مجتمع

السمحان: انطلاق حملة التبرعات في الجمعيات والشركات لإغاثة الشعب السوري

أعلن رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية عبد العزيز السمحان انطلاق حملة تعاونية للتبرعات ومشروع خيري متكامل لإغاثة الإخوة المنكوبين في سورية بفعل الأحداث السياسية المتأزمة التي لا تزال مستمرة منذ أكثر من عامين، والتي انعكست واقعا مأساويا على الشعب السوري الذي يعاني من التشرد وقلة المأكل والمشرب والمسكن الملائم.
إعلان السمحان جاء خلال لقاء جمعه مع رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية د. عبد الله المعتوق والرئيس الفخري للهيئة العم يوسف الحجي والمدير العام للهيئة د. سليمان شمس الدين، وذلك للتنسيق والتعاون حول إيصال المساعدات للمنكوبين ومساعدتهم وفق القنوات الرسمية والقانونية.
وبين السمحان أن هذا العمل هو واجب إنساني وأخلاقي تقوم به الجمعيات التعاونية تجاه إخوة لهم في الدين والدم، مستذكرا الأوضاع الإنسانية الصعبة التي عاشها الكويتيون خلال الغزو الصدامي الغاشم حيث عاشوا بعيدا عن أوطانهم وعانوا أشد المعاناة.
واكد أن الجمعيات تقف وقفة مشرفة في دعم الحالة الإنسانية الصعبة التي يمر بها السوريون، موضحا أن العمل التعاوني ينطلق من ثوابت إنسانية ووطنية تحتم على جميع الكويتيين تقديم العون والمساعدة لمن ضاقت بهم السبل وانقطعت لديهم الآمال إلا من رحمة الله تعالى.
وأوضح أن وفدا من الاتحاد قام سابقا برحلة إنسانية إلى لبنان للتعرف على اوضاع اللاجئين هناك، ضمن حملة أطلق عليها اسم “البنيان” تم خلالها زيارة بعض مراكز الإيواء والتعرف على حالات أليمة ومؤلمة جدا، يعاني أصحابها من عدم توافر المأوى ونقص الطعام وأدنى مقومات الحياة الكريمة.
وشدد السمحان على أن هذه الحملة الإنسانية التي أطلقها الاتحاد خرجت من رحم العمل التعاوني، وقد حرصنا على اللقاء مع القائمين على الهيئة الخيرية لتكون حملتنا تحت رعاية وإشراف مباشر من الهيئة، بحيث يتم إرسال تبرعات الجمعيات التعاونية عن طريق الهيئة، إضافة إلى قيام الهيئة أيضا بتبني المشاريع التي ننوي إقامتها.
وأوضح ان الاتحاد حصل على جميع الموافقات المطلوبة من الجهات الحكومية وهي عبارة عن موافقة على تبرع الجمعية للاتحاد، وكون الهيئة الخيرية هي المختصة بتسلم التبرعات بالكاش والكي نت، حيث ستستمر هذه الحملة لمدة 10 أيام متواصلة من خلال تواجد مندوبي الهيئة في الجمعيات التعاونية، بمشاركة ورعاية إعلامية من تلفزيون الوطن الذي يعد أعلى نسبة في المشاهدة في دولة الكويت.
وكشف السمحان عن أن الاتحاد وضع جملة من المشروعات التي ينوي القيام بها لخدمة الأشقاء السوريين كإنشاء مستشفى متكامل ومراكز إيواء لتوفير الحياة الكريمة للشعب الشقيق، إضافة إلى توفير بعض الجوانب الخاصة بالتعليم والمدارس والعمل المنزلي، وتوفير عيادات متنقلة في المخيمات ومراكز الإيواء.
وأعرب عن سروره لما تقوم به الهيئة الخيرية من أعمال إنسانية تجعل من العمل الخيري الكويتي مفخرة للكويت وأهلها، مؤكدا اعتزازه بالتكاتف الكبير الذي لقيه الشعب السوري من الجهات الخيرية والإعلامية والجمعيات التعاونية، متوقعا أن يكون الرقم الذي سيتم تحصيله من خلال الحملة كبيرا ويرقى إلى مستوى الحدث.
وتابع بان الاتحاد وضع أجندة خاصة لجمع التبرعات العينية حيث تم تكليف ممثل جمعية مشرف التعاونية لدى الاتحاد حمد المدلج للتواصل مع الشركات الكبرى مثل البحر وعلي عبدالوهاب للحصول على مساهماتهم المادية أو من خلال تقديم هدايا عينية من سلعهم الغذائية ونقلها إلى المشروع، وقد لمسنا تجاوبا من الشركات مشكورة، وهذا ديدنهم على الدوام.
وفي جانب متصل ذكر السمحان أن الاتحاد تقدم أكثر من مرة بمقترحات لمجلس الأمة والبلدي تدعو لضرورة التعامل مع الواقع التعاوني على اساس الحقائق والأرقام، فالعمل التعاوني كما يرى الجميع توسع بشكل كبير ولا بد من مظلة أكبر تجمعه وتكسر أمامه القيود لتحقيق النجاحات والإنجازات لهذا البلد المعطاء.
وزاد بأن الجمعية باتت تضم مركزا تجاريا وشركات خدمية وشركات عالمية، إلا انه وللأسف لا يزال القطاع التعاوني في الشؤون على وضعه منذ سنوات طويلة، ولم يتطور إلى ما يصبو إليه القائمون عليه، ونحن نطمح أن تكون هناك هيئة مستقلة تستوعب هذه الأفكار الجديدة التي أطلقنا الكثير منها، ونجحنا في تحقيق بعض الإنجازات الهامة.
وبدوره عبر الرئيس الفخري للهيئة الخيرية العم يوسف الحجي عن سعادته للمبادرة التي أطلقها الاتحاد لنصرة الشعب السوري وإغاثته، مشيرا إلى أن مجالس إدارات الجمعيات التعاونية كانوا يخصصون مبالغ للتبرع للسوريين، معربا عن استعداد الهيئة التام للتعاون مع الاتحاد فيما يصب في مصلحة العمل الخيري والإغاثي.
وقال إننا الآن بصدد إطلاع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على الجمعية الكويتية للإغاثة التي انبثقت كلجنة عن الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومن ثم أصبحت الآن جمعية خيرية للإغاثة تقوم بمهامها على أكمل وجه وتحقق نجاحات مطردة.
ومن جهته، أعرب رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية د. عبد الله المعتوق عن تقديره لاتحاد الجمعيات ورئيسه السمحان على إطلاق هذه المبادرة الرائعة جدا، مبينا انها تصب في باب التعاون على البر والتقوى الذي أمر الله تعالى به في قوله: ( وتعاونوا على البر والتقوى ).
وبين أنه لمس عن قرب الجانب الاجتماعي الذي تضطلع به الجمعيات التعاونية من خلال خوضه غمار التجربة التعاونية كعضو في إحدى الجمعيات التعاونية، حيث كانت الجمعية تقدم احتياجات المدارس والمساجد، من دون الحاجة إلى مخاطبة وزارتي التربية والأوقاف، إضافة إلى تكريم الفائقين، مؤكدا أن الجمعيات قادرة على إثراء المجتمع وتحقيق التنمية من خلال الخدمات التي توفرها وتقدمها للجميع.
وذكر أن هناك ارتباطا وثيقا بين العمل التعاوني والعمل الخيري، مبديا أسفه لقيام بعض مجالس الإدارات بالتفكير بالجانب المادي والربحي وتهميش الجانب الخدمي والخيري، في حين تقوم الكثير من الجمعيات في المقابل بإذكاء هذا الجانب والعمل على أساسه استشعارا منها للاوضاع التي تعيشها بعض المجموعات في العديد من دول العالم، مستذكرين الأوضاع المأساوية التي عاشها الشعب الكويتي خلال الغزو الصدامي الغاشم.
وتوجه المعتوق بالشكر للاتحاد على مبادرته الخيرية لإغاثة الشعب السوري، مبينا ان الهيئة لديها حملة إغاثية تعمل جميع الجمعيات الخيرية تحت مظلتها لتوحيد الجهود وتحقيق جملة من الأهداف، وقد انطلقت قبل 3 اشهر، مشيرا إلى أن ما تقدمه الهيئة هو عبارة عن عود في حزمة من الحطب.
وذكر المدير العام للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية د. سليمان شمس الدين أنه سيتم التنسيق بين الهيئة والاتحاد فيما يتعلق بالمشاريع وعملية جمع التبرعات، وبحكم أن الشؤون لم توافق حتى الآن على الكاش، ووافقت فقط على الكي نت، فإننا بصدد تنظيم هذه العملية قريبا فيما يخدم هذا المشروع وجميع مشاريع الإغاثة.