أقلامهم

خلود الخميس: عُبّاد العقل» تفكروا قليلا حتى لا تعرضوا «إلهكم» للسخرية في مسائل من ألف باء المنطق!

اكتئاب النساء.. والـ «عِمّة»!
بقلم: خلود عبدالله الخميس
حرضني على هذا المقال تساؤل طرحته د.فوز بنت عبداللطيف كردي في احدى محاضراتها: ما قصة الأبحاث التي يريدون اقناعنا بصحتها؟
فعلا، ما القصة؟!
بدأوا بنشر نظرية «the power of word ـ سلطة أو قوة الكلمة» ثم استخدموها لإقناعنا بما يتعارض مع الحقائق التي نؤمن بها وقد جاءت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فما سبب تصديق البعض، وما أكثر أولئك البعض، لكلامهم؟!
مفاهيم، أفكار، نتائج، وقد تكون هذه الأخيرة معدة مسبقا، يدسونها في عقول الأمة لتقتنع أن المرأة ظلمها الإسلام وحط من قيمتها، وأهان قدرها، وظلمها، فيشهر أتباع منهج «دون كيخوته» السيوف في وجه الأوهام ويصارعون اللاشيء، ليصرعونه ظنا وخيالا، وما أن تغيب شمس يوم المعركة، حتى يذهب كل من أولئك المحاربين لخيمته، ويخلع درع الشهامة وخوذة القوة، فيُخضِع عقله للخمر، ويُركِّع جسده للزنا، وينام كجيفة تحول البهيمية بينها وبين عبق الأحلام العطٍر!
يغفو نجسا وعاء ومحتوى، استعدادا ليوم جديد من المعارك مع السراب ولأجل السراب، ونسي ما قضى سيفه نهاره فيه، من عراك دفاعا عن كرامة المرأة وحريتها وحقوقها، وهو يتوسد كل ليلة واحدة جديدة اعتداء منتهكا شرفها.
هكذا يفعل منافقو إعلان حقوق المرأة وتمكينها وبرامج الأمم المتحدة لتنميتها و«جوقة» الأنعام الباحثين والمدافعين عن أي دعوة تجعل لهم سبيلا إلى المرأة ليستغلوها ويستخدموها ويستفيدوا منها وعلى حسابها باسم «التنوير»!
هؤلاء التُّبّع يستحقون أن نعريهم ما داموا يحبون كل ما له علاقة بهذه الكلمة، فتلك بضاعتهم نردها إليهم، وبمنهجهم الذي يؤمنون به، حرية الرأي، فهل يحتملون؟!
البهتان الذي ينشرونه كحقائق مسلم بها تحت عنوان «ثبت علميا» ليس إلا برامج بحثية دولنا تدعم كثيرا من مراكزها بأموالنا، من باب التبادل الثقافي وتشجيع البحث العلمي!
بمدخراتنا نثبت خرافاتهم، نعطيهم المال والعقل والبدن والوقت لرواج نظرياتهم المشبوهة، ومثال دارج جدا على أحد تلك الهرطقات إصابة المرأة بمرض نفسي اسمه «اكتئاب الولادة» بعد أن تلد طفلا!
غريب! لو كان الإنجاب يسبب اكتئابا لما كلف الله به المرأة، فهل أعدها له جسديا فقط؟!
لا، إن الله عدل لا يظلم أحدا، فكيف بامرأة كرمها بسورة كاملة باسمها في القرآن لبيان حقوقها؟!
كيف وهي بأضعف اوضاعها الجسدية تكون «حقيقة علمية وثابتة» اصابتها بمرض نفسي يؤدي للانتحار؟!
لقد اخذوا مشاكل بيئاتهم وأسقطوها على حياتنا، فطبيعي أن تكتئب امرأة تلد من حمل سفاح، ولا زوج لها تكون معه نواة أسرة لتربية الطفل، وأول مصيبة أن تطلق عليه اسم عائلتها، ثم تتعرض لقلق التفكير بنفقته وتنشئته، وكل هذه الضغوط وغيرها، وبلا دين، كيف لا تكون أهم نتائج الأبحاث على نسائهن «الانتحار»؟!
إن بين ظهرانينا المطبلين لنظرياتهم للأسف، ومنهم من يقرأ هذه السطور ويقول: ما هذا التخلف الذي تنشره «الأنباء» لهذه القابعة في كهف لا تفهم من العلم شيئا؟
والحقيقة، المتخلف هو الذي يأخذ كل الأفكار بتسليم تام! بينما حتى الدجاج والخراف إذا رأوا السكين فزعوا، ولذلك فمن الرأفة المأمور بها المسلم عند الذبح إخفاء الأداة عن الحيوان، ولكن كيف تقنع إنسانا أن الدجاجة فطرتها أسلم منه؟!
المرأة في الإسلام لا تكتئب إن ولدت، فهي في رعاية ومسؤولية الرجل من المهد إلى اللحد تكليفا من الله، ومن لا يمتثل فعليه وزر اكتئابها، لا على الحمل والولادة!
أما من اختارت طريقا آخر غير تشريف دينها لها، فلتكتئب نكالا لما فرطت به!
«عُبّاد العقل» تفكروا قليلا حتى لا تعرضوا «إلهكم» للسخرية في مسائل من ألف باء المنطق!
الإجابة عن سؤال د.فوز أعلاه بسيطة، ان العلمانيين «المسلمين هوية» يعرضون الدين على العلم، بينما المسلمون يعرضون العلم، وكل شيء، على الدين، والفرق واضح أسباب ونتائج، لذلك فالتدليس بالمسميات هو وسيلتهم بدلا من الاعتراف بالحقيقة وهي رفضهم لبعض أحكام الإسلام وتشريعاته.
ختاما، إن عشاق السلع المستوردة لا يفرقون عند شرائهم إياها بين الخروف الاسترالي والـ «برنيطة» الانجليزية لممارسي رياضة الـ «بولو»!
إنهم يلبسون أي «عِمّة» المهم أن تكون «افرنجي» وحسب!