كتاب سبر

حكومتنا العزيزة.. ألف عجبي وعجبي

حكومتنا العزيزة.. ألف عجبي وعجبي
بقلم.. عبدالعزيز محمد العنجري
عجبي من حكومة لا تفرّق بين رأي معارض ناقد يسعى للإصلاح، وبين رأي متطرف حاد يسعى للهدم وضرب أساس الحكم.. فالحكومة صنّفت كل معارض بأنه إمّا يسعى لتحقيق مصلحة شخصية أو مكاسب حزبية وتناست بأن هناك غالبية عظمى من الشعب لا تهتم لا بهذا أو ذاك، وعجبي من حكومة تعتبر مطالبات الشعب بالإصلاح كمصدر إزعاج لها، فوضع البلد “مكانك راوح” ومع ذلك تستغرب الحكومة وتستنكر امتعاض الشعب وعدم رضاه عنها واستمرارهم بالإنجذاب نحو “أي صوت معارض” من باب لعل و عسى.
عجبي لبلد فيه ديوان محاسبة لم تؤخذ تقاريره محمل الجد ولم يعاقب بسببها أحد، وعجبي لبلد فيه محكمة وزراء لم يُدَن منهم أحد. وعجبي لبلد تزداد مصروفاتها السنوية بالتوازي مع تردي الخدمات فيه. وألف عجبي وعجبي من حكومة تداري وتراعي أصحاب الحظوة والنفوذ لكنها تطبق القانون بحذافيره على المواطن الضعيف المسكين.
عجبي من حكومة تستأسد على الشعب بالرصاص المطاطي والمطاعات والغاز المسيل للدموع، بينما تعجز هي عن الرد على حفنة عراقيين تجاوزوا حدودنا واطلقوا النار. للأسف إن سيف الحكومة حاد فقط على قيادات المعارضة وبعض من يؤيدونها، لكن سيفها هذا ينقلب إلى ريشه ناعمة تداعب خدود مؤيديها مهما أساؤوا لآخرين بشكل مثبت وواضح. باختصار، حكومتنا لم تعد تستحي لذا فإنها تفعل ما تشاء.
تكونت لدى الشعب قناعة بأن كل طموحات ورغبات السلطة التنفيذية لا يتعلق أي منها بتنمية البلد وتطويره، بل إن جل مرادها وغايتها العظمى هو أن تحظى بشعب ساذج وسطحي يأكل وينام ويترك لهم دفة القيادة دون أية تدخل أو شكوى أو تذمر. وعندما كنا نشعر لسنوات بأن “لسان” الشعب هو المستهدف وبأننا قد نعيش يوما لا نملك فيها حرية النقد أو الشكوى، وجدنا الحكومة تقدم مشروع “قانون الإعلام الموحد” فتأكدت مخاوفنا وتبعثرت أحلامنا وتيقنا من مكنون “نوايا” الحكومة في التعامل مع الشعب.
نقطة جانبية تستحق التفكير:
دخل أبو جهل بيت الصحابي أبو بكر الصديق فوجد أمامه السيدة أسماء فسألها عن مكان والدها فأخبرته بأنها لا تعرف.. فصفعها على وجهها، لكنه أدرك لحظتها عظم الفعل الذي قام به، فالتفت حول نفسه فإذ به ينتفض أمام مرافقيه قائلا لهم: “لا يتكلمن أحدكم بما رآه حتى لا تتحدث العرب أن عمرو بن هشام قد صفع امرأة” وعندما ذهب أبو جهل إلى بيت الرسول عليه الصلاة و السلام بنية قتله للقضاء على دعوته، وقف عند باب بيت الرسول عليه السلام،  فطلب منه مرافقوه أن يدخل بيت الرسول وألا ينتظر خروجه. فقام أبو جهل بنهرهم مستنكرا “أتتحدث العرب أني روعت بنات محمد؟” العبرة لمن يتعظ، والله الحافظ والمستعان
(تنشر بالتزامن مع جريدة الشرق القطرية)