سبر أكاديميا

ضمن الموسم الثقافي الثالث والثلاثون للأساسية
موقع العرب من خارطة الأدب العالمي بالتطبيقي

ضمن فعاليات الموسم الثقافي الثالث والثلاثون لكلية التربية الأساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب اقيم محاضرة تحت عنوان ” موقع العرب من خارطة الأدب العالمي” للأستاذ المساعد بقسم اللغة الإنجليزية د./ إيمان العطار.
وفي بداية حديثها اشارت د.إيمان العطار بان السؤال الذي يشغل الكثير من النقاد والأدباء والرأي العام الثقافي في الوطن العربي بشدّة منذ بضعة عقود من الزمان، ألا وهو: هل بلغ الأدب العربي الحديث درجة العالمية؟ وهل ارتقى من حيث النضج الفنّي والعمق المضموني إلى مصاف تلك الآداب الأجنبية التي توسم بالعالمية؟.
وذكرت أنه في كل عام كانت الأوساط الأدبية والثقافية العربية تقوم بترشيح بعض الأدباء العرب لنيل تلك الجائزة العالمية ،إلا انها لم تُمنح قبل عام 1988 لأيّ من الأدباء العرب الذين رشحوا لنيلها، مما كان يصيب الأوساط المذكورة بالإحباط ،مما ولدت عند الرأي العام الثقافي العربي قناعة بإنّ حجبها عن الأدباء العرب لا يتم لأسباب واعتبارات أدبية، بل لأسباب واعتبارات سياسيّة تتعلق بالصراع العربي الصهيوني وبالمواجهة السياسية والحضارية بين العرب والغرب.
وأشارت د.العطار بان منح جائزة نوبل عام 1988 للأديب العربيّ المصري نجيب محفوظ ،الذي اعتبره الرأي العام العربي الحدث الثقافي الاهم ًواعترافا متأخراً بعالميّة الأدب العربي الحديث، وتكريماً لا لنجيب محفوظ وحده، بل للأدب العربي بأكمله ،كما شكل منح جائزة نوبل للأديب العربي نجيب محفوظ حافزاً إلى مزيد من التفكير والتعمق في مسألة عالمية الأديب العربي الحديث انطلاقاً من حالة نجيب محفوظ الذي اعترف العالم بعالميته 
وأضافت إلاّ أنّ منح جائزة نوبل للآداب لم يكن المناسبة الوحيدة لإثارة مسألة عالمية الأدب العربي  الحديث، بل ثمة مناسبات كثيرة أخرى لإثارة هذه المسألة.ومن تلك المناسبات قيام محفل ثقافي أجنبي بتكريم أديب عربيّ معاصر، عبر منحه جائزة أدبية وإقامة احتفال أو ندوة بهذه المناسبة، كتكريم الشاعر العربي الفلسطيني محمود درويش سنة 1997 في فرنسا من قبل (اليونسكو)، وتكريم الكاتب المغربي طاهر بن جلون بمنحه جائزة (جونكور) الفرنسية، وتكريم القاصّ السوري رفيق شامي في ألمانيا بمنحه جائزة (كاسيمو) وغير ذلك من أعمال التكريم. ‏ 
كما تحدثت الدكتورة/ إيمان العطار عن الوضع الراهن للأدب العربي والعالمي وعن مفهوم العالمية في الأدب المقارن العربي ،وكيف نظر المقارنون العرب إلى “الأدب العالمي” و”عالمية الأدب” بصفة عامّة ،وإلى عالمية الأدب العربي الحديث على وجه الخصوص.
وأوضحت د.العطار بان أهم الأسباب التي حجبت شمس العالمية عن الأدب العربي حيث أنه لا يزال أسير قوميته فنجد أن معظم تراثنا الادبي والإبداعي والاجتماعي والثقافي لم يزل يدور في دائرتنا المغلقة، وهو خاص بنا نحن لوحدنا لا لغيرنا ابدا بينما يعتبر الأدب العالمي هو الأدب الإنساني بالمعنى الأعمق، الذي يمتد من الأسئلة الكبرى للبشرية ،حتى في تحولاتها ،وكذلك العزلة الاختيارية والتجزئة القومية مع تعدد البيئات العربية وتراخيها عن رفع الحواجز والحدود بينها في شؤون الفنون والثقافات والعلوم ،مما ادى أن الارتداد الثقافي لدى العرب نحو الماضي قد جعلهم خارج اطار العصر، وجعل ثقافتهم وحيدة ومتأخرة جدا في الميدان.
وأضافت ايضا بان احد الاسباب هي غياب الإستراتيجية والهوية الأدبية العربية الموحدة مما ينتج عن ذلك الغياب من مشكلات يعاني منها العرب في حاضرهم من فقدان الوعي مما عكسته على واقع الأدب العربي من ضمور إبداعي ،ومن غياب وحدة ثقافية حقيقة تنهض بالإبداع وتقربه من مقام العالمية ، وكذلك ضآلة حركة ترجمة الادب العربي الى اللغات العالمية واضطراب هذه الترجمة وخضوعها لمعايير ليست أدبية أو إبداعية بل تجارية بحتة وبالتالي فقدنا قاعدة جماهيرية عريضة من المثقفين الذين يبحثون ويتلهفون إلى قراءة الأعمال الإبداعية المترجمة عن لغات العالم في شرق الأرض وغربها وأما السبب الاخير يرجع الى صعوبات النشر  فالإبداعات العربية لم تجد الفرصة للقاء مع القراء ،وافتقارنا لفن التوزيع والتسويق المنتج فمازلنا عاجزين عن تسويق منتجنا الإبداعي التضييق على حرية التعبير، عن قمع المفكرين والمبدعين الرقابة والتسلط والخوف على رأس مكبلات الأدب.
في نهاية الندوة قام مساعد العميد  للشئون الاكاديمية د.عبدالله الحداد بإهداء درع تذكاري للدكتورة ايمان شاكرا لها الجهود المبذولة في المحاضرة .