أقلامهم

جاسم الشمري: التعليم حاليا ينمي أمراضا وآفات اجتماعية.

مسارات
تعليم جيد يعني تطور دولة
جاسم محمد الشمري
الحديث عن تطور الكويت بمعزل عن تطوير التعليم فيها يكاد أن يكون حديثا على ما يقوله العاميون (مأخوذ خيره) وهو لن يكون واقعا طالما أن مؤشرات التعليم تتجه الى الأسفل متدنية سنة عن أخرى، وهنا لا نتحدث عن زيادة عدد المدارس أو عدد المدرسين ولكن نشير الى أن المخرجات التي ينتجها النظام التعليمي بشكل عام لا يمكن أن تحقق للدولة الازدهار الذي تنشده.
التعليم حاليا ينمي أمراضا وآفات اجتماعية لعل أبرزها استعارة جهود الآخرين على أنها أعمال تخص الطلبة أو أنها من نتاج فكرهم أو على أقل تقدير تعبوا في صياغتها أو البحث عن مصادرها وهو ما لا يمكن انكاره فيما يطلبه المعلمون من أبحاث ووسائل تعليمية من الطلاب حيث يسارع أولياء الأمور الى أحد المكاتب المنتشرة ليشترى لابنه المطلوب وما على الطالب الا أن يسلمه الى أستاذه الذي يسارع لمكافأته بالدرجة على اعتباره أنه أنجز ما هو مطلوب منه.
وأذكر في أيام تعليمنا كان أحدنا يسارع الى المكتبة العامة لاستنساخ مجموعة من الفقرات من كتب عدة وتوضيبها وتقديمها الى المدرس وهو على رغم قلة جودته الا أنه أفضل حالا مما يحدث حاليا فقد كان احدنا مجبرا على القراءة من جهة والكتابة من جهة أخرى رغم أننا لم نحظ أيضا بتوجيهنا الى الأسلوب الصحيح في كتابة البحوث حينها.
التعليم يتدهور حينما يقتنع الطلبة أن المادة الفلانية لا تؤثر في معدل درجاتهم بما يؤدي الى اهمالها ولعل أبرز مثال لذلك مادة الحاسوب التي ارتأت التربية أنها مادة لا تحتسب ضمن معدل الطلبة رغم أن عصرنا الحالي هو عصر الحوسبة والانترنت وهذا النهج يكشف انفصال واقعنا التعليمي عن ظروف ومتطلبات العصر الذي نعيشه.
التعليم تدهور حينما تعامل مجتمعنا مع المعلم الوافد على أنه أقل من نظيره الكويتي ففرق بين الاثنين في المكافآت والرواتب ولعل هناك من سينتقد المطالبة بمساواة الاثنين غير أن منطلقي هنا أن التعليم استثمار في الأجيال فاذا لم نحقق لمن يقود عملية الاستثمار تلك الظروف المناسبة لإنتاج مميز فانه حتماً لن تكون النتائج المتوخاة ايجابية وهو ما نلمسه حاليا من مخرجات تعليمنا.
نعم كان الاتجاه العام في استقطاب المواطنين للعمل في التربية نهجا محمودا الا أنه وطالما لم نحقق الاكتفاء الذاتي من معلمين مواطنين فان المنطق يقول بمساواة المعلمين برواتب واحدة لأن النتيجة سنراها على أبنائنا.
حديث التعليم ذو شجون ومثالبه كثيرة ولعل اشارة واحدة الى دول كانت الى عهد قريب دولا متخلفة ثم فاقت جوارها حينما اهتمت فقط في تعليم ابنائها يدلنا الى المعادلة التي يجب أن يتبناها الكل: تعليم جيد يعني تطور دولة.