آراؤهم

مشاغبات قلم
“المرياع ” وسياسة الأغنام

مشاغبات قلم
“المرياع” وسياسة الأغنام 

بقلم.. علي العجيل
في الشتاء الماضي ذهبت إلى البر في نزهة وما أجمل البر في ذاك الوقت من السنة، صحيح أن الهواء الجميل ينقلب إلى غبار بسبب “البقيات” وهذا المصطلح يعني درجات نارية بأربع عجلات، وأحيانًا تكون بثلاث فلا بأس من ذلك المهم أن هذه “البقيات تقلب الهواء العليل إلى غبار “يضيق الخلق” ابتعدت في هذه “الكشتة” وأيضا أقد أكون مضطرا لتفسير معنى هذا المصطلح “وهو باختصار الخروج إلى البر” ابتعدت فيها كثيرا عن العمران حتى استطيع أن أجد مكانا يسمى مجازًا “بر” وليس براحة بين منطقتين تستطيع أن تشاهد البنيان وأنت في مخيمك وتجتمع فيها ألاف مؤلفة من البشر فتخرج من ضيق المدينة لتأتي إلى ضيق المخيمات “فلا طبنا ولا غدا الشر”.
كان صاحب الدعوة التي لبيناها بكل سرور يضع مخيمه بعيدا على طريق العبدلي  وكان مربيا للأغنام وبصفته خبيرا بتربيها وسياستها حدثنا مطولا عن طريقة التعامل معها وكيف يستطيع أن يسيطر عليها ولا تهرب منه وهي بالمئات وهو بمفردة يقول صاحبنا.
أن الأغنام عندما تكون مجموعة تلتصق ببعضها البعض حتى تشعر بالأمان وهذه غريزة فطرية في كل الكائنات الحية تقريبًا.
تنتظر مجاميع  الأغنام أي حركه من بنات جنسها حتى تتبعها بدون تردد ومن هنا استحدثت وظيفة “المرياع” وهو خروف مندس! بين الأغنام ويكون مواليا للراعي..! للمعاملة الخاصة التي يحضى بها, فالمرياع يربى خارج حظيرة الأغنام ويكون قريبا من البشر حتى يألفهم وحين يُراد إخراج الأغنام يتم إدخاله بينها ثم يفتح لها الباب فيسير الراعي ثم يسير خلفه المرياع فتتبعه كل الأغنام.
تساءلت وماذا لو خرجت إحداهن لتسير لوحدها معترضه على السير خلف خروف عميل و مندس!!
ضحك صاحب الأغنام وقال : يحدث هذا أحياننا ولكن يجب علينا أن نتصرف وبسرعة لأننا لو لم نسيطر على الموضوع سريعا ستنقسم الأغنام إلى فرقتين فرقة مع عميلنا المرياع وهذه تعتبر في نطاق السيطرة ولا خوف منها أو عليها، والفرقة الأخرى التي تبعت الخروف المتمرد فهذه المجموعة هي التي قد نفقد السيطرة عليها.
فقلت: وماذا تفعلون في مثل هذه الحالة؟ 
فقال: من اللحظة التي يعلن فيها أي خروف خروجه عن المجموعة التي يقودها عميلنا المرياع نقوم بإطلاق الكلاب الخاصة… برعي الأغنام علية فتنطلق نحوه وتبدأ بعضه عضا مبرحا يجعله عبره لكل خروف تسول له نفسه الخروج على المرياع وبعدها يعود الأمر كما هو علية في نطاق السيطرة.
مع أن الموضوع كان عن الأغنام ورعي الأغنام ولكن لا أعرف لماذا شعرت وأنا أستمع للموضوع أنه أكبر من ذالك بكثير !  لذالك تعوذت من الشيطان وطلبت من صاحبنا أن يغير الموضوع لأن الأفكار الشيطانية بدأت تلعب في رأسي!!
ضحك صاحبنا ثم قال ماذا لو حدثتكم عن دور الحمار في سياسة الأغنام فصحت بأعلى صوتي “دخيل الله لا تفعل”.
 
ختامًا:  
أتمنى صادقًا وعلى عكس ما جرت عليه العادة أن لا يفهم مقالي هذا بالشكل الصحيح…! وشكرًا.
 
alialajeel@hotmail.com
twitter: @alialajeel