أقلامهم

ناصر العبدلي: من صاغ تفاصيل قضية الداو تعمّد أن يتوزّع دمها بين القبائل، حتى يضمن ألا يفتح ملفها.

ما يستجد من أعمال 
في الفخ أكبر! 
ناصر العبدلي
قضية الداو ليست قضية عادية، ومن يعتقد أنها كذلك فهو مخطئ، فمن صاغ تفاصيلها تعمد أن يتوزع دمها بين القبائل حتى يضمن ألا يفتح ملفها، وقد حصل على ما يريد منها، وأعطى كل طرف من الأطراف حصته، وهو ما حدث بالفعل، وهذا ما يجعلني لا أستغرب كل هذا التهرب من الحديث حولها إلا من بعض المخلصين، ممن يعتقدون أنها قضية عادية.
رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد كان ضحية هذا الملف، وحتى من اعتقد أن هناك شيئا ما وتحمس للدفاع عن المال العام وقع أيضا ضحية هذا الملف، ومن فكر فيها استخدم الصراع السياسي القائم ليضرب ضربته، و»يهبش» من المال العام تلك «الهبرة» الكبيرة، وقد جند لذلك المشروع أحد السذج ليتجول على أعضاء مجلس الأمة ويخبرهم أن هناك سرقة.
من صاغ تفاصيل تلك القضية شخص أو ربما مجموعة كانت تراقب الساحة السياسية جيدا وتدرس تفاصيلها، ووجدت في ذلك الصراع العقيم بين الشيخ ناصر المحمد وبين مجموعة كانت ترى فيه نفسا إصلاحيا، ثم انقلبت عليه في فترة لاحقة، الفرصة التي كانت تنتظرها منذ فترة طويلة لتحصل على ما تريد، وقد وضعت الفخ لتضمن الحصول على العمولة المفترضة، فإما أن تستمر الصفقة وإما أن تبطل، وفي كل الأحوال هو أو هم مثل المنشار.
مخضرمون في السياسة وقعوا في الفخ، ومرتزقة سياسيون وإعلاميون كانوا يجرون في كل الاتجاهات حتى يحصلوا على حصتهم، وكان منهم من رتب إخراج القضية مع بعض الرتوش الإعلامية حتى تبدو نصرا مؤزرا على سراق المال العام، وفي الحقيقة سراق المال العام هم من حققوا النصر المؤزر ونهبوا من المال العام ما لم يكونوا لينهبوه لو كان عندنا برلمان في ذلك الوقت يفهم ماهي السياسة!
تلك المجموعة أدخلت الجميع في فوضى، وهم «دهاقنة» في الترتيب والتنظيم السياسي، فقد زجوا قبل تلك القضية ملفا آخر استهلك من وقت المجلس والحكومة الكثير، وسرقوا من ورائه مئات الملايين في مشاريع بالكهرباء والأشغال والنفط، ثم زجوا بعدها ملفا آخر أطاح بحكومة الشيخ ناصر المحمد، وحين كان القوم منشغلين بتلك الإطاحة، حصلت تلك المجموعة على ما تريد من المال العام، ما يعني أن في الفخ أكبر من العصفور لكن لا أحد يريد أن يفهم.