أقلامهم

عادل المطيري: السلطة لم تستجب لمطالب الحراك، لأن أعضاء المعارضة بالأصل غير متفقين عليها.

هل هو حراك أم ثورة؟
بقلم: عادل عبدالله المطيري
يعرف الحراك السياسي بأنه ـ ذلك النوع من التغير التدريجي الذي يحدث في المجتمع، فيترتب عليه حصول عموم المواطنين ممن هم أقل حظا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا على فرصة حقيقة للتطور والتقدم.
بعكس الثورة التي عادة ما تحدث تغيرا دراماتيكيا عنيفا في المجتمع ككل ـ وعلى المستوى الفكري والثقافي والسياسي والاقتصادي فتتبدل طبقات المجتمع وتبرز أفكارا سياسية وثقافية عادة ما تكون متطرفة، نتيجة لقفز قلة من الأفراد إلى مراكز النفوذ ليستأثروا بكل الثروات والامتيازات ولا يقدمون إلى عامة الشعب سوى بعض الشعارات
هذا هو واقعنا العربي منذ قرن مضى وحتى يومنا هذا ـ فالدول التي اعتمدت خيار الثورات حطمت شعوبها ودولها، لأننا كعرب لا نحسن الثورات كما نحسن أي عمل آخر.
أما الدول التي اعتمدت التحديث والتطور التدريجي وبالرغم من بعض الانتكاسات الا أنهم في نهاية الأمر ـ افضل حالا من الآخرين كما هو في دول الخليج والأردن والمغرب.
يجب أن يعي شباب الحراك السياسي في الكويت أننا نؤيد حقهم في الحصول على المزيد من الحريات والتقدم والعدالة والمساواة، على أن تكون بدون صدامات عنيفة مع السلطة لأنها حتما لن تجدي معهم.
فعندما يستخدم الحراك السياسي بعض المصطلحات العنيفة في مخاطبة السلطات يكون كمن يسكب الزيت على النار، فالحراك السياسي حقيقة قد ابتلي بأشخاص كانوا قريبين من السلطة سابقا ثم استبعدوا، والآن يريدون تصفية حساباتهم الشخصية مع السلطة وعلى حساب الحراك الشبابي.
كذلك لا يمكننا إلا أن نسجل اعتراضنا على بعض مظاهر التحدي الصارخ الذي يتبناه بعض الشباب باستخدام بعض المظاهر القبلية محاولين بذلك صبغ الحراك السياسي بلون عرقي واحد، مما سيترتب عليه أضعاف الحراك السياسي، وتنفير فئات اجتماعية عديدة منه.
في نهاية الأمر ـ السلطة لم تستجب لمطالب الحراك، لأن أعضاء المعارضة بالأصل غير متفقين عليها، ولأن سلوك بعض المنتسبين للحراك السياسي ووقوعهم في المحظور القانوني والدستوري قد أوقع الحراك في حرج كبير، وأصاب الحراك بالضعف فتحولوا من الهجوم على السلطة إلى الدفاع عن نفسه.
فكثير من شباب الحراك مهددون بالسجن أو مسجونون بالفعل ، ونتمنى أن يكسبوا قضاياهم في النهاية، ولكن وسط كل هذا العجاج القانوني ربما أضاع الحراك السياسي أهدافه « ضيع صيدته بعجاجه»
في الختام ـ الثورات عنيفة وغير مضمونة النتائج، نجح بعضها في تحقيق أهدافه وفشل الكثير منها في ذلك، لكن لا احد ندم على التحديث والتطوير والحراك السياسي المنظم، فليكن الحراك السياسي المنظم هو هدفنا الذي نسعى إليه بكل سلمية.