من بين الآراء / غصن…
عمر الطبطبائي
مثل أوراق الاشجار… نلتقي على غصن ثم نفترق في فصل الخريف… ولا نعلم ان كنا سنلتقي أو سنتطاير بين طيات الرياح في اتجاهات مختلفة أم سنكون كتلك الأوراق الجافة المهملة في زوايا الطريق… فعندها لا تبقى لنا سوى الأماني نقاوم بها اجتياح الواقع!
في تلك المسمى بالحياة… تواجهك العواصف مصحوبة بالرعود تجتث كل ما يقف في طريقها، وما العواصف سوى رياح لاهثة لتدمير كل ما هو جميل… وحدها الأشجار الباسقة المتعانقة مع تراب الأرض تستطيع الوقوف أمامها ومقاومتها بكل شموخ، هذه الأشجار لا تنحني امام الرياح إنما العكس تماما… تنحني الرياح
امام شموخ الأشجار!
أزهار بريئة تتفتح أحيانا على تلك الأغصان… تحتضنها بأخلاص… كإخلاص الطيور الى أسرابها… فلا تقطفوها بأقنعتكم المزيفة بل احموها من أجل أناقة الأشجار!
في اجواء العواصف تحتاح الأغصان الى تلاحم أوراقها… والى الثبات امام رياحها، وفي اجواء العواصف أيضا تحتاج الازهار لحماية أوراقها… فلا خير في اوراق تنحني لتدع ازهارها في مواجهة مباشرة امام مصيرها!
العواصف تشابه بعض البشر في سوادها!… والاوراق تشابه المخلصين من أبناء الوطن والأزهار هم وقود المجتمعات وأوكسجينها وهم شبابها وروحها… وفي ظل هذه العواصف نحن بحاجة الى الأمل… والأمل لا ينتظر إنما يصنع!
نحن بحاجة الى صناعة رؤية واضحة لتكون شجرتنا الباسقة التي تلتف من حولها الاغصان ولنكون الأوراق التي تسكنها… ومن أجل تلك الشجرة علينا بحرث الارض وتهيئتها وسقيها بالثقة والصدق والإرادة والإخلاص والاخلاق حتى تستطيع مقاومة رياح الفصول القادمة!!…
د ا ئ ر ة م ر ب ع ة:
قمة العطاء أن تتخلى عن مكانك بقناعة ليكمل من هو أفضل منك الطريق!
عمر الطبطبائي
@Tabtabaee
أضف تعليق