كتاب سبر

فداء سبر الأغاني

قبل عاميّن ولدت سبر ولا أدري من سمّاها سبر، ولكن فى كل الأحوال إن كنت تملك “إبائها” وعنفوانها فسمّها كما شئت.. المهم نكمل الحكاية بعد صرخة الولادة السبرية ذهبت مع الريح قافلة “العاميّن” بأحمالها من الدقائق والثواني، لتعود وهى تحمل إعصار تجربة بلغت فيها سبر الفطام، لتخر من بعد فطامها وسائل الإعلام لها ناشرينا.
كبرت سبر.. وصارت تمارس طفولة الحرف فى اللعب مع “كبائر” المنحرفين فى الوطن، مرةً تطرد النوم من عيون فاسد ظنّ نفسه أريبًا، فحوّل طراد السبور مآرب أربه إلى ريبة استضافت أجفانه بعدها الأرق على الأرق، ومرتاب مثله لابد أن يأرق ويهذي طوال ليله صائحاً: خذوني فقد أضناني طول السهر.. ألّا من يشتري “سبراً” بنوم !! 
كبرت سبر.. وصارت تنبش قبور ملفات اغتيلت حقائقها فى ليل بهيم، وأهيل عليها تراب المصالح لتخرجها وتنثر رماد شواهدها على رؤوس المشاهدين لترعد المانشيتات من بعد ذر الرماد فى العيون صارخةً.. وقد سال زبد “الروابط ” من أشداقها: بأي ذنب قتلت!! 
كبرت سبر.. وأصبحت  قِبلة للقراء وأمست جذوة شعلة أشعلت حطب أخاديد الأخبار، تنط فوق أسوار فوارق المارقين مغافلةً حراس أبراجها، لتطبع قبلة على جبين أبراج الكويت التى تحتضنها وترفعها نحو “الراس المرفوع”، لتستمتع من هناك وتمتعنا بصورة كويت التقطت بتقنيه: (يا رب كما خلقتنى كويتاً)، وهناك فى المعالي سل الرياح العوالي عن ومضات “فلاشاتها” الوطنية التى يضيء لها وجه حلمنا الوطني من بعيد على رغم أنف “فشله” تقنيات “كاميرات” الإعلام الفاسد.
كبرت سبر.. وصغرت معها هموم كل مبدع ضيعه قومه وتكبروا عليه، ليجد مكانًا على كراسي أوراق ومداد أحبار سبر الوثيرة، ليريح عليه أنامله التعبة المنهكة من طول البحث عن فرصة فى شوارع الصحافة ودهاليزها المعتمة.
كبرت سبر.. وانتصرت على البدايات وخسرنا الرهان الأول معها، حينما تحدتنا فى المقال الأول “لماذا سبر” بأن تسقط فناجيل القهوة من أيدينا، ضحكنا وقتها لتحديها السافر لفناجيلنا وتشكيكها بولاء أناملنا لسيادة القهوة، وكافيّنها المصون، وبعد عاميّن ضحكت سبر أخيراً وضحكنا معها كثيرًا، حينما وجدنا أنفسنا نسقط فناجيلنا مختارين من أيادينا، لنضعها أمام حضرة سبر على عادة العربي عند طلبه شيئاً من الكرام لنقول: استمرى فداء سبرك الأغاني الإعلامية التي ملأت قلوبنا نشازاً.. طالبينك  تقولين …تم !!!
فالح بن حجري