بقعة ضوء
المقاومة الإلكترونية والانهزام العربي
الاسم: إيمان شمس الدين
• انتصار جديد يحققه بعض شبابنا محاولين تفشيل مخطط تحويلهم لوقود فتنة فئوية لتعزيز بقاء الصهيونية واستمرارها.
بدأت منذ أيام مرحلة جديدة من المعارك مع العدو الصهيوني انتقلت فيها ثقافة المقاومة من الانحصار بالمقاومة العسكرية إلى ثقافة رديفة ومكملة هي المقاومة الالكترونية المتمثلة بالشبكة العنكبوتية، إذ بدأت حملة من عدة دول على يد شباب من الجيل الحالي لاختراق المواقع الحيوية للكيان الصهيوني، هادفة إلى إزالة الكيان الصهيوني من الوجود في الشبكة العنكبوتية.
ورغم كل محاولات إشغالنا في مشاكلنا القطرية الداخلية، وكل محاولات خلق أعداء وهميين، وكل محاولات تمييع هوية الجيل المعاصر، وخلق هوية جديدة له تعود في ولاءاتها وانتمائها إلى الثقافة العالمية في السلام الذي يحمل في دواخله حقيقة الاستسلام والخنوع وبشعارات دينية، لكنهم فشلوا في حرف هذا الجيل عن قضية الأمة الرئيسية رغم بعده الزماني عن احتلال فلسطين، وحكايتها مع الكيان الغاصب.
شباب سئموا من السياسيين ومساوماتهم ومصالحهم على حساب مستقبلهم ومصيرهم، وقرروا أن يفعلوا ما عجزت عن فعله أنظمة دول، فوحدوا كلمتهم من دون النظر إلى مذاهبهم وانتماءاتهم، بل وفق انتمائهم لهذه الأمة فقط، ووحدتهم ضد عدو مشترك، وأعادوا بوصلتهم للعدو الحقيقي، وهاجموا في لحظة واحدة الكيان، واستطاعوا تعطيل مواقع حيوية ولو لدقائق معدودة.
وللأسف كعادة الإعلام العربي الذي اعتاد على الهزيمة، بل اعتاد على تحجيم الانتصارات أو حتى تحويلها إلى هزائم، هذا الإعلام الناشط في الفتنة لم يعط الحدث حجمه الحقيقي، بل بعضهم شكك في أصل الحدث، وبعضهم الآخر حجّم من تأثيره وسخّف من فاعليته، والسبب واضح كون كثير من الفضاء الاعلامي يسير وفق أجندة معروفة وظيفتها الرئيسية الفتنة وإشعال النيران بين الشعوب لا أكثر.
وعلى فرض أن الاختراقات لم تمكث الا دقائق، وأنها لم تخترق إلا بعض المواقع في الكيان الصهيوني، إلا أن أصل حراكهم وتوحدهم ضد عدو واحد هو إنجاز يثبت فشل مشاريع الفتنة بين أبناء الجيل الحالي التي يعول عليها أعداؤنا لجعلهم وقودا لحربه، هذا أولا.
وثانيا نجاح اختراق كيان العدو هو بذاته إنجاز عظيم، كون الكيان الصهيوني كيانا أمنيا بامتياز، ومتفوقا جدا في هذا المجال، وفي المجال التقني خاصة، واستطاع هؤلاء الشباب أن يثبتوا تفوقهم من جهة، وقدرتنا من جهة أخرى أن نراكم على انتصاراتنا العسكرية التي أنجزتها المقاومة اللبنانية والفلسطينية انتصارات تكنولوجية تثبت نديتنا لهذا الكيان وقدرتنا على استمرار مواجهته.
فبالأمس كان الصهاينة يتحدثون عن حدود دولتهم التي يسعون لتحقيقها من النيل إلى الفرات، واليوم بعد هذه الانتصارات المتتابعة يعيش الكيان الصهيوني هاجس الوجود على ما هو موجود من حدود جغرافية، وبدأ سؤال حقيقي يطرح في معاهدهم البحثية حول مفهوم الوجود ومقوماته وما يهدده.
أضف تعليق