أقلامهم

ناصر المطيري: الثورات العربية لم تحمل مشروعا ثوريا واضحا، حيث كان الهدف وقتيا وقصيرا.

خارج التغطية
الثورة المرتدة
ناصر المطيري
سؤال افتراضي طرحناه في جلسة مع بعض الاصدقاء بينهم بعض الأخوة المصريين: ماذا لو برأ القضاء ساحة حسني مبارك من القضايا المنسوبة إليه كما حصل في قضية قتل المتظاهرين، وترشح الرئيس السابق لرئاسة مصر التي خلعته في ثورة 25 يناير 2011، هل سيفوز مجددا؟ الغريب أن أصوات الجالسين تسابقت بحماس وبلا تفكير للقول نعم يفوز بأغلبية.
ولو فكرنا في الأمر قليلا فلا محل للغرابة لأن الظروف الراهنة التي تعيشها مصر وما وصلت إليه حالها بعد الثورة التي لم تجلب لمصر الأمن والاستقرار بل شهدت مصر أشد فترة اضطرابات في تاريخها، وتراجع في اقتصاداتها.. وبقدر الحماس الثوري الذي عم مصر لتنحية حسني مبارك تسود اليوم حالة ما يمكن أن نطلق عليه مجازا «الثورة المرتدة» في مصر وأصبح الشعور السائد يحمل مشاعر الندم على الثورة لذلك من المتوقع لو ترشح مبارك في ظل هذه الظروف ربما يكتسح صنادبق الانتخابات الرئاسية..
ولكن السؤال المهم هنا: لماذا لم تحمل الثورات العربية في تونس ومصر واليمن وليبيا الحلم العربي لتلك الشعوب؟ هل الخلل في الطبقة الحاكمة الجديدة أم في الشعب أم الثورة؟ 
أعتقد ان الثورات العربية لم تحمل مشروعا ثوريا واضحا، حيث كان الهدف وقتيا وقصيرا ليس أبعد من اسقاط حاكم دون النظر لما بعد سقوط النظام، فالحالة العاطفية هي التي سيطرت على المشهد العربي آنذاك وربما مازالت ، فالأمر يحتاج رؤية ومشروعاً محدد الخطوات يوفر البديل الناجح للنظام المستبد الساقط بيد الثورة الشعبية..
ولأن تلك الشعوب العربية افتقدت المشروع الثوري الوطني الواضح ظهر التخبط في ادارة مصر وغيرها وغاب الأمن وسادت الصراعات، وذهب الضحايا فيما بعد الثورة أكثر من الضحايا الذين سقطوا في سبيل الثورة.. لذلك تحول ربيع العرب إلى خريف.