كتاب سبر

مَنْ نحن؟

مَنْ نحن؟ 
بقلم.. سحر محمد 
أجهد كثير من المفكرين العرب في السؤال عن الهوية وعن مسارها وتاريخها وصدرت دراسات تبحث عنّا تاريخيًا وفكريًا، وعنّا في الأحزاب والجماعات والفردية والتكنولوجيا، وعنّا في المستقبل.
هذا المستقبل الذي اعتبره بدأ بانطلاقة الثورات التي وإن كانت نتائجها غير مضمونة، خوفًا من أنها ستجدد عهد آخر في صناعة نظام مستبد آخر كما فعلت نتائج الثورات التاريخية كالفرنسية والروسية والإيرانية. 
من بعد هذه الثورات – أيّا كانت نتائجها – سيكون هنالك مسارًا آخرًا للعربي في صناعة مفهوم آخر عن الديمقراطية التي تفككها الآن الطائفية، وتحاول تحليلها لمفهوم يرادفها بدلًا من تقبّل الآخر.
ومن ذلك ستنبت أسئلة أخرى  عن “من نحن” تحاول فهم “الهوية” التي كانت تُختصر في  عنصريّن: الدين والقومية.
وحينها سيجد المفكّر العربي والعربي العامي نفسه  في سؤال آخر أعظم وجع من سؤال الهوية، سؤالًا لا يبحث عن جواب في دائرة الهوية إنما يتوسّع إلى أن يمتد لمحاربة الهوية نفسها ومحاولة إقصاء ذلك في البحث عن انتماء عالمي يساندها في الحرب على الهوية عن طريق نفي الانتماء لهذه الهوية.. فما يحدث الآن في مصر وسوريا كذلك كلها مؤشرات لنهضة الطائفية من أجل بلورت مفهوم آخر للهوية وهو نفسه صراع الهوية مع الهوية نفسها.
هوية الدين مع الدين نفسه والهوية العربية مع العربية نفسها.
إن اشتعال الطائفية الآن جواب مهم في تشكيل سؤال آخر عن “من نحن” غير السؤال الأول الذي ظل متداولًا على مر السنوات في صفحات الفكر العربي والإسلامي وخطابه. 
عني لا استطيع أن أتخيّل أو أن أضبط صورة الخطاب عن مستقبل الهوية، ولكني استطيع أن أراهن على انقلابها على نفسها بسؤال آخر ما لم يتم العمل على انفتاح الهوية على المستقبل والتقدّم بها نحو الحضارة الجديدة ونبذ الطائفية بحفظ حقوقها، ونقل التعددية من مركز الطائفية الدينية إلى الحزبية السياسية والفكرية بشكل عام.
E-Mail: sa7ar.sud@gmail.com