كتاب سبر

وطنٌ يَنـزِف بِلا ضَمـَاد ..!

وطنٌ يَنـزِف بِلا ضَمـَاد ..!
بقلم.. منى البصري 
بكل بقعة من بقاع وطني جَرْح يَنبِضُ بهِ ألمٌ، ففي بقعة من بقاع وطني جرحٌ لا يتوقف نزيفه ولا يسكن ألمه، بهِ أشخاص يحملون ولاء لتُراب الوطن ولا يحملون جنسية تثبت انتمائهم لوطن سكنهم قبل أن يسكنوه، اختلطت دمائهم بترابه، احتضنوا الوطن وضحّوا بأرواحهم في سبيل إحياء وطن فتوقّف نبضهم لنبض قلب الوطن، فَـ كيف يمكن لمثل هؤلاء الأوفياء أن يُحرموا من اعتراف وطنهم بهم، فكيف لمثل هذه التضحيات أن تتناثر في مهب الريح وتنتزع منهم أبسط حقوقهم لأنهم فقط “بلا هوية”.
يُعاملون بوحشيّة و قمعية و بلا إنسانية فقط لأنهم “بلا هوية”، فليس من الإنصاف أن يُعامَلوا بإنسانية و يُوفّر لهم أبسط الحقوق لتُسَد احتياجاتهم و يحظوا برعاية طبية وتعليم ووظيفة مثل أي إنسان، فمتى تُنصَف هذه الشريحة وتُصان لهم كرامتهم ويستشعرون الأمان بأرض وطن لو نَطَق لقالَ هؤلاء أبنائي و بأحضاني..!
وفي رقعة أخرى.. أشخاص مُنجَرِفون لا يعون ولا يفقهون الإرهاب الفكري الذين هُم ضحيته، شباب آمنوا بأشخاص إيماناً لحد الكفر، ركعت مبادئهم و سقطَ منهم المنطق الذي هو أساس عقولهم، وأعمتهم غشاوة القبلية و العنصرية عن إبصار الحق وصمّت أفواههم عن النطق بالحق واتباع الباطل انجرافاً وليسَ اقتناعاً، ودفع بعضهم الثمن من حرياتهم و حُرموا من لذّة الحرية و العيش بسلام و بكرامة.. فمتى يعي هؤلاء خطورة انجرافهم بإلغاء عقولهم و إفراغ فكرهم ليملئوها بما يراهُ غيرهم و إن إختلف مع قناعاتهم. 
والبقعة الأكبر إيلامًا في وطني، هُناك أشخاص يرونهُ وطنٌ زائل فاستنزفوه وأغرقوه جشعًا و طمعًا، يدّعون الإصلاح وهُم من أنبتوا سموم الفساد في أرض لم يتوقّف عن العطاء، وطن احتواهم وأشبع حاجاتهم واحتضنهم بقوة حتى يستشعروا معهُ بالأمان، لكنهم مكروا وأنكروا وجحدوا بعدما انتزعوا من صدورهم الضمير واقتلعوا من قلوبهم الولاء.
ففرحتهم تزداد باستياء أوضاع الوطن و باحتقانه ومرضه، يجرّونه إلى الهاوية ويسلبونه أمنه وأمانه ليصبح فريسة سهلة لمن هُم مُتعطّشين للاستيلاء عليه و على ثرواته.. فمتى نكشف الأقنعة عن وجوهم لتظهر أطماعهم المُتخفيّة والمتستّرة خلف أثواب الوطنية و هم بلا وطنيّة.
متى ننقذ وطن يحتضر وينتظر منّا إنعاشه باستئصال كل ما يُؤلمه و يُضعفه، وننتزع منهُ كل مَن يحاول طعنه بخنجر المصالح… متى و متى و متى ..!!!!!
لن نجد أجوبة لتساؤلاتنا مالم تتوحّد القلوب وتُصفَى النفوس وتكون الغاية التي تجمعنا هي مصلحة الكويت، الكويت التي قدّمت لنا الكثير و لا تطلب مناّ إلا القليل.
و دمتم و دامت لنا الكويت رُغم أنوف الحاسدين و الحاقدين..
وأختم مقالي بكلمات لها وقعٌ على وطننا و على قلوبنا ..
وطني النهار ?
أنت الوطن بس أنت أنت الأصل بس أنت
 أنت الحيــــاة بس أنت
غصب على الآلام ترجع وطن من جديد
بقلم حُر  On twitter @MunaAlbasri