أقلامهم

كاتبة سعودية: هل قرأ الكويتيون ما كتبه سعود السنعوسي في روايته؟

نشرت الكاتبة السعودية “السعد المنهالي” مقالًا بصحيفة الاتحاد السعودية تستغرب سعادة الشعب الكويتي بفوز الكاتب “سعود السنعوسي” بجائزة البوكر عن روايته “ساق البامبو”، وتساءلت: هل قرأ الكويتيون ما كتب في الرواية؟

وجاء نص المقال.. كالتالي:-
«شيء معقد في بلاد أبي.. كل طبقة اجتماعية تبحث عن طبقة أخرى تمتطيها وإن اضطرت لخلقها.. تعلو على أكتافها تحتقرها وتتخفف بواسطتها من الضغط الذي تسببه الطبقة الأعلى فوق أكتافها هي الأخرى». هكذا كان «عيسى راشد الطاروف» أو «هوزيه» يحدث نفسه في وصف طبيعة العلاقة بين الناس في وطنه الكويت في رواية «ساق البامبو». هل قرأ الكويتيون ما كتبه سعود السنعوسي في روايته؟ لقد شغل الكويتيون خلال الأسبوع الماضي بتهنئة ابن الكويت بجائزة الرواية العربية «البوكر»، هتفوا فرحاً بهذا الإنجاز الثقافي؛ تابعت الكثير من ردود أفعالهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كانوا سعداء جداً بالكويتي الذي فاز، بدا واضحاً جداً فخر بعضهم واعتزازهم بالكاتب، ولكن – للأسف – بعنصرية الانتصار للقريب، فقط لأنه كويتي. قلت لنفسي: هؤلاء لم يقرؤوا العمل، فالجائزة كانت من نصيب الرواية التي تدور فكرتها حول رفض التحزب والتعالي والتفاخر والتعصب لأعراق وأجناس على حساب أخرى. كيف لهم أن يعبروا عن فرحهم بسلوك متعصب عن عمل رفض هذا السلوك أصلاً؟!
هل ما أعتقده في نفسي هو ما يراه الآخرون؟ هل أبدو في عين الآخر كما أنا موقنة به عن نفسي؟ هل أبدو أجمل أم أشد سوءاً من حقيقتي في عين الآخر؟ سؤال واحد بأشكال مختلفة، سؤال عن الذات في نظر الآخر؛ يبحث بعضنا من خلاله عن إجابة في مرآة صادقة تعري حقيقتنا التي نجهلها – في أفضل الأحوال- أو نراها على عكس ما هي في الواقع في أكثر الأحوال تطرفاً. هل انشغلت يوماً بشكل حقيقتك في عيون الآخرين؟ إذا كانت الإجابة بنعم.. سيكون السؤال الثاني: إلى أي مدى وجدت صورتك لدى الآخر، موافقة لما اعتقدته في نفسك؟.. وبعد أن تجيب على هذا بكل شفافية، عليك الانتقال إلى السؤال الثالث والأخير، وهو: بناء على ما اكتشفته عن نفسك في عيون الآخر وتصوره حول ذاتك، هل حاولت تغيير هذه الصورة أوتحسينها لتكون كما تتوقع عن نفسك؟! البعض يذهب إلى أبعد من الإجابة على هذه التساؤلات، البعض يتقمص دور الآخر ويعيشه لكي يرى نفسه ويتأملها، يتلمس عيوبه يحاول فك شيفرتها وتحسينها. هذا ما أقر به السنعوسي في «ساق البامبو»، تقمص شخصية «هوزيه» الفلبيني ليرى «سعود» وأهله الكويتيين.
تساءلت كثيراً قبل وبعد حصول العمل على جائزة الرواية العربية، هل قرأ الكويتيون العمل؟ هل رأوا أنفسهم؟ هل وصلتهم صرخة الألم الناتج عن جرح «هوزيه»؟
أخبرني صاحب الدار العربية للعلوم ناشرون «بشار شبارو» في الليلة قبل الأخيرة لمعرض الكتاب، أن نسخ رواية ساق البامبو نفدت وأنه اضطر لجلب 1000 نسخة بالطائرة استجابة للطلب عليها. فوجئت في اليوم التالي بعد أقل من 20 ساعة من جلبها بأنه لا توجد أي نسخة، يا ترى كيف سيقرأ هؤلاء وغيرهم الآلاف ساق البامبو؟! هل سيرون أنفسهم كما فعل «سعود» بعين هوزيه؟ هل ستصلهم رسالة «هوزيه» أم سيتوقفون فقط أمام الحبكة والقصة والكاتب الشاب الوسيم الذي جلب البوكر للكويت.. ثم يعودون إلى حياتهم وكأن شيئاً لم يكن!!
als.almenhaly@admedia.ae