كتاب سبر

بورد “الوشيحي” للجراحة

لا شك عندى ان حبر قلم محمد الوشيحى “ما فيه طب” ممارس عام !! بل إن كل قطرة حبر احتواها هى  خريجة تخصص جراحة أنف وأذن وحنجرة و…جبهة !! وهاكم نصيحة بِجُملٍ بسيطة أسوقها بعقالها على بلاط سطوري القادمة وأهديها لكل مراجع من ذى “الآه” تقوده قدماه نحو عيادة ذي الوشاح الطبية  لأقول : أعلم يا رعاك الله أن هذا العرجانى لا يبدل الشاش على جرحك و”انت ما تدراشي” ولا يدعكه بودٍ باليود ثم يصرف لك حبتي بنادول والسلام !! بل سيحولك  رأساً الى غرفة العمليات فاتحا بوابات بطنك على مصراعيها بعد كسر قفل السرة  متأملا مصارينك وهى تتعارك قائلا لمصرانك الأعور: يا أعور فى عينه وعينك تشوف !! ملاحقا كبد حقيقتك تحت لحاف جهازك الهضمي الدافئ  “هابداً” بمشرطه على قعر معدتك لتصيح من بعد “الهبد ” أمعاؤك: أنج بنكرياس فقد هلك القولون ,حبره يا سيدى يخرج ما بين فرث ودم والمرئ عنده متهم حتى تثبت براءة حموضته وويل للرئة إن ظهر بها نقص من بعد جرد عهدة الأوكسجين،  ويا ويح القفص الصدري إن حرك المشرط قضبانه وقال للطير الذى بداخله (القلب ) … وش انت من الطيور ؟!..  فلا مجال هنا لمكاسر الجنحان، فأذنه اليمنى على الأذين الأيسر مباشرة ويده اليمنى تطلب من البطين الأيمن التزام الصمت ليسمع همس الشرايين وهمهمات الأوردة بدون حاجة إلى سماعات طبية فالسماعات يا رعاك الله اخترعها طبيب فرنسي كان حاجته إماً لخجل فتاة فرنسية عذراء رفضت أن يضع أي رجل رأسه على صدرها، أما الوشيحى فلا حياء عنده فى دينٍ حلت أقساط حقيقته تشريحاً وشرحاً وتواشيحاً وكل مدائن دفع الفواتير عنده  ضواحيها ومساءاتها وصباحاتها  تؤدي طرقها إلى دماء حقيقة بها وحدها فقط يثبت نسب القضية.
هذا هو “بو سلمان” كما أعرفه تتنافس موافقتي له ومعارضتي  له على المركزين الثانى والثالث بينما يتربع الاحترام منفرداً على المركز الأول، وما قاله فى برنامجه هو شنشنة  تطبيق أعرفها لبورد الوشيحى للجراحة الذى يقوم على ركيزة “ان المبدأ اللى ما هو مبدأك جره على “التوك شوك “.. وكل هجوم كان منه على عوارض المرض البدوي كان فى أغلبه مبرراً ويمثل بالنسبة لي ولغيري قرع أجراس هواجس ضجت بها صوامع قلوب البدوان طويلاً وتلاطمت علي صخورها امواج تراتيل حزنهم حنيناً، هؤلاء البدوان الذين يحاولون منذ الاستقلال قطف عنقود عنب المدنية بدون ان يفنوا ناطور ثقافتهم، فلا طالوا العنب ولم يقولوا عنه يوماً حامضاً، بل التزموا بالمواطنة وبدستورها وصبروا وصابروا حينما كانت تتناهشهم مخالب  ثقافة بدوية تجسدت ملامحها تمثالاً للعنفوان ومثالية لا تقبل القسمة الا على ثنائية الحرية والكرامة وأمثال تضرب حديد المرجلة وهو حامٍ لتوقد منه الشرار، ثقافة جامحة عصية على السروج لا يتناطح على جذورها الراسخة  عنزان ولا تخطئها عيون التاريخ وأخباره .
ولكن وللاسف فيما بين نقطة العنب المدني ونقطة ناطور الثقافة تَكون خط مستقيم ملّت أقدام “البدوان” وكلّت  وهي تقطع فيافيه وتتعرض ” للنيران الصديقة ” التى تقصف خطوط مداد حبر قضاياهم خاصة نيران المصالح الضيقة التى رضيت ان توضع عليها “الدلال ” التى تدور دوائر “فناجيلها” عليهم لا لهم ويكون فيها لخسائرهم “الهيل” ويكون فيها لأرباحهم “الهول” !!.
أغلب ما جاء فى  خطاب الوشيحي هو محاولة لإرجاعنا للأصل القائل إن البدو  كانوا وما زالوا  الرقم الصعب في الحسبة السياسية وإبعادنا عن بضائع التقليد ذات الخطأ المصنعي المتمثل بتلك الثغرة المفتوحة النازفة التي تريد تحويل الرقم الصعب الوطني الى مجرد “إيلى صعب “يصمم فساتين” قضايانا  على حسب موضة التجاذبات السياسية.