تفاجأ العالم مؤخرًا من موقف جبهة النصرة في سوريا من إعلان ولائهم للقاعدة، ولو نظرنا إلى طريقة جبهة النصرة في مقاومتها لما تفاجأنا، فهي تنهج فيها نفس أسلوب القاعدة من تفجير وهجمات انتحارية بسيارات ملغمة، بناءً على ما يتم نشره من اعترافات من جهتها.
وهذا لا يدعني استبعد أنها على علاقة مع النظام السوري مع إيماني التام أن النظام السوري قد انتهى، وسقط من بداية الثورة لحظة انسحاب أغلب رجاله… ليتطوّر الوضع من بعدها حتى تسلحت الثورة السورية عندما صارت تواجه في أرضها أكثر من دخيل تحت اسم النظام السوري.
عني لا استبعد أن تكون جبهة النصرة على علاقة مع مَن يحل محل النظام الآن، كإيران التي لم يكن هذا النمط من السياسة بجديد عليها، لأنه تكرر في اليمن مع الحوثيين والتي أثبتت أغلب الحقائق السياسية أنها – أي ايران – على علاقة عسكرية مع الحوثيين، وهؤلاء أيضًا لهم صلة سياسية بالقاعدة في اليمن.
الدول الدخيلة في أرض سوريا لن تورّط نفسها في حرب حقيقية على أرض سوريا، ولكن يهمها أن تظل منطقة سوريا في حالة توتّر مقابل حقيقة انتهاء النظام الأسدي، وجود القاعدة في سوريا من جهة والجيش الحر من هنا ومن يحلّ محل النظام من جهة يجعل المنطقة في حالة مد وجزر.
ومن هنا وخاصةً إيران يهمها أن يكون للقاعدة قواعد حول دول الخليج، وتكرر ذات الوضع في اليمن، فلا استبعد العلاقة بينهما طالما، كما ذكرت سابقًا، أن النظام في سوريا انتهى أصلًا، فمن الممكن بعدما خسرت إيران النظام الأسدي أن تكسب مكانه نظامًا يحل محله ترهب به العالم وتهدد به منطقة الخليج.
جبهة النصرة في اعتقادي بعدما كشفت عن موقفها مع القاعدة، تشكّل خطرًا على الثورة السورية أكثر من مساندتها لها، فهي تنشط في أغلب المناطق التي تشهد مواجهات بين قوات المعارضة السورية والجيش النظامي، وتسيّطر عمليًا على العديد من الأحياء والمدن، سواءً بمفردها أو بالاشتراك مع جماعات مقاتلة أخرى في مدينة حلب وريفها ومحافظة الرقّة وادلب ودير الزور، وفي ريف دمشق ومحافظة درعا جنوبيّ البلاد.
في حال انتصار الثورة على من حل محل النظام السوري حاليًا، لا استبعد وقوع حرب أقوى وأشرس مع جبهة النصرة.. إن وجود هذه الجبهة يظل معتمًا وضبابيًا والأيام ستكشف لنا حقيقتها بعدما تبيّن لنا أول خيطها.
وتبنت الجبهة شن العديد من الهجمات الدموية ضد القوات الحكومية والمقرات الأمنية والعسكرية، ومن بينها هجمات انتحارية بسيارات ملغمة منذ الإعلان عن وجودها في سوريا عبر تسجيل مصوّر أواخر العام الماضي.. عواقب وخيمه ولا استبعد أصابع بشار وإيران، طبعًا لا يود احد أن يستبدل نظام يرهب شعبه بنظام يرهب العالم.. اعتقد أن السبب في ذلك هو تراخي الغرب في دعم المعارضة السورية قبل أن يبتلعها الإسلاميون.
سحر محمد
sa7ar.sud@gmail.com
أضف تعليق