آراؤهم

عثوا بالأفكار.. فسادًا

عثوا بالأفكار.. فسادًا
بقلم.. سعد عبدالله السياف
الشُهرة هي حب الظهور والانتشار فهي تؤز صاحبها أزاً، وقد تُشتت مفاهيم فكره حتى تنحى به إلى طريق الشبهات من أجل الوصول إلى مبتغاه حينها يكون في هالة ٍ سرعان ما تزول، فهي لا تتطلب إظهار ملامحٍ زائفة يُخدعُ الناس بها، علماً بأنها لا تأتي إلا بعد مراحلٍ عدة من الجهد، يتطور بها الشخص ويُظهر ما يملك من أدواتٍ تسعفه لرسم طريق النجاح، فكم من مشاهير البرهة ظل طريقه حتى زال بريقه، فالمجتمع يحتاج إلى عقولٍ نيرة تخلقُ من المستحيل إبداعاً وتنشىء في ذواتنا فكراً جديد، فنحن نحتاج إلى إعادة تربية ٍ لبعض العقول الخاوية، بعد أن تمركزت بها رؤوس أقلامٍ يتحدثون بها دون فهمِ فحوى الرؤوس، يتباهون بعلم ٍ تم اختراق مفاهيمه بصورةٍ غير شرعية، فهم تواقون للشهرة ِ السريعة التي ما أن تلبث حتى يختفي وهجها الذي شع فجأة، كأنهم أعواد ثقاب يبهر الناظرين امتزاج ألوانها ولا تمض لحلاوتها لحظاتٍ حتى يتحول إلى دُخانٍ يكتم أنفاسنا، حينها تزجرهم عقولنا لاكتشافنا ضحالةِ أفكارهم وحبهم للظهور من أجل الظهور، لا من أجل أن يفيدوا مجتمعاً قد شح فيهِ الإبداع، فالمبدعين في وطني قد حطوا على رؤوسهم أكوامٌ من رمال، ذلك لأن أشباه المبدعين قد عثوا بالأفكار فساداً، فعلى كل ِ مبدعٍ يرى في نفسه الإبداع أن يتصدى للدخلاء ِ الذين صوروا أنفسهم أصحابُ حالاتٍ عقليةٍ تنحو لإيجاد أفكار أو طرق لتشكل إضافة ٍ وهمية ظنوا بأنها حقيقة ،وعلى كل مبدعٍ تقوقع على نفسه بأن يعمل فإن من يعمل يخطئ ويصيب ومن لا يعمل لا يخطئ ولا يصيب فقد لا تعلم ربما بأفكارك ستغير مفاهيماً إعتقدنا بأنها لن تزول ، لا تخشى الوقوع في الخطأ فالعيب أن تكرر هذا الخطأ ولا تخف فالخوف يعيق ُ حركة الإبداع لدى البعض ، فالإبداع لا ينمو إلا من خلالنا فهو ليس ملكاً لأحد ومن حجر الإبداعُ عن نفسه فهو المخطئ.
 فالواجب علينا أن نوسع آفاق الإدراك في عقولنا وأن نسمو عن كل ماهو قبيح ،ننمي العقل بالعلم والمعرفة وبخوض التجارب التي غالباً مانفشلُ في بدايتها فمع التكرار والإصرار والتحدي سنصل إلى مانصبو إليه بإعتدال ومن دون تكلف