عربي وعالمي

العراق يحتج على دخول “الكردستاني” أراضيه

أعلنت الحكومة العراقية، الثلاثاء، أنها ستقدم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي احتجاجا على وصول أول مجموعة من مقاتلي حزب العمال الكردستاني إلى إقليم كردستان العراق، معتبرة أن دخولهم إلى الأراضي العراقية يلحق ضررا بالغا بالعلاقة مع تركيا. 
وكان الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني أعلن، الثلاثاء، عن وصول أول مجموعة من مقاتلي الحزب إلى إقليم كردستان، وذلك بعد أسبوع على انسحابهم من الأراضي التركية في جبل قنديل، في حين يتوقع أن تصل المجموعة الثانية إلى العراق الأربعاء.
وتوالت ردود الفعل، حيث أعرب عدد من نواب إقليم كردستان عن ترحيبهم ببدء وصول مقاتلي الحزب إلى الأراضي العراقية، مؤكدين أن التزام حزب العمال والحكومة التركية باتفاق السلام “سيعود بنتائج إيجابية على المنطقة بأسرها”.
في المقابل، أعربت الأحزاب التركمانية في محافظة كركوك عن قلقها من احتمال توطين عناصر حزب العمال الكردستاني المنسحبين في المناطق المتنازع عليها ذات الغالبية التركمانية في العراق.
ودعت الأحزاب إلى ضرورة تحديد تواجد هذه العناصر داخل الحدود الإدارية لإقليم كردستان بحسب ما حدده الدستور العراقي.
وقال المكتب السياسي لحزب توركمن إيلي إن الحزب يرحب باتفاق السلام بين الجارة تركيا وحزب العمال الكردستاني الذي بمقتضاه بدأت العناصر المسلحة للمنظمة بالانسحاب إلى إقليم كردستان العراق.
وأشار إلى أن الحزب يشعر في الوقت نفسه بالقلق البالغ من احتمال توطين عناصر هذه المنظمة في ما تسمى بالمناطق المتنازع عليها بما قد يؤدي إلى تفاقم المشاكل وزيادة التوترات في هذه المناطق.
أما نواب من ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، فشددوا على موقفهم الرافض “لاستخدام حزب العمال للأراضي العراقية بدون موافقة الحكومة العراقية المركزية”.
وطالب الائتلاف تركيا “بعدم إقحام العراق في خضم مشكلة داخلية تركية”، داعيا إلى “وقف تنفيذ اتفاق الحكومة التركية مع حزب العمال الكردستاني”.
بدورها، دعت القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق، إياد علاوي، إلى إدراج قضية لجوء مقاتلي حزب العمال إلى الأراضي العراقية “ضمن جدول أعمال” مجلس النواب لـ”صياغة رد” تجاه ما اعتبرته القائمة خرقا للسيادة العراقية.
وكان متحدث باسم الجناح العسكري لحزب العمال قال لـ”سكاي نيوز عربية” أن المقاتلين كانوا قد وصلوا إلى منطقة الزاب التي تقع ضمن الشريط الحدودي الفاصل بين العراق وتركيا، مستخدمين أقصر الطرق للوصول إلى الأراضي التابعة للإقليم.
وجرى استقبال حافل للمجموعة المؤلفة من 15 مقاتلا، هم تسعة رجال وست نساء، من قبل مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتمركزين في جبل متين في محافظة دهوك الواقعة ضمن إقليم كردستان، وفقا لفرانس برس.
وقال قائد المقاتلين الذين بدا عليهم الإرهاق الشديد جراء الطقس البارد، “جئنا من منطقة بوتان في تركيا بعدما أمضينا 7 أيام في الطريق، وجاء انسحابنا بعد توجيهات الزعيم (عبد الله) أوجلان، حيث إننا نريد أن نفتح طريقا للسلام بهذا الانسحاب”.
ويأتي وصول هذه الدفعة بعد أسبوع على إعلان الحزب بدء سحب مقاتليه من تركيا إلى قواعدهم الخلفية في شمال العراق، وهي عملية تندرج في إطار عملية سلام إلا أنها تبدو شديدة الحساسية.
وكان الجناح المسلح قال، الثلاثاء الماضي، في بيان “بعد النداء الذي وجهته قيادتنا واستنادا إلى القرار الذي اتخذته قيادة (الحزب) سيعمل مقاتلونا على بدء عملية الانسحاب اعتبارا من 8 مايو”.
كما أكد الحزب أنه سيحترم التزامه الانسحاب من الأراضي التركية، طالما لم يتعرض لهجوم من القوات التركية المسلحة.
وفي السابق استغل الجيش التركي فترات هدنة أعلنها الحزب من طرف واحد لإلحاق خسائر كبيرة بقواته.
لكن هذه المرة كل شيء يبدو مختلفا. وقدم رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، ضمانات بهذا الخصوص.
يشار إلى أن عدد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في تركيا يقدر بحوالي ألفي مقاتل يضاف إليهم 2500 في القواعد الخلفية في شمال العراق.