولت الحضور ولم أستطع حيث صادف موعد الحوار الثاني وجود ضيوف من خارج الكويت ولم أستطع فليعذرنا الدكتور الوسمي والأحبة المشاركون والحضور!
دكتور عبيد الوسمي فتح باب الحوارات… وعبيد قيادي سياسي وله خطه سواء كنا متفقين معه أو نختلف في بعض جزئياته نرى أنه واجب علينا احترام توجهه كون الحوار عادة ما يكون له وقع مختلف عن أنشطة الحراك السياسي التقليدي… وهو يبقى خلافا حول الوضع السياسي القائم ونحن نعلم أن الجميع يدرك الحقيقة بأن الحقل السياسي صعب تصديق كل ما يطرح حوله فالسياسة تعتمل وفق مبدأ الكر والفر وغالبا ما تنتهي الحوارات ولا تجد الحل الشافي للأزمة السياسية!
لو سألت شابا أو شابة… رجلاً «شايباً» أو امرأة عجوزا عن صور الفساد لعددها لك على النحو التالي:
– فساد في الأغذية وانقطاع الماء والكهرباء
– فساد في الأمن ( ملاحقات سياسية، سرقة مستودع للذخائر وسرقة القناصات ) وفساد المرور
– فساد في قطاعات وزارة الصحة
– فساد في الشؤون والعمل وتنفيذ المناقصات
– فساد في التربية والتعليم والإعلام
ولم أستطع تكملة القائمة بعد اتصال تلقيته من دكتور لا أعرفه… دكتور طبيب يتابع ما أكتب عن وزارة الصحة التي شهدت وفاة قريب وأبرياء كثرا لقصور في الخدمات الطبية واليوم وبعد عدة أشهر اكتشفت أن ابن أخي مصاب بمرض نقص في الدم لم يستطع أطباء أمراض الدم تشخيصه وطبعا لا يعترفون بذلك لكن بقاء الحالة منذ شهر نوفمبر إلى الآن يعتبر برهاناً على ضعف مستواهم وطبعا العلاج بالخارج رحلته طويلة ومزعجة وتعال دور «واسطة» عند الوزير!
شرح لي الدكتور الطبيب المتصل جانبا من معاناة وزارة الصحة وسنخصص مقالا خاصا بها كي يستوعب الوزير الهيفي الفرق بين الخدمات المتاحة وما يتطلع له المرضى وذووهم!
لماذا لا نرى قياديا متميزا؟
الجواب سهل جدا…. فمعايير اختيار القياديين في غاية السوء فلقد رأيت العجب العجاب من واقع تجربة… فذات يوم جاءوا بقيادي لا يجيد استخدام الحاسب الآلي، قيادي يعشق الورق ويظن أن المنصب القيادي «برستيج» والطامة أن ذلك القيادي سقط على المنصب قادما من قطاع مختلف بالكامل عن القطاع الذي أتى إليه.. «ليش»؟ لانه من عيال بطنها و«مرضي عنه» والخاسر هو المؤسسة!
فكل أنواع الفساد التي خطرت ببال رجل شايب وامرأة عجوز وكل شاب وشابة سببه فساد الأيدولوجية التي شكلت ثقافة اختيار القياديين ولو أن المحاصصة التي يعملون بها عادلة لتقبلنا الأمر بطريقة أو اخرى لكن رغم اعوجاج المعادلة يبقى حتى معيار الكفاءة لا يعتد به!
وكل أنواع الفساد السياسي الذي يعرضه الدكتور عبيد الوسمي في حوارات تعتبر نوعا آخر من أنواع الفساد التي تتسبب في سوء إدارة مرافق الدولة… فحتى قياديو السياسة اختيار أغلبهم خطأ ولا يفهمه البعض حتى بعد افتتاح ديوان القيادي الجديد!
المراد… بين حوارات الوسمي وحديث دكتور تساقطت الأفكار ووجدت تجميعها في مقال واحد أمرا مزعجا انتهى على هيئته المنشورة أمامكم، فلعل وعسى أن تكون «شخبطتنا» خفيفة على مقامكم الكريم والله المستعان!
أضف تعليق